كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجومه ضد المصابيح الموفّرة للطاقة، ناعتاً إياها بأنها السبب وراء لون بشرته البرتقالي، وموسِّعاً في الوقت نفسه، حملة غضبه لتشمل مرشات الدوش وغسالات الصحون ودورات المياه. وقد جاء ذلك أخيراً في خطاب أمام تجمع جماهيري واسع في مدينة "ميلووكي" في ولاية "ويسكونسين".
وعلى الرغم من زعمه أن أحد مساعديه حذرّه من ذكر المصابيح قبل إلقاء خطابه، فإن ترمب شكا من "المصابيح الجديدة التي تزيد أسعارها عن أسعار المصابيح الأخرى بخمسة أضعاف، وتجعل لون بشرتكم أصفر".
ويبدو أن الرئيس الأميركي قد ربح معركته مع المصابيح الموفّرة للطاقة في سبتمبر(أيلول) الماضي، ضد قطاع المدافعين عن البيئة، حين ألغى القانون الذي أصدره أوباما بفرض الانتقال نحو استخدامها.
في المقابل، تتواصل حربه ضد الأداء السيء للأجهزة المنزلية. إذ ذكر في خطابه نفسه، "أنا أوافق على غسالات صحون جديدة تعطيكم ماءً أكثر، لذلك فإن بإمكانكم غسل وشطف صحونكم من دون أن تكرروا ذلك عشر مرات... أربع وخمس وست وسبع وثماني وتسع وعشر مرّات"، كأنه في كلامه يهاجم الضوابط التي وضعتها وزارة الطاقة.
وبحسب ترمب، "مع الأحواض ودورات المياه ومرشات الدُش، لن تحصلوا على الماء. لقد وضعوا قيوداً مؤقتة والآن جعلوها ثابتة... أنتم تذهبون لأخذ دوش، وأنا أملك هذا الشعر الجميل على رأسي، أحتاج إلى كثير من الماء، ثم تفتحون حنفية الماء، فلا تأتيكم سوى قطرات. أنا هاتفت الشخص المسؤول وقلت له "هل هناك خلل ما في هذا؟... لا، سيدي. إنها ألواح التحكم". لذلك فإنكم تبقون هناك فترة أطول بخمس مرات مما كنتم تتصورون، ربما أنتم تستخدمون ماءً أكثر. إنها تجربة مزعجة جداً. نحن سنتخلص من ألواح التحكّم، أنتم ستتمكنون من أخذ دوش كامل، وحوض مملوء بالكامل".
أثناء حديثه الهزلي حول ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى بعد عشر سنوات، اعترف بأن ما ردده عن موضوع الأجهزة المنزلية ربما لن يدخل في خطاب حال الأمة السنوي. وأضاف، "سأترك هذا الموضوع جانبا لأني أبحث عن الإطراء على كلامي... سأترك موضوع غسالات الصحون والأحواض ودورات المياه والمصابيح لأنني أبحث عن الإطراء... أنا لا أستطيع أن ألقي خطاباً رائعاً إذا تكلمت عن ذلك وأنتظر أن يقول عنه المحللون لاحقاً (لقد كان ذلك خطاباً مذهلاً وأنيقاً)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الوقت نفسه، اختلف مرشحو الحزب الديمقراطي خلال مناظرة جمعتهم في ولاية "آيوا" في مواقفهم تجاه السياسة الخارجية. إذ نادت إليزابيث وارن بضرورة سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وبدت كأنها أنهت حالة "عدم التصادم" مع بيرني ساندرز، وسط صراع بينهما لاحتلال موقع المرشح التقدمي الأول.
وكذلك انتقد المرشح بِيت بوتيجيغ ترمب لادعائه أنه يريد أن ينهي "الحروب المتواصلة"، وعلى الرغم من ذلك فقد أرسل "وحدات عسكرية إضافية" إلى منطقة الشرق الأوسط.
كذلك جرت الأمور مع الرئيس ترمب الذي تحدث [في ذلك الخطاب] بطريقة مبتذلة عن الشرق الأوسط. وفي لحظة لا تُنسى، ضاعف تباهيه بشأن أخذ نفط سوريا الذي يرى الخبراء أنها ستكون جريمة حرب، وأبدى أسفه بشأن عدم إقدام الولايات المتحدة على فعل ذلك مع العراق.
وفي مقطع آخر من الخطاب نفسه، توقع ترمب حصول تحقيق مستقبلاً بخصوص اغتيال أكبر جنرالات إيران، وبرر قراره ذاك بوجود "تهديد وشيك" من قاسم سليماني، الذي شتمه بعبارة بذيئة.
وإذا كان ترمب يزعم أن أفعال سليماني ضد أميركا تجعل تقديم تبرير لاغتياله "أمراً لا أهمية له"، إلا أن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بدا كأنه يقوض وجود مبرر للقتل حين أقر بأنه لم ير دليلاً على أن إيران تخطط لمهاجمة أربع سفارات أميركية، وفق ما سبق لترمب أن لمّح إليه.
ووسط تصفيق الحشد، تباهى ترمب بأنه "نفّذ العدالة الأميركية" عند إصداره أمراً بقتل سليماني "الإرهابي الأول في العالم"، بحسب كلماته.
وفي نفسٍ مُشابِه، أشار ترمب إلى التعارض بين المناظرات الداعمة للتحليل الذي أظهر الديمقراطيين كأنهم "مخلوقات ضعيفة ومملة" بالمقارنة مع "الوحش المهيمن الضخم" الذي يتجسد فيه [ترمب].
© The Independent