Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان… صدامات وحرائق تشعل وسط بيروت

أوقعت المواجهات 165 جريحاً على الأقل من المحتجين والقوى الأمنية

بينما كانت ثلاث مسيرات شعبية، انطلقت من ثلاثة أحياء مختلفة من العاصمة اللبنانية بيروت، السبت، تصل إلى ساحة الشهداء، اندلعت اشتباكات بين قوى مكافحة الشغب والمتظاهرين، أمام أحد مداخل ساحة البرلمان وسط العاصمة.

وكان المحتجون يحاولون إزالة السياج الشائك، الذي وضعته القوى الأمنية منذ أشهر، على مدخل الساحة، فقوبلت محاولتهم بقمع سريع، استخدمت فيه القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.

وقالت قوى الأمن الداخلي "يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب. لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم".

وقال شهود إنهم رأوا شباناً يرشقون رجال الشرطة بالحجارة وأصص الزهور لدى محاولة المحتجين اقتحام أحد مداخل منطقة شديدة التحصين والحراسة في وسط بيروت تضم مبنى البرلمان.

وأشار شهود إلى أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الرصاص المطاطي أيضاً.

واشتعلت النيران في مخيم احتجاج في وسط بيروت، ما أدى إلى احتراق خيام وتصاعد ألسنة اللهب. وفي حين لم يتضح سبب الحريق، نفت قوى الأمن الداخلي تقارير إعلامية عن قيام بعض أفرادها بحرق المخيم.

وأوقعت المواجهات المستمرة منذ ساعات 165 جريحاً على الأقل من الطرفين، وفق إحصاءات الصليب الأحمر اللبناني، الذي تتولى فرقه إسعاف المصابين.

وأعلنت لجنة المحامين، المعنية بمتابعة قضايا المعتقلين خلال الانتفاضة، أن القوى الأمنية أوقفت أكثر من 30 محتجاً.

استنكار رسمي

وإزاء هذه التطورات، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري.

وكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عبر "تويتر"، أن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت، مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

أضاف "لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين، بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان بإعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة ودورها، وكبح جماح العابثين والمندسين".

من جهتها، قالت ريا الحسن، وزيرة الداخلية، إنه من غير المقبول أن يعتدي المحتجون على قوات الأمن. وأضافت "أكثر من مرة تعهدت أن أحمي التظاهرات السلمية، وكنت دائماً أؤكد على أحقية التظاهر. لكن أن تتحول التظاهرات إلى اعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو أمر مدان وغير مقبول أبداً".

الانتفاضة اللبنانية

ويحتج اللبنانيون منذ حوالى ثلاثة أشهر على تأخر تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين وتسارع الانهيار الاقتصادي.

وعلى الرغم من المواجهات العنيفة التي شهدتها بيروت، يومي الثلاثاء والأربعاء، وأسفرت عن إصابة العشرات، عاد المتظاهرون منذ الخميس الماضي إلى الشوارع مجدداً رافعين الصوت ضد الطبقة السياسية، التي لا تزال منقسمة على شكل الحكومة المقبلة وعلى تقاسم الحصص في ما بينها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسببت هذه الاحتجاجات، التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، باستقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ومن ثم تكليف حسان دياب تشكيل حكومة إنقاذية في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2019، لم تر النور حتى اللحظة. لكن وتيرة التظاهرات الضخمة تراجعت مذذاك، وبات الأمر يقتصر على تحركات تجاه المصارف أو تجمعات ونشاطات رمزية، في ما بدا إفساحاً في المجال أمام دياب لتشكيل حكومة جديدة.

ومنذ تكليفه، لم يتمكن من تشكيل حكومة يريدها مصغّرة من اختصاصيين، فيما تنقسم القوى السياسية الداعمة لتكليفه حول شكلها وعلى تقاسم الحصص في ما بينها. ويبدو أن الأحزاب السياسية التقليدية نفسها التي دعمت دياب ستسمي ممثليها "الاختصاصيين" في الحكومة.

ومع تعثّر تشكيل حكومة وازدياد حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية، ازدادت نقمة اللبنانيين على الطبقة السياسية والمصارف التي تفرض منذ أشهر قيوداً مشددة على العمليات النقدية وسحب الأموال.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي