Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع حدة التوترات الجيوسياسية... صدمة وشيكة تنتظر الاقتصاد العالمي

تحذيرات من تداعيات مالية واقتصادية كبيرة... وأضرار على تصنيفات دول خليجية

متعامل في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب.)

في الوقت الذي شهد فيه العام 2019 العديد من الإشارات السلبية بشأن ما ينتظر الاقتصاد العالمي خلال 2020، يبدو أن المخاطر أصبحت وشيكة بالفعل مع تزايد حدة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وبخلاف الحديث المستمر عن الركود المحتمل ومعدلات النمو العالمي المتباطئة وأزمة التجارة بين واشنطن وبكين، لكن جاءت الضربة الجوية الأميركية التي انتهت بمقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني، وما تبعها من تأجج الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، لتزيد القلق وتعيد الحديث، ولكن ليس عن ركود، وإنما عن "صدمة" تنتظر الاقتصاد العالمي، بخاصة بعد ردّ طهران على الغارة الأميركية باستهداف مواقع أميركية في العراق.

في تقرير حديث، حذرت وكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية من أن تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران سيؤدي إلى صدمة اقتصادية ومالية كبيرة.

الوكالة الدولية قالت إنه "سيكون للنزاع الدائم بين واشنطن وطهران آثار واسعة النطاق من خلال صدمة اقتصادية ومالية واسعة تؤثر سلباً على ظروف التشغيل والتمويل. ومن المحتمل أن يكون للنزاع إذا طال أمده تداعيات عالمية، لا سيما من خلال تأثيره على أسعار النفط".

"موديز" أشارت إلى أن التوترات المستمرة ستؤثر على الاقتصاد الأوسع، وليس فقط قطاعي النفط والبنوك، حيث ستتأثر قطاعات أخرى مثل السياحة في الشرق الأوسط، على سبيل المثال، لافتة إلى أن البعد عن المخاطرة سيكون أمرا سلبيا بالنسبة إلى مصدري أوراق الدين، وبخاصة أولئك الذين لديهم احتياجات تمويل خارجية كبيرة واحتياطيات أصغر أو غير كافية نسبيا.

وأوضح التقرير أن ارتفاع أسعار النفط بالنسبة إلى منتجي الخام في الشرق الأوسط يمكن أن يخفف بعض الآثار السلبية على الائتمان، طالما ظل الطلب مرتفعاً وكان بمقدور الدول مواصلة التصدير.

مخاطر على التصنيفات الائتمانية لدول خليجية

في السياق ذاته، قالت مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال" إن التصنيفات السيادية للبحرين وقطر وسلطنة عمان ستكون الأكثر عرضة للضرر من صراع طويل وأكثر اتساعا في منطقة الخليج في أعقاب مقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال محللون بالمؤسسة، في تقرير حديث، إنه إذا استمر تصاعد التوترات، فإن الدعم الذي قد تتلقاه الموازنة العامة من ارتفاع أسعار النفط من المرجح أن تطغى عليه تدفقات رؤوس الأموال إلى الخارج وتراجع النمو الاقتصادي.

وأضاف التقرير "نعتبر أن البحرين وسلطنة عمان هما الأكثر عرضة للتدفقات الخارجة بالنظر إلى حاجاتهما المرتفعة من التمويل الخارجي، كما أن اعتماد عُمان على الدين الخارجي عامل رئيس في توقعاتنا السلبية بشأن تصنيفها السيادي، علاوة على أن المخاطر في حالة تصاعد الصراع قد تضع المزيد من الضغوط على تكاليف خدمة الدين المرتفعة بالفعل".

وقال التقرير إن أبوظبي والكويت والسعودية وكذلك قطر، من المنتظر أن يكونوا في وضع أفضل بالنظر إلى رصيدهم الكبير من الأصول الخارجية الحكومية التي يمكن استخدامها، في حين إن تصنيف العراق يتضمن بالفعل درجة عالية من المخاطر السياسية.

ماذا توقع "غولدمان ساكس" لأسعار الذهب؟

وبسبب حدة التوترات وحالة الهلع التي ضربت الأسواق، ركز المستثمرون وجهتهم على أسواق الأصول والملاذات الآمنة، والتي انتهت بقفزة كبيرة في أسعار الذهب وعملات الملاذ الآمن.

وأبقى مصرف "غولدمان ساكس" على توقعاته لسعر الذهب في ثلاثة أشهر وستة أشهر و12 شهرا عند 1600 دولار للأوقية (الأونصة)، مؤكدا أن المعدن الأصفر، وهو ملاذ استثماري آمن، هو أداة تحوط أفضل من النفط أثناء مراحل الضبابية السياسية.

وقال البنك، في مذكرة بحثية حديثة، إن "نطاق التصورات المحتملة كبير جدا، يتراوح بين صدمات في إمدادات النفط أو حتى تدمير الطلب، مما سيكون له تأثير سلبي على الأسعار"، مضيفا أنه وفق أغلب السيناريوهات، فمن المرجح أن يرتفع الذهب فوق المستويات الحالية.

والمعدن الأصفر غالبا ما يُنظر إليه على أنه استثمار بديل أثناء أوقات الضبابية السياسية والمالية. وذكر "غولدمان ساكس" أن "الزيادات في التوترات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب عندما تكون حادة بما يكفي للتسبب في انخفاض قيمة العملة"، لافتاً إلى أن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران سيدعم المعدن الأصفر بشكل أكبر.

التقرير أشار إلى أن الطلب على المعادن الأساسية قد يضعف والنشاط الاقتصادي سيتراجع إذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية.

الذهب يسجل مكاسب قياسية خلال الساعات الماضية

في إطار ذلك، وخلال الساعات القليلة الماضية، صعدت أسعار الذهب بما يصل إلى 2% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متجاوزة مستوى 1600 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى في نحو سبع سنوات، مع مسارعة المستثمرين إلى الاحتماء بالمعدن كملاذ آمن بعد أن أطلقت إيران صواريخ على قاعدة جوية عراقية تستضيف قوات أميركية.

وفي التعاملات المبكرة، كان السعر الفوري للذهب مرتفعاً بنسبة 0.8% إلى 1585.80 دولار للأوقية. وبلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ مارس (آذار) من العام 2013 عند 1610.90 دولار في وقت سابق من الجلسة. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة بنسبة 1% إلى مستوى 1589.30 دولار للأوقية.

وقالت محللة السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس"، مارغريت يانغ يان، إن "المخاوف من عدم التيقن والمزيد من التصعيد في هذه المواجهة العسكرية تدفع أسعار الذهب للصعود. هذه الهجمات الإيرانية تغذي حتما الطلب على الملاذات الآمنة، وليس الذهب فحسب بل الين أيضا، بينما تتعرض الأسهم لبيع كثيف".

وفي المعادن النفيسة الأخرى، سجل البلاديوم ذروة جديدة عند 2056.01 دولار للأوقية في وقت سابق من المعاملات بفعل استمرار شح المعروض، لكنه كان منخفضاً بنسبة 0.3% في أحدث سعر فوري له عند 2045.08 دولار للأوقية.

وارتفعت الفضة بنسبة 0.8% إلى مستوى 18.53 دولار للأوقية، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي عند 18.85 دولار، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 970.25 دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد