Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السويداء السورية تنتفض… ودمشق تعترف بالاحتجاج

لليوم الثاني نظمت تظاهرات في مدينة جنوب البلاد تطالب بمكافحة الفقر

متظاهرون في مدينة السويداء يطالبون بتحسين واقع معيشتهم (وسائل التواصل الاجتماعي)

لليوم الثاني على التوالي يتواصل وصول حشود من السوريين إلى وسط مدينة السويداء، جنوب سوريا، احتجاجاً على الواقع المعيشي المتردي، رافعين شعارات تحض الحكومة على التدخل وحل مشكلاتهم المعيشية والاقتصادية المتردية، بعدما ضاقوا ذرعاً بمن يتحكمون بلقمة عيشهم.

المطالبة الشعبية لم تتوقف منذ الأربعاء في 15 يناير (كانون الثاني)، وكأن المدينة الجنوبية أشبه بعرابة انتفاضة جديدة ضد الفقر بطريقة سلمية من دون احتكاك مع الأجهزة الأمنية.

حراك سلمي لم تشهده سوريا منذ سنوات، سعياً منها إلى تغيير تلك الصورة السوداء عما وصلت إليه حالة البلد الاقتصادية. وذكر متظاهرون لـ "اندبندنت عربية" أن مطالبهم لم تكن سياسية، بل تمحورت حول تحسين الواقع المعاشي.

وذكر أحد الناشطين في حراك "بدنا نعيش" أن "إعادة النظر بالرواتب والأجور وضبط الأسواق وكبح جماح ارتفاع الأسعار المتزايد مع وقف انهيار عملة البلاد وانخفاض قوتها الشرائية هو أبرز ما نبغي".

كما طالب المتظاهرون الحكومة بإيجاد حل لما آلت إليه ظروفهم الاقتصادية الحالية، وسط صعوبة تأمين الغذاء والطعام وانعدام فرص العمل، حيث قطع المتظاهرون في موقع آخر في مدينة "شهبا" في السويداء، الطريق العام رافعين لافتات بأبرز مطالبهم.

عفوية التظاهر

في الوقت ذاته، ذكر الناشطون أن التظاهرة حشدت لها قوى شعبية ناشطة لا تنتمي إلى أي حزب سياسي، "ولم يلحظ أي تدخل من قوى الأمن لفض التظاهرة، بل اكتفت بمراقبتها".

من جهتها، وعلى عكس التوقعات باعتراض دمشق على تلك التظاهرة وفضّها، تحت مسمى منع الشغب أو الإخلال بالأمن، أبرزت الوكالة السورية للأنباء (سانا) الحدث بخبر مقتضب لا يتعدى السطرين جاء فيه "تجمع بضعة أشخاص في ساحة السيد الرئيس أو في ما تعرف بساحة السير وبدأوا بالهتاف: بدنا نعيش، اعتراضاً على الواقع المعيشي".

واستذكر ناشطون في المعارضة السورية التظاهرات السلمية التي اندلعت مع بداية الحراك السلمي عام 2011، التي طالبت بالتغيير السياسي ومحاربة الفساد.

الاقتصاد للأفضل!

تزامنت التظاهرة مع لقاء تلفزيوني بثّته قناة "الميادين" مع مستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان، ردت فيه على سؤال بشأن الواقع الاقتصادي، قائلة إن "الاقتصاد السوري أفضل بخمسين مرة مما كان عليه قبل عام 2011".

هذه الإجابة كانت كفيلة بأن تشعل مواقع التواصل الاجتماعي، التي انتقدت كلام شعبان وحديثها المناقض للواقع الذي يعيشه الشارع السوري، حيث الاقتصاد في طريقه إلى الهاوية مع انهيار الليرة، التي انخفضت إلى حاجز الألف مقابل الدولار الأميركي.

ونشر الناشطون على "فيسبوك" صوراً للمسؤولين الحكوميين وعائلاتهم في قصورهم ومركباتهم الفاخرة، وصوراً أخرى تظهرهم في حفلاتهم المترفة، فيما الشارع السوري يغرق بالفقر وضيق الحال.

ويعزو خبراء اقتصاديون تردي الأحوال الاقتصادية إلى الفساد وضعف الإنتاج، والعقوبات الأميركية وظهور طبقة جديدة من أثرياء الحرب التي باتت تتحكم بقوت الشعب.

اندلاع التظاهرات في مدينة السويداء، التي تبعد 100 كيلومتر عن العاصمة السورية، واعتراف دمشق بها يوحي باحتمال تمدّدها لتشمل محافظات سورية تعيش ظروفاً مماثلة، ما لم تحد السلطة السورية من انتشارها أو تقدم معالجات سريعة وإسعافية.

المزيد من العالم العربي