Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شنقريحة "حارس الحدود" الجزائري... هل سيغضب الرباط؟

"شنقريحة أو غيره لن يغير من طبيعة العلاقات بين الجزائر والمغرب المتأثرة بسبب قضية الصحراء الغربية"

سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الجزائري الجديد عرف بإجراء مناورات عسكرية بين الجيشين الجزائري والصحراوي (وزارة الدفاع)

في وقت أعلن فيه الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون استعداده "التفاوض" حول ملف الحدود البرية المغلقة مع المغرب شرط "اعتذار رسمي من الرباط حول أحداث 1994"، تبادلت صحف في البلدين اتهامات أعقبت تعيين اللواء سعيد شنقريحة رئيساً لأركان الجيش، وهو ضابط عسكري كبير شغل منصب قائد الناحية العسكرية الثالثة لسنوات طويلة (تضم منطقة تندوف حيث مخيمات اللاجئين الصحراويين)، كما عرف بإجراء مناورات عسكرية بين الجيشين الجزائري والصحراوي.

تزامناً مع عودة تبون إلى واجهة الأحداث قبل إعلان ترشحه رسمياً للرئاسيات قبل شهرين، كان ملف العلاقات مع المغرب ضمن جوهر تصريحاته عندما ساق وعوداً بالاستعداد لفتح باب التفاوض حول ملف الحدود البرية المغلقة، وبمرور الأيام كشف تبون أن هذا الاستعداد مقرون بـ "شرط تقديم المغرب اعتذاراً رسمياً عن أحداث 1994".

لا تعليق رسمياً في الرباط

ولم يصدر أي تعليق رسمي في الرباط على الشرط الجزائري الذي تكرر من بعد ترؤس تبون رسمياً للبلاد، مع أن الشائع أن الطرف المغربي كان ملحاً على ملف الحدود لسنوات طويلة في وقت كان يقابل بأربعة شروط على الأقل، واكتفى الملك المغربي محمد السادس، بتهنئة نظيره الجزائري حين أعرب له عن "أصدق التهاني" بعد انتخابه، وجاء في التهنئة أنه "على إثر انتخابكم رئيساً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يطيب لي أن أعرب لكم عن أصدق التهاني، مقرونة بمتمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف الملك المغربي محمد السادس "إذ أجدد دعوتي السابقة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين، على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء، أرجو أن تتفضلوا، صاحب الفخامة بقبول أصدق عبارات تقديري". والملاحظ أن تهنئة الملك المغربي لا تختلف كثيراً عن البرقيات التي اعتاد إرسالها إلى الجزائر في فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ما يشير إلى عدم تبلور موقف نهائي من عرض تبون في انتظار وضوح نوايا الرئيس المنتخب بشكل أكثر.

تزامناً، ذكّرت صحف مغربية بتصريحات رئيس الأركان بالنيابة سعيد شنقريحة خلال مناورات مشتركة كان يقودها سنة 2016 في صحراء تندوف، وضمت قوات صحراوية، واعتبرت تلك الصحف ترقيته "مؤشراً سلبياً في علاقات الجزائر مع المغرب".

طبيعة العلاقات لن تتغير            

يعتقد الكاتب الصحافي المتابع للشأن المغاربي رضا شنوف أن "تعيين سعيد شنقريحة رئيساً لأركان الجيش أو غيره، لن يغير من طبيعة العلاقات مع المغرب المتأثرة بسبب قضية الصحراء الغربية"، فقد "لاحظنا أن هناك تحاملاً إعلامياً كبيراً على شخص قائد الأركان بالنيابة اللواء شنقريحة بسبب تصريحات سابقة حول قضية الصحراء الغربية عندما كان قائداً للناحية العسكرية الثالثة، وهو ما لم يستسغه المغرب آنذاك، مع أنه ما زال حتى الآن يشغل منصب قائد الأركان بالنيابة، والعلاقات الخارجية يحددها رئيس الجمهورية الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني"، فالرئيس الجزائري المنتخب لم يحدد أية آجال زمنية لبدء ورشة "العلاقات مع المغرب"، إذ إنه يضع هذا الملف خلف أولويات سياسية واقتصادية على الرغم من أن رسم السياسة الخارجية  من اختصاصه وصلاحياته وحده.

التطبيع

ويقول شنوف في هذا السياق "خطاب الرئيس الجزائري حدد المقاربة التي من خلالها سيتم التعاطي مع المغرب، وحديثه عن المغرب في خطاب القسم يعني أنه يولي أهمية كبيرة للعلاقات مع الجارة الغربية وتطويرها، بأن تكون هناك علاقات طبيعية بعيداً عن ملف الصحراء الغربية"، ويضيف "حتى في حال تطبيع العلاقات مع المغرب، لن تدوم علاقات الود بين البلدين ما دام ملف الصحراء الغربية لم تتم تسويته أممياً، لأن دعم الجزائر للشعب الصحراوي سيكون محطة لأزمات في المستقبل، مثلاً قمة الاتحاد المغاربي التي كانت مبرمجة في ليبيا بسرت، سنة قبل أربع سنوات، تم إلغاؤها بسبب رسالة وجهتها الجزائر لجبهة بوليساريو بمناسبة ذكرى تأسيسها، وهو ما اغضب المغرب، وأعلن محمد السادس غيابه عن القمة لتلغى بعد ذلك".

فأمر مسار "التطبيع" بين البلدين، وفقاً لرضا شنوف، لا يتصل بشخص أو أي مسؤول سياسي أو عسكري "أظن أن هناك خللاً ما في صياغة المغرب لعلاقاته مع الجزائر، خصوصاً أن الأمر يتعلق بقضية بين أيدي الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ومفاوضات تجالس فيها الرباط جبهة بوليساريو وليس الجزائر".

شماعة شنقريحة؟

المحلل السياسي الأستاذ في كلية الإعلام بالجزائر العاصمة سليم حمادي أوضح لـ "اندبندنت عربية" أن "أي تحليل يقول بتعثر محتمل لأي تسوية جزائرية مغربية في حال تمت بسبب قائد الجيش الجديد، سيكون شماعة للمغرب في حال أي اخفاق"، وتابع "ما اعتقده أن شنقريحة أيضاً اختير للمرحلة المقبلة ولو لمدة، لأن الجزائر، حسب توجه الرئيس عبد المجيد تبون، ستنغمس أكثر في الملفات الإقليمية لا سيما محاولة التوجه إلى ليبيا لحلحلة ملفها".

ويجيب حمادي رداً على سؤال إن كان القرار في السياسة الخارجية الإقليمية سيعود لرئاسة الجمهورية أم أن الجيش سيقدم رأيه النافذ "كلاهما وفق اعتقادي على رأي واحد خصوصاً إقليمياً، لأنه قرار استراتيجي أولاً، ولأن معظم الملفات الخارجية التي تعني الجزائر حساسة ومصيرية"، أما "ثانيا لأن صناعة القرار خصوصاً في الخارج تعتمد على متغيرين، المعلومة الاستخباراتية وقدرات الجيش الدفاعية، لذلك فصناعة القرار في السياسة الخارجية عموماً، يكون لمجلس الأمن القومي دور كبير فيها ولا سيما في نقاط التماس، ليبيا، والساحل الأفريقي والمغرب".

أما عن بعض الكتابات الصحافية في المغرب بعيداً عن الموقف الرسمي فيقول "في الحقيقة هؤلاء يعرفون شنقريحة ومواقفه من الصحراء الغربية وتصريحاته ضد السياسة الاستعمارية في الأراضي الصحراوية، وبالتالي تلك الكتابات تستدرج الطرف الجزائري للرد على تساؤل جوهري ملح في الرباط، وهو كيف ستكون العلاقات مع الجزائر بوصول تبون للرئاسة خصوصاً في ما يتعلق بفتح الحدود، وكذلك ملف الصحراء الغربية ومسارات التسوية، مع العلم أن تبون جدد أن الجزائر في فترة حكمه تعتبر ملف الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار معهود لدى الأمم المتحدة، وقدم مساراً مغايراً في ملف الحدود البرية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي