Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختيار رئيس وزراء للعراق... مناورة جديدة من حلفاء إيران

كيف تحول الأسدي من "المفضل لدى الصدر والمتظاهرين" إلى مرشح الكتلة الأكبر؟

تبدو الأجواء المحيطة بمفاوضات اختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد ملبدة، لا سيما بعدما احترق أكثر من اسم خلال الأيام القليلة الماضية، بفعل اعتراضات جاء معظمها من ساحات الاحتجاج، التي تطالب بتكليف شخصية مستقلة مهمة تشكيل الحكومة العتيدة.

حتى الآن، اقتصر المرشحون على شخصيات لها باع حزبي طويل، لا سيما أولئك الذين دفع بهم تحالف "البناء"، المقرب من إيران، بوصفه الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان العراقي، لكنهم سقطوا جميعاً، إما في اختبار ساحات الاحتجاج أو في اختبار رئيس الجمهورية الذي يوكل له الدستور الحق الحصري في تكليف المرشح بتشكيل الحكومة.

لذلك، يرى تحالف "البناء" أن من الضروري تغيير آلية اقتراح المرشحين، التي تسببت في رفضهم جميعاً، على حد تعبير مصادر مطلعة.

تقول المصادر إن المناورة التي لجأ إليها البناء تتكون من طرفين، الأول التكتم على اسم المرشح المفضل لدى التحالف، والثاني اقتراح أسماء مرشحين آخرين لإيهام الرأي العام في مرحلة وتهيئته لطرح المرشح الحقيقي من جهة أخرى.

أضافت المصادر أن التحالف سرب إلى وسائل الإعلام اسم السياسي العراقي المخضرم توفيق الياسري، بصفته الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة الجديدة، لكن الحقيقة أن المرشح الحقيقي هو الجنرال عبد الغني الأسدي، أحد أبرز القادة السابقين لجهاز مكافحة الإرهاب.

بطل الحرب على الإرهاب

ذاع اسم الأسدي خلال حقبة الحرب على تنظيم داعش، إذ لعب أدواراً قيادية في قوات جهاز مكافحة الإرهاب، التي قادت معظم العمليات الرئيسية في الأنبار والموصل بين 2015 و2017، قبل أن يحال على التقاعد بناء على طلبه.

خلال التظاهرات التي بدأت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال نشطاء إن الأسدي تواصل مع محتجين واقترح عليهم أن يطرحوا اسمه مرشحاً لتشكيل الحكومة الجديدة، بناء على شعبيته بسبب عمله في جهاز مكافحة الإرهاب.

قالت مصادر سياسية إن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، تلقى هذا المقترح برحابة، وتدارسه مع مقربين، لكنه لم يضعه على طاولة القوى السياسية.

عندما أصر تحالف "البناء" القريب من إيران على ترشيح شخصيات حزبية، كانت حظوظ الأسدي تتزايد لدى المحتجين والصدر في الآن نفسه، لكن اسمه لم يطرح بشكل علني.

مرشح البناء

التطور اللافت هو بدء تردد اسم الأسدي على ألسنة زعماء في تحالف "البناء"، فيما أوردت مصادر أنه التقى أخيراً عدداً منهم، وسط أنباء عن عقد صفقة بين الطرفين تتعلق بمنصب رئيس الوزراء.

لا يريد تحالف "البناء" أكثر من السماح للقوى المؤتلفة ضمنه بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، على أمل أن يحافظ على حجمه الحالي، إذ إن الأطراف التي شكلت هذا التحالف لا تزال تحتفظ بالسلاح الخارج عن سيطرة الدولة.

يفترض أن الدستور العراقي ينص على استحالة الجمع بين ممارسة السياسة وحيازة السلاح غير الشرعي، لكن التحالف مع إيران يسمح لبعض الأطراف العراقية تجاوز المحرمات القانونية.

يقول مراقبون إن العطب الذي أصاب الحياة السياسية في العراق، مرده إلى دخول ميليشيات مسلحة إلى دائرة التنافس الحزبي، ما أخل بميزان القوة، وسمح لمنافسين بفرض رؤيتهم.

صديق المهندس

تحولت هذه القراءات إلى شعار رفعه المتظاهرون العراقيون مبكراً، عندما طالبوا باستعادة القرار السياسي لبلدهم، بعدما استولى عليه حلفاء إيران.

تقول المصادر إن الأسدي ربما أقر إلى الأحزاب الشيعية العراقية بما تريد، لقاء تنصيبه رئيساً للوزراء، مستغلاً شعبيته في ساحات التظاهر، ما ينذر باستدامة الجدل حول المرشح الأمثل لتشكيل الحكومة الجديدة.

تضيف المصادر أن العلاقة الشخصية الوثيقة بين القائد البارز في قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والأسدي، ربما تزيد من حظوظ الأخير في نيل المنصب.

بالنسبة إلى مراقبين، فإن رفض الأسدي ما لم يأت من داخل ساحات الاحتجاج، كما حدث مع قصي السهيل وأسعد العيداني، فإن نيله تكليف رئيس الجمهورية وارد، فيما تبدو حظوظ مرور كابينته الحكومة عبر البرلمان كبيرة، في حال تأكد حصوله على دعم كل من تحالف البناء وتيار الصدر.

المزيد من العالم العربي