Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيسة المفوضية الأوروبية تناشد الشباب البريطاني ألا يرضوا "بالانعزال"

أورسولا فون دير لاين تضع صفقة الخروج بين يدي الطلاب

ترى أورسولا فان دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن تنفيذ صفقة بريكست  يؤدي إلى انعزال بريطانيا عن أوروبا (أ.ف.ب.)

حثّت رئيسة المفوضية الأوروبية الشباب البريطاني على عدم القبول بـ"الانعزال" بعد بريكست، مضيفة أنهم ليسوا مضطرين للقبول بـ"الوضع القائم" الجديد الذي فاوض عليه بوريس جونسون.

وأثناء زيارتها الأولى إلى المملكة المتحدة، أخبرت أورسولا فون دير لاين حشداً من الطلاب في لندن أنّ صفقة بريكست التي توصّلت إليها المفاوضات سيتعايش معها "جيلكم" وأنّ خيار تغييرها بين يديه.

ولفتت إلى أنه إذا لم يرضَ الشباب البريطاني عن نتيجة المفاوضات، فعليه ألّا يقبل بالوضع الراهن بل يمكنه "تغيير الأمور إلى ما يجب أن تكون عليه".

سوف يفسّر بعض منتقدي بريكست تعليقات رئيسة المفوضية بأنّها تحضّ على عدم التخلّي عن عضوية الإتحاد الأوروبي أو الاستمرار في علاقات وثيقة معه على المدى البعيد.

وفي حديثها إلى حشد تجمع داخل "كليّة لندن للاقتصاد"، رأت أن "بريكست لا تقتصر على نهاية شيء ما، بل أيضاً بداية حقبة جديدة ضمن شراكة وصداقة مستمرّة... سوف تكون شراكة بالنسبة لجيلكم وأنا أعتمد عليكم جميعاً في إنجاحها".

وأضافت، "تستطيعون اختيار التعاون بدل الانعزال. وتستطيعون رسم معالم مصير قارّتكم. وتستطيعون محاسبة حكوماتكم... بإمكانكم رفض الاكتفاء بالوضع الراهن وتغيير الأمور إلى ما يجب أن تكون عليه".

وتشير استطلاعات الرأي إلى ميل أغلبية فئات الشباب ممن هم في سنّ العمل إلى البقاء في الإتحاد الأوروبي، فيما يُعزى نجاح خيار بريكست إلى فئة المتقاعدين.

وفي خطاب تطرّق إلى سلسلة واسعة من المواضيع، حذّرت الزعيمة السياسية للسلطة التنفيذية الأوروبية الجمهور أيضاً من "استحالة" التفاوض على صفقة تجارية شاملة تغطّي كافة القطاعات ضمن حدود المهلة الزمنية التي حدّدها بوريس جونسون عند نهاية 2020. ووفق كلماتها، "علينا أن نحدد الأولويات طلما نواجه المهلة الزمنية المحددة بنهاية 2020".

 كذلك أشادت بالمملكة المتحدة ومساهمتها في المشروع الأوروبي، وتذكّرت الفترة التي قضتها سابقاً بصفتها طالبة في الجامعة البحثية العامة.

وأوردت للجمهور إنها قضت "وقتاً أطول على الأرجح داخل حانات حي "سوهو" ومتاجر بيع الأسطوانات الموسيقية في "كامدن"، بالمقارنة مع ما صرفته من وقت في مكتبة مجلس الشيوخ". وأشارت أيضاً إلى  أنّ الفترة التي عاشتها في بريطانيا علّمتها أنّ هذه البلاد "إرادتها صلبة وذهنها مفتوح وقلبها كبير وفخورة ووطنية وروحها طيبّة وكريمة ومليئة بالعادات والتقاليد وبالتناقضات أيضاً.. احتجت بعض الوقت لمجرد أن أفهم حسّ الدعابة الرائع الذي يتمتّع به الشعب البريطاني، وملاحظة أنّ وراء كلّ جملة معنى خفيّاً".

وأضافت، "عندما يحلّ 31 يناير (كانون الثاني)، بعد أكثير بقليل من ثلاثة أسابيع، ستقضي المملكة المتحدة آخر يوم لها باعتبارها عضواً في الإتحاد الأوروبي. سوف يكون يوماً صعباً وعاطفياً. لكن، عندما تعود الشمس لتشرق فجر الأول من فبراير (شباط) سيظلّ الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أفضل الأصدقاء والشركاء. وسوف تظلّ الروابط التي تجمعنا عصيّة على الكسر".

وتابعت الرئيسة كلامها، وحذّرت الحكومة البريطانية "باعتبارنا أصدقاء حقيقييين، أريد أن أصارحكم بما سنواجهه في المستقبل... سوف نبذل ما في وسعنا لكن الحقيقة أنّه لا يمكن لشراكتنا أن تظلّ على حالها السابق ولن تظلّ كذلك. لا يمكنها أن تبقى وثيقة كالسابق ولن تبقى وثيقة لأنّ كل خيار له عواقبه. وكلّ قرار يحمل في طيّاته مقايضةً".

وأضافت "في غياب حرية الحركة للأفراد لا يمكننا أن نحرّك رؤوس الأموال والسلع والخدمات بحرية أيضاً. وفي غياب تكافؤ الفرص في مجالات البيئة والضريبة والمساعدات الحكومية لا يمكن أن يُفتح أمامكم أكبر سوق موحّد في العالم إلى أقصى الدرجات. كلّما كثرت التباينات، زادت درجة البعد في هذه الشراكة... إن لم تُمدّد الشراكة إلى ما بعد 2020، لا يمكنكم أن تتوقعوا التوصّل إلى اتّفاق في كلّ جانب من جوانب الشراكة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأثناء زيارتها لندن، شاركت السيدة فون دير لاين في اجتماع مع بوريس جونسون في رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت" بعد خطابها، تناول تهيئة الأجواء قبل بدء المفاوضات التجارية المقبلة.

وفي ذلك الصدد، ذكر متحدّث باسم المفوضّية الأوروبية إنّ رئيسة المفوضية شدّدت أمام بوريس جونسون أنّ قرار الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي "تترتّب عليه عواقب بما أنّه لا يمكن لأيّ علاقة أن تكون وثيقة مثل العضوية".  

 وأضاف المتحدّث أنّ الرئيسة "أوضحت وجود مقايضة بين اختلاف التنظيمات من جهة والنفاذ إلى السوق الأوروبي من الجهة الثانية".

وأشار متحدّث باسم رئاسة الوزراء إلى أنّ السيد جونسون "شدّد على أنّ أولويّته الحالية تتمثّل في تطبيق اتفاق الإنسحاب بحلول 31 يناير... لقد كرّر رئيس الوزراء أننا نريد اتفاقاً واسعاً يحكم التجارة الحرّة ويشمل السلع والخدمات والتعاون في مجالات أخرى".

ووفق المتحدث نفسه، "لقد أوضح رئيس الوزراء أنّ المملكة المتحدة لن تمدّد فترة التنفيذ إلى ما بعد 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020 ويتوجّب على الشراكة المستقبلية أن تستثني كل أنواع الانحياز أو الصلاحية بالنسبة إلى محكمة العدل الأوروبية... ستظل المملكة المتحدة الجانب المسيطر على المياه الإقليمية البريطانية في صيد الأسماك، وكذلك الحالة بالنسبة إلى نظام الهجرة لديها".

ووفق كلمات المتحدث نفسه أيضاً، "أوضح رئيس الوزراء أننا سنواصل الحرص على وجود معايير عالية في بريطانيا بالنسبة إلى حقوق العمّال ومصلحة الثروة الحيوانية والزراعة والبيئة... وأشار رئيس الوزراء أيضاً إلى استعداد المملكة المتحدة البدء في مفاوضات على شكل الشراكة المستقبلية واتفاق تجارة حرّة يشبه الاتفاق الكندي الأوروبي، بمجرد أن يضحي ذلك ممكناً بعد 31 يناير".

وتذكيراً، شغلت السيدة فون دير لاين سابقاً منصب وزيرة الدفاع في ألمانيا، وعُيّنت في منصب رئاسة المفوضية في ديسمبر 2019 خلفاً لجان كلون يونكر عقب انتهاء ولايته.

© The Independent

المزيد من دوليات