قُتل ثمانية مدنيين في الأقل بينهم خمسة أطفال، الثلاثاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، في غارات جوية روسية استهدفت قرية في شمال غربي سوريا تؤوي نازحين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن الغارات استهدفت قرية جوباس على أطراف بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، موضحاً أن القتلى نازحون لجأوا إلى مدرسة القرية ونواحيها.
ومنذ 16 ديسمبر، كثّفت قوات النظام السوري بدعم من القوات الجوية الروسية، القصف على محافظة إدلب في إطار معارك عنيفة ضدّ فصائل مسلّحة معارضة.
تقدّم النظام
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ الخميس، سيطرت القوات السورية على 46 قرية في المنطقة، وفق المرصد، وباتت قريبة من مدينة معرة النعمان في جنوب إدلب، بينما استعاد المسلحون الثلاثاء السيطرة على قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "قوات النظام تبعد الآن أربعة كيلومترات عن معرة النعمان". وخلفت خمسة أيام من المعارك نحو 260 قتيلاً في الجانبين، بينهم 110 من أفراد القوات الموالية للنظام و148 متشدداً ومقاتلاً، وفق المرصد.
استعادة السيطرة
وأوضح المرصد أن المتشددين والمقاتلين المعارضين استعادوا اليوم الثلاثاء السيطرة على قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة.
لكن هذا لم يمنع سكان معرة النعمان من مواصلة الفرار من المنطقة خوفاً من تحقيق القوات السورية تقدماً جديداً، وفق ما ذكره مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأشار المرصد إلى إن أكثر من 40 ألف شخص فروا من منطقة القتال في الأيام القليلة الماضية، متجهين شمالاً نحو الحدود مع تركيا.
واعلنت تركيا أنها تجري محادثات مع روسيا لإعلان وقف جديد لإطلاق النار في إدلب. فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين "يجب أن يتوقف هذا القصف فوراً".
في المقابل، أكد الجيش السوري في بيان الثلاثاء أنه استعاد 320 كيلومتراً مربعاً في الأيام الأخيرة بينها "أكثر من أربعين قرية وبلدة"، مشدداً على أنه سيواصل تقدمه حتى استعادة كامل محافظة إدلب و"طرد التنظيمات الإرهابية المسلحة منها". ودعا المدنيين إلى إخلاء المناطق التي يسيطر عليها المتشددون.
وقال أبو أحمد وهو بين آخر المغادرين والدموع تنهمر من عينيه فيما يضع بعض الأغراض في سيارة على عجل، "إنه شعور لا يوصف. هذا بيتنا. هنا تربينا وكبرنا".
وأضاف وهو أب لعشرة أطفال، "لم أكن أتوقع أن أغادر ذات يوم، بل أن بشار الأسد هو الذي سيرحل عن سوريا".
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ونواحيها ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضاً فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.
هيئة تحرير الشام
في سياق متصل، أعلن قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني "النفير العام لصد الحملة الروسية على الشمال"، مؤكداً أنها "تتطلب منا مزيداً من الجهد والبذل".
ويعتبر النظام السوري الذي يسيطر على أكثر من 70 في المئة من الأراضي، أن معركة إدلب ستحسم الوضع في سوريا.
وشنت القوات السورية بدعم من روسيا هجوماً واسعاً بين شهري أبريل (نيسان) وأغسطس (آب) في المحافظة أسفر عن مقتل ألف مدني وفقاً للمرصد وعن نزوح 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، قبل بدء سريان هدنة في نهاية أغسطس.
لكن القصف والمعارك البرية استمرت على الرغم من وقف إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني بينهم ثمانون منذ الثلاثاء، ومئات المقاتلين.
وحاصرت قوات النظام السوري الاثنين نقطة مراقبة تركية في بلدة الصرمان في جنوب شرقي محافظة إدلب وفق المرصد.
وتُعد نقطة المراقبة التركية في الصرمان الثانية التي تحاصرها قوات النظام بعد تلك الواقعة في بلدة مورك بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي.
والجمعة، لجأت روسيا والصين إلى الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار يمدد لعام إيصال المساعدة الإنسانية الأممية إلى أربعة ملايين سوري عبر الحدود، وبينهم سكان إدلب، ما أثار مخاوف من مأساة إنسانية جديدة.
ودعت الخارجية الفرنسية الثلاثاء إلى التصويت على هذا القرار وإلى "نزع فوري لفتيل التصعيد" ، منددة في بيان بقصف النظام.
وقالت منظمة اليونيسف في بيان الثلاثاء "يجب الاستمرار في إيصال المساعدات لتقديم مساعدة حيوية إلى مئات آلاف الأطفال في كل مكان".
وأضافت "بعد تسعة أعوام من بدء الحرب، لا يزال أطفال سوريا يتعرضون للعنف والصدمات النفسية في شكل لا يوصف".
واندلع النزاع في سوريا في عام 2011 وخلف أكثر من 370 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين.