Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يمكن لحملة "القول الفَصل" أن تنجح إذا استمالت أمثالي ممن صوّتوا للانسحاب

تحتاج الحملة لبناء زخمها - إذا كان بوسعي استخدام هذه الكلمة - مع ناخبي البريكست، وليس فقط زيادة شعور مؤيدي البقاء بمظلومية أكثر

معارض لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يحمل علم بلاده والاتحاد الأوروبي أمام مبنى البرلمان في ويستمنستر(أ.ف.ب)

مع انشقاق النائبات المحافظات هايدي ألين وآنا سوبري وسارة وولاستون وانضمامهن إلى مجموعة الـ 11 (حتى الآن) المستقلة من النواب التقدميين، يمكنك الشعور بالانعطاف. فالتغيير فرضته أوروبا. يجب أن يتصدّر أولويات المجموعة المستقلة اليوم ضمان إجراء استفتاء "القول الفَصل" في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا أمر عاجل، على نحو ما يعرفون حق المعرفة.

ولكن على الرغم من كل العمل الشاق الذي قاموا به وما زالوا يقومون به، فإنهم يعرفون كذلك، كما يعرف أي شخص،أن مساعيهم غير كافية. ويقتضي نجاح حملة تصويت الشعب أن تكون حركة واسعة.

قلّما ألجأ إلى كليف لويس، المسؤول البارز في حزب العمال والمؤيد لكوربين، بحثاً عن الحكمة، ولكن أمراً لامعاً تفوه به أخيراً استوقفني، وهو مفيد في هذا السياق.

وفيما يلي ما قاله: "رسالتي إلى تشوكا [أومونا] وآنا سوبري والأشخاص الآخرين الذين يدعون إلى تصويت الشعب مفادها، فعلتم ما تعتقدون أنه صواب، أحسنتم، ولكن إذا حصلتم على ما ترغبون، يجب التنحي جانباً وإفساح المجال أمام أولئك الذين يمكنهم التواصل مع الأشخاص الذين نحتاج إلى إقناعهم".

"هذه الحملة من أجل تصويت عام، إذا آلت إلينا، يجب أن تشمل عدداً أقل من المحافظين ومن الرجال ومن سكان لندن، وعدداً أكبر من الشماليين ومزيداً من النساء ومزيداً من التنوع وأكثر من اليسار".

فيما يقوله، بعض التعالي تجاه أمونا وسوبري – وهما اليوم قياديان غير رسميين في المجموعة المستقلة اللذان بذلا الكثير في حياتهما المهنية من أجل المصلحة الوطنية – لكنه مصيب إلى حد ما.

تحتاج حملة "القول الفصل" لبناء زخمها - إذا كان بوسعي استخدام هذه الكلمة - مع ناخبي البريكست، ليس فقط جعل المؤيدين المتحمسين لأوروبا يشعرون بمظلومية أكثر. أو على نحو أدق، المهمة هي استمالة "المعتدلين" من ناخبي الخروج، ممن يمكنإقناعهم. وهذا متعذر إذا قلت لهم "هذا ما اقترفتموه وعليكم تحمل نتائجه".

هؤلاء الأفراد، الذين صوّتوا بإخلاص لصالح الخروج في العام 2016، هم أشخاص محترمون، مهتمون بمستقبل البلاد، قلقون مماآلت إليه الأمور في أوروبا - أزمة المهاجرين، الأزمة المصرفية، أزمة اليورو، صعود التطرف. لا يعادون الأجانب، فهم ليسوا عنصريين، وليسوا أغبياء "مخدوعين،" وهم ليسوا حمقى يتلاعب بهم أمثال أرون بانكس وبوريس جونسون وبعض وسائل الإعلام. قد يكون هناك أشخاص من هذا القبيل، لكن هؤلاءيتعذر إقناعهم وليسواعملانيين.

معظم الذين صوّتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي اتخذوا قراراً شعروا بأنه صائب. بعضهم يشعر بالفعل أنه ارتكب خطأ، أو ربما كانوا ببساطة قلقين من مآل الأمور. والخطوة المنطقية المقبلة هي دعم استفتاء نهائي أو استفتاء شعبي.

لذا، لا حاجة لهم بالتعالي عليهم أو إهانتهم. عندما برزت الأخبار السيئة حول إغلاق هوندا في سويندون، فإن الكثير من التعليقات على مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية ألقت لائمة الإغلاق هذا على سويندون ورأت أن الشركة استحقت ما حصل، لأنها صوّتت للخروج في استفتاء العام 2016. وهذا شأن منطقة سندرلاند، حيث أعلنت نتيجة الاستفتاء في وقت مبكر من العام 2016، وكانت لها تداعيات مشؤومة على حملة البقاء. عندما أعلنت شركة نيسان إلغاء خطط توسعها، علتهناك الإهانات الساخطة ذاتها. وعندما أنشر مقالات حول السبب الذي يجعلني، كأحد الذين صوّتوا للخروج، أريد قولاً نهائياً، أسمع كثيراً من الإجابات "القاسية". وهذه ليست إستراتيجية رابحة. أنصار البقاء يمكن أن يكونواقساة شأن أنصار الخروج. لكن التغيير ممكن.

ليس هذا النوع من الشماتة والنبرة الانتقامية في معسكر البقاء  سيئاً وغير سار، بل هو يؤدي من غير شك إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى أولئك الذين يطالبون بالسماح للناس بممارسة حقهم الديمقراطي في التصديق على أي صفقة بريكسيت تُبرم، هذا إن وجدت.

ساند عدد كبير من ناخبي الخروج حزب العمال بقيادة جيريمي كوربين. وعلى حزب العمال وكوربين أن يغيروا الموازين في الدورة المقبلة من التصويت في مجلس العموم. تحتاج حملة تصويت الشعب إلى حزب العمال وإلى كوربين، وفي المقابل يجب إعطاء العمال وكوربين دوراً قيادياً في الحملة.

في غضون بضعة أسابيع، سيطلب من البرلمان مرة أخرى دعم صفقة رئيسة الوزراء. وتشير المؤشرات إلى أنها لن تكون قادرة على إقناع الكثيرين من حزبها أو من هم خارجه بالموافقة على صفقتها، وهي لم تتغير في الأساس. عندها سنكون أمام احتمال الخروج بلا اتفاق، وهو مصير يعارضه كوربين على ما يبدو، بصدق. وبموجب سياسة حزبه، وفي غياب انتخابات عامة (التي تم استبعادها فعلياً الآن)، على حزب العمال تأييد تصويت الشعب على بريكست.

 وكما هو الحال بالنسبة لتيريزا ماي، ستنفُد الخيارات لدى كوربين هو الآخر. يقال إن العديد من قياداته البارزة يفضلون الاستقالة على دعم استفتاء ثانٍ. ومع ذلك، فإن الاختيار بالنسبة إليهم هو على القدر ذاته من الصعوبة، ومخاطر الخروج من دون صفقة، فعلية، وعواقب قرارهم على دوائرهم الانتخابية المؤيدة للانسحاب في شرق ميدلاندز وجنوب يوركشاير تحديداً، ستكون كارثية. فقد يدعمون صفقة رئيس الوزراء مقابل وعود عديمة القيمة في شأن حقوق العمال والإنفاق العام في مناطقهم. أو يمكنهم أن يمنحوا ناخبيهم الفرصة ليقولوا ما يريدون القيام به فعلاً اليوم، في ضوء ما نعرفه الآن حول البريكست.

في هذه المناطق التي يهيمن عليها حزب العمال، فإن كليف لويس على حق - يجب تنظيم نقاش في المقام الأول بين السياسيين العماليين وناخبيهم. في الجنوب والمقاطعات، هي حملة يجب أن يقودها المحافظون المعتدلون، أي المستقلون من المحافظين السابقين، ثم الديمقراطيون الليبراليون والخضر. في إيرلندا الشمالية وأسكتلندا وويلز، جليّ أن الأحزاب المحلية ستتولى القيادة.

في الواقع، سأكون فخوراً بوجودي هناك مع جيريمي كوربين - وهو شيء لم أفكر أبداً في كتابته - في مسيرة " دعوا الشعب يقرر" يوم 23 مارس. سيكون نجم العرض، وسيكون له تأثير رائع. وسيفوز بتقدير حزبه جراء هذا الدور. وسيسهم في إنقاذ اقتصاد البلاد – والشعب، وهو يقول إنه يريد أن يساعده فهو المتضرّر الأكبر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. إلى اللقاء هناك، جيريمي.

أليستر كامبل هو مستشار حملة "تصويت الشعب"

© The Independent

المزيد من آراء