Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التمريض في أزمة... وخطة جونسون الصحية غير قابلة للتطبيق

يُجبر الممرضون والممرضات على العمل يوماً إضافيّاً غير مدفوع الأجر أسبوعيّاً، ويحذر مسؤولو الصحّة من أنّ فرق التمريض تبذل سلفاً قصارى جهدها فعلاً

ينبغي على الأقل مضاعفة أعداد الممرِّضين المجتمعيين في المناطق، وفقاً لـ"معهد كوينز للتمريض" (غيتي)

يضطرّ الممرضون والممرضات العاملون ضمن التمريض المجتمعيّ في المملكة المتحدة بصورة يومية إلى إرجاء إنجاز المهمات المتعلِّقة برعاية المرضى وذلك نتيجة لنّقص في الكوادر، فيما يحذِّر مسؤولو قطاع الصحّة في البلاد من أنّ خطط الحكومة المتعلّقة بـ "خدمة الصحة الوطنيّة" غير قابلة للتحقّق من دون استثمارات كبيرة.

في هذا الصدد، كشفت بيانات جديدة أنّ الممرِّضين المجتمعيِّين العاملين في المناطق، ممن يقدِّمون رعاية خاصة في منازل المرضى لمساعدتهم على استعادة عافيتهم والبقاء خارج المستشفى، يُجبرون على العمل يوماً إضافيّاً غير مدفوع الأجر كل أسبوع، وذلك في محاولة لتلبية الطلب المتواصل على خدماتهم.

والحال أنّ هناك وظائف شاغرة لدى ثلاثة أرباع الطواقم التمريضيّة وظائف شاغرة بيد أن التوظيف مجمّد. وانخفض عدد الممرِّضين العاملين في "خدمة الصحة الوطنيّة" (إن. آتش. أس) منذ عام 2010 من أكثر من 7000 ممرّض إلى ما يزيد قليلاً على 4000 ممرّض في السنوات الـ 10 الماضية.

وصارت المشكلة المتفاقمة حادة إلى درجة استلزمت إبلاغ  رؤساء "خدمة الصحة الوطنيّة" بأنّ خططهم الرامية إلى تغيير طريقة عمل "الخدمة " من خلال توفير الرعاية للمزيد من المرضى في منازلهم، ستفشل في حال لم تُضاعف أعداد ممرِّضي المناطق الذين يخضعون للتدريب.

في سياق متصل، قالت كريستال أولدمان التي تعمل رئيسة تنفيذيّة في "معهد كوينز للتمريض" (كيو. إن. آي)، إنّ "التمريض في المناطق يمثِّل العمود الفقريّ لخدمات التمريض عموماً في المملكة المتحدة كلها. لذا ستحظى كل قرية وبلدة بممرض مجتمعيّ محليّ.. لكنّ الضغوط التي نتعرّض لها تعني أنّه  في ظل غياب خطة متماسكة للقوة العاملة في مجال التمريض في المناطق، ستكون خطة ‘خدمة الصحة الوطنيّة‘ الطويلة الأجل غير قابلة للتطبيق".

 أضافت الدكتورة أولدمان أن "المستشفيات التي تتعرّض فعلاً لضغوط سترزح تحت ضغط إضافيّ في حال تعذّر تقديم الرعاية للناس في منازلهم ومجتمعاتهم".  وحذّرت من أنّ عدد الممرِّضين في المناطق الذين يخضعون للتدريب كل سنة لم يزيدوا عن 500 ممرض على مدى ثلاث سنوات، علماً أنّ هذا العدد ينبغي أن يتضاعف أقلّه. وقالت "فوّتت ‘خدمة الصحة الوطنيّة‘ الفرصة للتعرّف إلى الأهميّة التي يكتسبها ممرضو المناطق المجتمعيِّون".

من جهتها، أطلقت "كيو. إن. آي"، وهي جمعيّة خيريّة تدعم التمريض المجتمعيّ، مرصداً جديداً للبيانات بغية تعقّب التطوّرات في مجال التمريض المجتمعيّ. ووجدت في دراستها الاستقصائيّة الأولى، التي شارك فيها أكثر من 2800 من قادة فرق تمريض المناطق، أدلة على وجود ضغوط كبيرة على هذه الخدمة تشكِّل تهديداً مباشراً لسلامة المرضى.

وفقاً لتلك المعلومات، فإن 48% من الطواقم التمريضيّة يؤخرون بشكل يوميّ زيارات المرضى في منازلهم، أو يرجئون إنجاز مهمات الرعاية المنوطة بهم، فيما يفيد 75% من الفرق أنّ لديها وظائف شاغرة ومجمَّدة.

وتشمل النتائج الأخرى التي توصّلت إليها "كيو. إن. آي":

• يتحمل زهاء 30% من الطواقم التمريضيّة عبء الاهتمام بأكثر من 400 حالة صحيّة.

• يعمل واحد من كل خمسة ممرِّضين يوماً إضافيّاً أو أكثر غير مدفوع الأجر كل أسبوع.

• لم يكن لدى ثلث الممرِّضين فريق دعم للمساعدة في المهام الإداريّة.

• 60% من الممرضين فوق سنّ الـ 45، ونصفهم تقريباً، يعتزمون التقاعد أو ترك وظائفهم في غضون السنوات الست المقبلة.

في تطوّر متصل، قال البروفيسور أليسون ليري، مدير "المرصد الدوليّ للتمريض المجتمعيّ" الجديد، " نواجه حالياً، في ظل واقع التمريض المحليّ في المناطق، عاصفة كاملة تشتمل على مجموعة من الظروف التي ستهدِّد بشكل مباشر سلامة المرضى، إذا لم تحظَ بالاهتمام المناسب ولم تتدخل الحكومة لمعالجتها".

وأضاف "لذا نحن بحاجة إلى معالجة جديّة لتداعيات هذه الأزمة على المجتمعات المحليَّة في بريطانيا مستقبلاً، وما سيعنيه هذا النقص في عدد ممرضي المناطق المؤهلين للاعتناء بأشخاص في مجتمعاتنا لديهم احتياجات خاصة وفي حاجة ماسة إلى رعاية في المنزل".

كذلك أعربت ليز ألدرتون التي تعمل ممرضة محليّة في المناطق منذ ما يربو على 32 عاماً وتقود فريقاً من الممرضين في شمال شرقيّ لندن، عن قلقها.

وقالت لصحيفة  "اندبندنت"، إنّ "حجم الأعباء الملقاة على عاتق الممرضين ازداد بشكل لا يصدق. يخرج الناس في وقت مبكر من المستشفى ويبقون في المنزل مع احتياجات خاصة أكثر تعقيداً بكثير مما عرفناه في الماضي.. من جانبهم، يبذل الممرِّضون في فريقي أقصى طاقاتهم أصلاً ولا قدرة لديهم على تولي مهام إضافيّة أخرى".

وكانت ألدرتون قد قالت في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إنّ لديها 12 ممرضاً عليهم القيام بـ 170 زيارة للمرضى في منازلهم في ذلك اليوم، مع اضطرار الفريق إلى أداء عمل إضافي بنهاية ذلك اليوم، بسبب عدم حضور ممرضة إضافية من خارج الفريق للعمل.

وختمت ألدرتون مداخلتها قائلة "لا نحظى بفترة راحة. الضغط شديد حقاً، وثمة دائماً مهام لم نفلح في إنجازها".

© The Independent

المزيد من صحة