سجلت البورصات العالمية أسوأ خسارة في أسبوع منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، فاقدة 6 تريليونات دولار من قيمتها هذا الأسبوع، بحسب بيانات "رويترز"، مع انهيار "وول ستريت" بشكل دراماتيكي على خلفية الخوف من تأثير فيروس كورونا.
وفي أميركا كانت الانهيارات كبيرة، حيث شهدت خلال هذا الأسبوع، خسارة لمؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعية، نحو3600 أو ما يعادل 12 في المئة من قيمته. وفقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة نحو 380 نقطة، أي ما يعادل 11.5 في المئة. وفقد مؤشر "ناسداك" الذي يقيس الأسهم التكنولوجية نحو 1000 نقطة، أو ما يعادل 10.5 في المئة. وتعتبر هذه الخسائر كارثية للمستثمرين في الأسهم، إذ تمحي معظم المكاسب التي جناها المستثمرون على مدار الأشهر الماضية.
سقوط حر
وشهدت البورصات ما يشبه الهبوط الحر في الأسهم في كل القطاعات، خصوصاً بعد أن أعلنت أكبر شركة مدرجة وهي "أبل" بأنها ستتأثر بشكل مباشر من تفشي فيروس كورونا، لتضع كل شركات العالم أمام واقع محتمل من تراجع الإيرادات والخسائر في هذه السنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اتجاه نحو السندات
وقال بنك أوف أميركا، أمس الجمعة، إن صناديق الأسهم العالمية سجلت عمليات تخارج ضخمة بقيمة 20 مليار دولار، إذ يبيع المستثمرون الأصول مرتفعة المخاطر بفعل مخاوف من أن فيروس كورونا السريع الانتشار ربما يؤدي إلى ركود عالمي.
وأقبل المستثمرون على صناديق السندات، الملاذ الآمن في هذه الأوقات العصيبة، حيث استقطبت 12.9 مليار دولار حسبما أظهرت بيانات البنك. وقال البنك إن مخاطر حدوث ركود عالمي ترتفع، علماً بأنه خفض يوم الخميس الماضي توقعاته للنمو السنوي العالمي لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية في عام 2008.
انهيار بالبورصات الأوروبية
ومن أميركا إلى أوروبا، حيث ينتشر دمار البورصات أيضاً على وقع انتشار الفيروس وتمدده. فقد ختمت الأسهم الأوروبية أسبوع التعاملات منخفضة نحو 1.5 تريليون دولار في أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأزمة المالية في 2008، بيانات "رويترز".
وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.5 في المئة أمس الجمعة، لتصل خسائره إلى 13.2 في المئة منذ الذروة القياسية التي سجلها يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وجاء أداء أسهم السفر والترفيه أسوأ بكثير من نظيراتها على مدار الأسبوع، حيث انخفضت نحو 18 في المئة، وتراجعت الأسهم الألمانية 3.9 في المئة مع ارتفاع عدد الحالات في ألمانيا إلى 60.
مخاوف إنجلترا وأسواق التجزئة
وخلصت دراسة نُشرت إلى أنه من المتوقع أن تؤدي اضطرابات في الإمدادات ناجمة عن فيروس كورونا إلى تراجع مبيعات بحجم 3.26 مليار جنيه إسترليني (4.24 مليار دولار) لتجار التجزئة بأوروبا في الأسابيع الستة المنتهية في 20 أبريل (نيسان) المقبل.
وقال محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني إنه يتعين على بلاده الاستعداد لضربة اقتصادية مع تزايد تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وأضاف كارني لسكاي نيوز، في مقابلة نقلتها "رويترز"، إن البنك المركزي رصد بالفعل شحاً في سلاسل الإمدادات لكن من المبكر للغاية تحديد مدى تأثر بريطانيا سلباً.
أزمات في آسيا
وفي آسيا التي خرج منها فيروس كورونا، هناك أزمة أخرى تعيشها الأسهم اليابانية التي هوت في معاملات كثيفة الحجم أمس الجمعة لأدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر.
ونزل المؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية 3.7 في المئة إلى 21142.96 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ الخامس من سبتمبر (أيلول) بحسب بيانات "رويترز".
وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 3.7 في المئة إلى 1510.87 نقطة وهو أقل مستوى منذ أوائل سبتمبر (أيلول).
النفط... هبوط لمستويات 14 شهراً
وتعيش سوق النفط أيضا وضعاً كارثياً، حيث هوت أسعار النفط لأدنى مستوياتها فيما يزيد على عام أمس الجمعة، مما يضعها على مسار تسجيل أكبر تراجع أسبوعي فيما يزيد على أربع سنوات.
وتراجع أكثر عقود خام برنت نشاطاً للتسليم في مايو (أيار) 1.37 دولار أو ما يعادل 2.7 في المئة إلى 50.36 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى في 14 شهراً بحسب بيانات "رويترز".
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.33 دولار أو ما يعادل 2.8 في المئة إلى 45.76 دولار للبرميل. وتراجع الخام الأميركي نحو 14 في المئة هذا الأسبوع، وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ مايو 2011.
ونزل خام القياس العالمي برنت نحو 13 في المئة هذا الأسبوع، مما يضعه على مسار تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف يناير 2016.
ضغوط على النفط
وخلص استطلاع للرأي أجرته رويترز، أمس الجمعة، إلى أن أسعار النفط ستتعرض لضغوط هذا العام بسبب مخاوف كورونا.
ويتوقع المسح الذي شمل 42 اقتصادياً ومحللاً أن خام برنت سيبلغ في المتوسط 60.63 دولار للبرميل في 2020، مما ينطوي على انخفاض بنحو 5 في المئة عن توقعات الشهر الماضي عند 63.48 دولار.
وبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي 59.80 دولار منذ بداية العام وحتى الآن. وتراجع النفط حوالي 30 في المئة عن مستويات مرتفعة بلغها في يناير، إذ هبط الخام الأميركي لما دون 50 دولاراً للبرميل.
حتى الذهب لم يعد ملاذاً
ومن المفارقات أمس أن المستثمرين لم يتجهوا إلى الذهب، الذي يعتبر ملاذاً آمناً في الأزمات، حيث تراجع الذهب أكثر من 1 في المئة إلى أدنى مستوياته في أسبوع أمس الجمعة.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 1 في المئة إلى 1623.51 دولار للأوقية (الأونصة) بعد زيادة كبيرة بلغت 1.3 في المئة في الجلسة السابقة. ونزلت العقود الأميركية الآجلة 1.1 في المئة إلى 1625 دولاراً للأوقية.