Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يضرب خمس الإنتاج الصناعي العالمي

مصانع السيارات تنفد من قطع الغيار بسبب نقص الإمدادات من الصين

شركة هيونداي علقت الإنتاج في مصانعها جنوبي سول بكوريا الجنوبية بسبب كورونا (أ.ف.ب)

أصبحت الصين جزءاً لا يتجزأ من سلسلة التوريد العالمية للتصنيع، حيث تمثل نحو خمس الإنتاج الصناعي العالمي، وتعد اليوم قلب صناعة السيارات في العالم، حيث تصنع الأجزاء والمكونات الرئيسة للسيارات في الصين. هوبي المدينة الصينية التي تفشي منها فيروس كورونا وزحف إلى العالم، تعد مركزاً رئيساً لتصنيع السيارات، ومع إعلان إغلاق مصانع السيارات في المدينة المنكوبة بدأت تتهاوى مصانع السيارات شرقاً وغرباً.

وتعد الصين أكبر مُصدر للسلع في العالم، حيث سجلت الصادرات من الصين وهونغ كونغ مجتمعة، ما قيمته 450 مليار دولار العام الماضي، تليها اليابان بأكثر من 150 مليار دولار، كما استوردت كل من كوريا الجنوبية وفيتنام أكثر من 100 مليار دولار من البضائع المستوردة.

كورونا تضرب قطاعات السيارات

حذرت أكبر شركة لصناعة السيارات في بريطانيا "جاكوار لاند روفر"، من إمكانية نفاد مصانعها البريطانية من قطع غيار السيارات نهاية الأسبوع الحالي، بسبب وقف الإمدادات من الصين بسبب تفشي فيروس كورونا، لتنضم بذلك إلى مجموعة من الشركات التي باتت تحسب تكلفة تفشي المرض، حيث أن الوباء يؤثر بشكل كبير في الأعمال التجارية الدولية.

وعلقت شركة هيونداي الكورية الجنوبية عملياتها في مجمع أولسان العملاق الذي يعوقه نقص الأجزاء بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أدى إلى شل الإنتاج الصناعي للصين، ويصل إنتاج المجمع العملاق 1.4 مليون سيارة سنوياً.

تعليق شركة هيونداي لعملياتها التي تحتل شركة "كيا"، التابعة لها المرتبة الخامسة على مستوى العالم لصناعة السيارات، جاء بسبب نفادها من الأسلاك التي تربط الإلكترونيات المعقدة للمركبات. تعليق الإنتاج في مصانعها في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، وضع 25 ألف عامل في إجازة قسرية وأجور جزئية، وهم ضحايا أصحاء لتفشي المرض عبر البحر الأصفر.

ويقدر المحللون إغلاق كوريا الجنوبية لمدة خمسة أيام يكلف الشركة ما لا يقل عن 600 مليار وون (500 مليون دولار).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هيونداي ليست الضحية الوحيدة لفيروس كورونا حيث أعلنت (كيا) إغلاق ثلاثة من مصانعها الاثنين الماضي، وتدرس وحدة كوريا الجنوبية لصناعة السيارات الفرنسية رينو إيقاف مصنعها في بوسان.

تعتمد الشركات الكورية الجنوبية اعتماداً كبيراً على الصين في قطع الغيار والمكونات. المشكلة حتى إذا كان هناك جزء واحد مفقود في صناعة السيارة، فلا يمكن فعل أي شيء، مع الإشارة إلى أنه لا يوجد جزءٌ واحدٌ في صناعة السيارة لا يتم تصنيعها في الصين.

شركة فيات كرايسلر، هي الأخرى قالت إنها تدرس وقف الإنتاج في أحد مصانعها الأوروبية بسبب صعوبة الحصول على قطع غيار من الصين، لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة من ماركات السيارات التي تعتمد على الصادرات الصينية. وقال المدير التنفيذي لشركة فيات كرايسلر مايك مانلي، إن شركته قد تكون أجبرت على إيقاف أحد مصانعها الأوروبية.

نيسان هي أحدث شركة لصناعة السيارات تغلق مؤقتاً أحد مصانعها لأنها لا تستطيع الحصول على قطع غيار من الصين. وقامت الشركة بوقف إنتاجها لمدة يومين في مصنع في اليابان يصنع طرازي Serena و X-Trail.

صناعة السيارات وخطوط الإمداد من الصين

تواجه ماركات السيارات العالمية اضطرابات مماثلة لأن الكثير من قطاع الصناعات التحويلية في الصين لا يزال مغلقاً بسبب فيروس كورونا القاتل. ولذلك تتجه العديد من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم لإيجاد بدائل للإمدادات الصينية حيث لا تزال المصانع في جميع أنحاء الصين مغلقة.

كريستين دزيزيك من مركز أبحاث السيارات في آن أربور بولاية ميشيجان، قالت إن التداعيات على صناعة السيارات في الولايات المتحدة ستتأخر بسبب طول خطوط الإمداد، لكنها توقعت أن يكون هناك تأثيرات ثانوية على أجزاء من الأسواق الخارجية الأخرى التي تستخدم الأجزاء الصينية في صناعة السيارات.

وقالت إن شركات صناعة السيارات والموردين "يقومون بتقييم وتخطيط كيفية التغلب على الاضطرابات". "لكن لا توجد قدرة على أن يجلس الصين في وضع الخمول في انتظار ملء الفجوات ومن الصعب التحرك بسرعة في هذه البيئة عندما يتأثر الجميع".

وكانت صناعة السيارات العالمية غرقت في حالة من الاضطراب في 2011، عندما تم إيقاف عمل أحد مصانع رينيساس للإلكترونيات في اليابان، الذي يصنع متحكماً حيوياً واسع الاستخدام، بسبب زلزال فوكوشيما. ويقول محللون إن خطوط الإمداد أصبحت أكثر تنوعاً منذ ذلك الحين.

وأشار فرديناند دودنهوفر، مدير مركز أبحاث السيارات في ألمانيا، إلى أن شركات صناعة السيارات تمتلك نظام متعدد المصادر لأن المخاطرة ستكون أكبر من أن يكون لها مورد واحد في مكان واحد لجزء معين.

وقال عادة ما يتم توفير قطع الغيار من قبل اثنين من الموردين المختلفين على الأقل، مضيفاً أنه نظراً لكون مقدمي الأجزاء يميلون إلى أن يكونوا في نفس منطقة خط تجميع المركبات فإن صناعة السيارات في أوروبا أو أميركا أقل تعرضاً للمخاطر المقبلة من الصين مقارنة بدول آسيوية مثل كوريا أو الهند.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد