قام بن ويلسون بتحويل المئات من العلكة الممضوغة في شوارع لندن إلى أعمال فنية صغيرة، لكونه يكره تحويلها إلى نفايات صناعية ما يزيد من التلوث. وعُرف ويلسون بصنع أعمال فنية صغيرة، وفي شأن العلكة فإنه يقوم بالرسم عليها. وبشكل منهجي عمل على أكثر من 10 آلاف علكة ممضوغة وعالقة على الأرصفة. وفي تنفيذ هذه الأعمال استخدم موقد اللحام وطبقات من الطلاء الأكريليكي والدهان لجعل الأعمال الفنية الصغيرة تتألق تحت أقدام المارة. إضافة إلى فن العلكة، فإن ويلسون يرسم وينحت على الخشب. وقد عرض لوحاته ومنحوتاته في إنجلترا والولايات المتحدة وألمانيا وإيرلندا وفنلندا وفرنسا وصربيا.
بن ويلسون، من مواليد 1963، هو فنان النحت على الخشب في الفضاءات العامة، ولكنه معروف باسم آخر: رجل العلكة. وقد نشأ ويلسون في بيئة إبداعية ودرس في مدرسة الفنون.
ويمكن العثور على قدر كبير من أعماله في منطقة موسويل هيل، حيث يعيش. ومع ذلك، فقد ركز الكثير من جهوده الأخيرة على جسر الميلينيوم الأيقوني في وسط لندن.
وفي بعض أرقى معالم لندن، مثل متحف تيت مودرن وقبة القديس بول الكبرى، إذا نظرت إلى الأسفل، فستكتشف معرضاً في عالم مصغر: درب فني خيالي يؤدي مباشرة إلى مدخل تيت مودرن. ومن السهل جداً عدم ملاحظتها، ولكن بمجرد أن تكتشف علكة واحدة تحمل طابعاً فنياً، فإنك سوف تنتبه إلى الكل. ويميل المشاة إلى التجمهر عندما يرون ويلسون خلال تأدية عمله.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، يقول بيتر كيرياكو، الذي يمتلك متجر "سنابي سنابس" المحلي للتصوير الفوتوغرافي، والذي يحتوي على عدد من أعمال ويلسون في المقدمة، إن ويلسون "يجلب الكثير من البهجة لكثير من الناس".
وعلى الرغم من أن الأعمال نفسها غير واضحة، إلا أن ويلسون يلفت الانتباه كثيراً عندما يربض على الأرض، ويحصر تركيزه في طلاء بقعة على الرصيف على مدار ساعات أو حتى أيام. كما تم اعتقاله مرات عدة بسبب عمله، لكنه كان دائماً يتجنب المساءلة بحجة أن العلكة على الرصيف لا تشكل جزءاً من المكان.
واحتفالاً بإغلاق أحد فروع متجر "وولوورث"، كتب ويلسون اسم كل موظف على قطعة من العلكة، إلى جانب رسالة من المديرين. وفي رسم آخر شكر الموظفون عملاءهم. ولا تزال الصورتان موجودتين، على الرغم من اختفاء المتجر.
وطلب شاب من ويلسون رسم طلب زواج خارج متجر صديقته المفضل. وقال ويلسون: "أخذها إلى المتجر وأشار إلى العلكة وقال: "هل تتزوجيني؟". وقالت نعم". وبعد بضعة أشهر، قال ويلسون إنه رأى الزوجين مرة أخرى مع طفلهما الجديد.
ويتفاعل الجمهور مع أعمال ويلسون الفنية، سواء في حالتها المكتملة أو في بعض الأحيان أثناء صنعها، وأحياناً يتلقى طلبات لإضافة أسماء وتواريخ ورموز مهمة لشخص مهتم.
اكتشاف عمل ويلسون عند قدميك يمكن أن يغيّر وجهة نظرك ومسارك، حيث يتحول الجسر إلى معرض ويتحول ممشاك المعتاد إلى ممر فني.
