توقع تقرير حديث أن يتجه النفط إلى تسجيل تراجعات أعمق خلال النصف الأول من العام الحالي، مع استمرار التوقعات الهزيلة الخاصة بمستقبل النمو العالمي ومخاوف من فيروس تاجي ظهر في الصين التي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بما قد يكبح الطلب على السفر والطاقة خلال العام الحالي.
وأوضح التقرير الصادر عن بنك الكويت الوطني، أن التوقعات تشير إلى تراجع أسعار النفط مع استمرار المخاطر الجيوسياسية القائمة "وإن خفت حدتها". لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تتزايد الضغوط على أسعار النفط، مما قد يدفعها إلى تسجيل تراجعات أعمق خلال النصف الأول من عام 2020 في ظل زيادة العرض وتزايد المخزون.
وذكر أن الأزمات التي ظهرت على الساحة أخيراً في ليبيا، وإغلاق خط أنابيب النفط، هذا إلى جانب المواجهات الإيرانية الأميركية تعد من أهم النقاط الساخنة. مشيراً إلى أن احتمالات بتعرض إمدادات العراق التي تعد ثاني أكبر منتجي الأوبك بإنتاج يصل إلى 4.6 مليون برميل يومياً لأي انقطاع سيكون لها تأثير شديد على سوق النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأسواق تتجاهل المخاطر الجيوسياسية
ويبدو أن الأسواق، التي تعتمد على تزايد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، أصبحت تتجاهل المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على الإمدادات، إلا أنها يتوجب عليها أن تتذكر أن الجزء الأكبر من الاحتياطي العالمي يتركز في المنطقة، وفق التقرير.
وفي الأسواق العالمية، هبطت أسعار النفط أكثر من 2% في تعاملات يوم الجمعة الماضية، بفعل المخاوف من اتساع نطاق فيروس كورونا الذي ظهر في الصين وتسبب في وفاة 41 شخصاً حتى الآن، مع قرار بتعليق خدمات النقل العام في عشر مدن صينية، بالتزامن مع ظهور حالات إصابات أخرى في عدة دول آسيوية أخرى، وفي فرنسا والولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من سريان اللوائح الجديدة للمنظمة البحرية الدولية منذ بداية عام 2020، إلا أن أنواع الخام الثقيل لا تزال يتم تداولها بأسعار أعلى من خام النفط الخفيف.
وأوضح أنه مع بدء تنفيذ اللائحة الجديدة للمنظمة البحرية الدولية في الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، التي تستهدف الحد من انبعاثات الكبريت لأنواع الوقود الذي تستخدمه سفن الملاحة (وقود السفن) من 3.5 إلى 0.5%، كان من المتوقع أن يتراجع سعر النفط الخام المتوسط إلى الحمضي الذي ترتفع نسبة الكبريت ضمن منتجاته (مثل زيت الوقود عالي الكبريت).
وبين أن أسواق النفط تشهد نقصاً بالمعروض من الخامات المتوسطة والثقيلة، وهو الأمر الذي انعكس بوضوح على ارتفاع أسعار أنواع الخامات الإقليمية.
وذكر التقرير، أنواع الخامات الإقليمية تتضمن خام التصدير الكويتي، والإنتاج السعودي من الخام العربي المتوسط، وخام دبي وعمان مقارنة بأنواع الخام منخفضة الكبريت مثل مزيج خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط. وألمح إلى أن ذلك عرض الأسواق لتطورات غير متوقعة.
العقوبات الأميركية تقلص إمدادات الخام الحمضي
تقرير بنك الكويت الوطني أشار إلى أنه في ظل معاناة السوق من نقص إمدادات أنواع الخام الحمضي والثقيل نتيجة لتراجع الإنتاج سواء قسرياً (مثل العقوبات الأميركية على الموردين التقليديين مثل إيران وفنزويلا) أو طوعاً (اتفاقية أوبك وحلفائها لخفض حصص الإنتاج)، نلحظ أن الطلب على هذه الدرجات يتجاوز العرض.
وأفاد بأن الطلب على النفط الخام المتوسط شهد ارتفاعاً بصفة خاصة خلال النصف الأخير من عام 2019، حيث تسابقت المصافي لتأمين الإمدادات قبل الموعد النهائي لتطبيق اللوائح الجديدة للمنظمة البحرية الدولية في يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفي المقابل، كان هناك فائض من الخام الحلو الخفيف في الحوض الأطلسي على خلفية النمو الهائل لكميات النفط الصخري الأميركي، وبالتالي اتخذت الضغوط على الأسعار اتجاهاً تراجعياً.
وتوقع التقرير أن يستمر الوضع الحالي، حيث تتحرك المصافي وقطاع الشحن بخطى ثابتة تجاه أنواع الخام الحلو وذات المحتوى الأقل من الكبريت. مشيراً إلى أنه بإمكان السفن التي تعتزم مواصلة حرق الوقود عالي الكبريت أن تمتثل أيضاً للوائح الجديدة عن طريق تثبيت "أجهزة تنقية" لإزالة الكبريت، إلا أن تلك الخطوة قد تكون أكثر تكلفة.
خسائر أسبوعية عنيفة في سوق النقط
في سوق النفط، هوت أسعار الخام بأكثر من 2% في تعاملات يوم الجمعة الماضية وتكبد خام "برنت" أشد خسارة أسبوعية له فيما يربو على عام مع مؤشرات بتراجع حجم الطلب على الطاقة خلال العام الحالي.
وتحدد سعر التسوية لخام "برنت" عند مستوى 60.69 دولار للبرميل، منخفضاً من مستوى 1.35 دولار بما يعادل 2.2%. وهبط خام القياس العالمي بنسبة 6.4% هذا الأسبوع، في أكبر تراجع أسبوعي له منذ 21 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2018.
وأغلقت العقود الآجلة للخام الأميركي على مستوى 54.19 دولار، حيث فقدت 1.4 دولار بنسبة تراجع بلغت نحو 2.5% في تعاملات يوم الجمعة الماضية، ونزلت بنسبة 7.4% على مدار الأسبوع، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ 19 يوليو (تموز) الماضي.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال فيل فلين، المحلل لدى "برايس فيوتشرز غروب"، "إنه الفيروس التاجي طيلة الوقت، ولا نتلقى أي علامات أن الأوضاع تتحسن".
وأضاف أن السلطات الصحية تخشى من تسارع معدلات الإصابة أثناء عطلة السنة القمرية الجديدة مطلع الأسبوع المقبل، التي يستغلها ملايين الصينيين للخروج في رحلات، هذا بالإضافة إلى تسبب هذا الفيروس في وجود توقعات باتجاه الطلب العالمي على الطاقة إلى الانحسار خلال العام الحالي.