أكد محللون أن توتر سوق النفط قد ينحسر طالما ظلت منشآت الإنتاج غير متأثرة بالهجمات. وكما يبدو، فإن تغريدات نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجية إيران جواد ظريف تشير إلى فترة هدوء في الوقت الحالي. ويتزامن ذلك مع إبقاء "غولدمان ساكس" على توقعاته لأسعار النفط في ثلاثة أشهر عند 63 دولارا للبرميل، معللا ذلك بغياب اضطراب فعلي.
على صعيد متصل، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، إنه لا يتوقع مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، وذلك بعد أن هاجمت إيران قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في العراق.
وذكر الوزير الإماراتي، على هامش مؤتمر في أبوظبي، وهي أحد أبرز منتجي أوبك، أن "الوضع ليس حربا، وأنه ينبغي عدم المبالغة بشأن ما يحدث حاليا".
وأضاف "لن نشهد حربا، هذا قطعا تصعيد بين الولايات المتحدة، وهي دولة حليفة، وإيران، وهي دولة مجاورة، وآخر ما نرغب فيه هو المزيد من التوتر في الشرق الأوسط".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصعدت أسعار النفط نحو واحد بالمئة اليوم الأربعاء، لكنها تقلّ بفارق كبير عن مستويات مرتفعة بلغتها في بداية محمومة لتعاملات اليوم، بعد أن زادت الهجمات الصاروخية احتمالات تصاعد الصراع وتعطل تدفقات الخام.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن بيغن زنغنه، وزير النفط الإيراني، قوله إن "طهران تستفيد من ارتفاع أسعار النفط"، كما دعا الوزير الولايات المتحدة للمغادرة من المنطقة. وقال زنغنه إن "أسعار النفط تتجه للصعود وهذا يفيد إيران. ينبغي أن يمتنع الأميركيون عن زعزعة المنطقة ويدعون شعوب المنطقة لتعيش".
"أوبك": منشآت العراق آمنة
إلى ذلك، قال أمين عام أوبك، محمد باركيندو، خلال مؤتمر في أبوظبي، إن "المنشآت النفطية العراقية آمنة وإن إنتاج ثاني أكبر المنتجين في أوبك مستمر".
وأضاف أن "الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط تبلغ ما يتراوح بين 3 ملايين و3.5 مليون برميل يوميا تقريبا، أغلبها لدى السعودية أكبر المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)".
وقال المزروعي إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ستستجيب لأي نقص محتمل في النفط إذا اقتضت الضرورة، لكن ضمن "حدودها". لكن الوزير لا يرى مؤشرا على نقص في الإمدادات، في ضوء قوة الطلب ومخزونات النفط العالمية التي تحوم حول متوسط خمس سنوات. وأضاف "لا نتوقع أي نقص في الإمدادات ما لم يكن هناك تصعيد كارثي، وهو ما لا نراه".
وقال باركيندو إنه على ثقة في أن القادة في الشرق الأوسط يفعلون كل ما بوسعهم لإعادة الأوضاع لطبيعتها. وأشار إلى أن توقعات نمو الطلب العالمي عند نحو مليون برميل يوميا، مضيفا أن هذا "ليس قويا وليس مثيرا للقلق".
وعندما سئُل عن الرسالة التي يودّ توجيهها للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال أمين عام أوبك إن "بزوغ الولايات المتحدة كمنتج كبير للنفط والغاز يحملها بالضرورة مسؤولية مشتركة عن استقرار أسواق الطاقة".
وقال باركيندو "المهمة المستمرة لأوبك+ في الإبقاء على أسواق النفط مستقرة على أساس مستدام هي مسؤولية مشتركة لجميع المنتجين بما في ذلك الولايات المتحدة".
وأضاف "أوبك لا تستطيع وحدها تحمل تلك المسؤولية. ندعو الولايات المتحدة للانضمام إلينا في هذا الهدف النبيل".
وتحدّ أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، الإنتاج منذ 2017 لتفادي تخمة المعروض ودعم الأسعار. ولا تشارك الولايات المتحدة في اتفاق إدارة إمدادات النفط.