تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين، لكنها تماسكت قرب أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وسط توقعات بأن الولايات المتحدة والصين ستبرمان اتفاق تجارة قريباً بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونزل خام برنت 16 سنتاً بما يعادل 0.2% إلى 65.98 دولار للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط 22 سنتاً أو 0.4% إلى 60.22 دولار للبرميل.
وأُعلن عن اتفاق تجارة أولي في وقت سابق من الشهر الحالي، سعياً إلى إنهاء الحرب التجارية المستمرة منذ شهور بين أكبر اقتصادين في العالم، التي أدت إلى اضطراب الأسواق ونالت من النمو العالمي، وقال ترمب خلال مناسبة في فلوريدا يوم السبت الماضي "حققنا اختراقاً على صعيد اتفاق التجارة وسنوقعه قريباً جداً".
وأدى تراجع حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى تحسن الثقة في قطاع الأعمال وعزز توقعات النمو الاقتصادي والطلب على الخام، ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال ستيفن إينس، كبير محللي السوق الآسيوية في "أكسي تريدر" إن أسعار النفط "ستواصل الاستفادة من التطورات الإيجابية للتجارة بين الولايات المتحدة والصين".
وتتوقع شركات الحفر الأميركية صعود الأسعار أيضاً، إذ سجلت في الأسبوع الماضي أكبر زيادة في عدد الحفارات خلال أسبوع منذ فبراير (شباط) 2018.
وقالت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي، إن شركات الحفر النفطي أضافت 18 حفاراً على مدار الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر (كانون الأول)، ليصل إجمالي عدد الحفارات قيد التشغيل إلى 685، وهو الأكبر منذ نوفمبر (تشرين الثاني).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بكين تخفِّض الرسوم الجمركية على 850 سلعة
في سياق متصل، أعلنت وزارة المالية الصينية، أن بكين ستخفض الرسوم الجمركية على أكثر من 850 سلعة بما فيها لحوم الخنزير المجمدة، اعتباراً من يناير (كانون الثاني) المقبل، بينما تواجه السلطات صعوبات في تأمين اللحوم الأساسية.
وتضرر قطاع لحوم الخنازير بحمى الخنازير الأفريقية التي أدت إلى قتل أكثر من مليون منها، حسب إحصاءات رسمية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه اللحوم بمقدار الضعف.
وأوضحت الوزارة في إعلانها اليوم الاثنين، أن الرسوم المفروضة على لحوم الخنازير المجمدة ستنخفض من 12% إلى 8% اعتباراً من مطلع يناير، وقالت لجنة التعرفة في مجلس الدولة عبر بيان لها إن "التغييرات ستسمح بتحفيز البنية التجارية وتنمية ذات نوعية عالية للاقتصاد".
وستُخفض الرسوم على منتجات غذائية أخرى مثل السمك والأجبان وكذلك المواد الصيدلانية وبعض المنتجات الكيميائية.
وكانت الصين أطلقت خطة لإعادة إنتاج لحوم الخنازير بحلول 2021، إلى المستوى الذي كان عليه قبل انتشار حمى الخنازير الأفريقية، والذي أدى إلى القضاء على نحو 40% من قطعانها، وكانت وزارة التجارة الصينية ذكرت أن البلاد ستستورد في 2019 ضعف ما استوردته من لحوم الخنازير العام الماضي.
وأوضحت وزارة المالية أن الحكومة الصينية ستخفض أيضاً اعتبارا من الأول من يوليو (تموز) المقبل الرسوم الجمركية على بعض المنتجات التكنولوجية، موضحة أن القرار يشمل الطابعات وقطع غيار أجهزة التسجيل الصوتي وغيرها، وسيجري تخفيض الرسوم على بعض أجهزة استقبال البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية من 10% حالياً إلى 5%.
وأوضحت الوزارة أنها ستُخفض الرسوم الجمركية بشكل أكبر على سلع من دول بينها نيوزيلندا والبيرو وكوستاريكا وسويسرا وآيسلندا واستراليا وكوريا الجنوبية وباكستان في إطار إعادة التفاوض على اتفاقات تجارية.
ونقل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنباء التي أوردتها وكالتا "بلومبيرغ" و"رويترز"، حول خفض الرسوم الجمركية الصينية، من دون أي تعليق، وكانت بكين وواشنطن أعلنتا الشهر الحالي تبادل خفض رسوم جمركية على بعض المنتجات.
تخفيف القيود المفروضة على الإنتاج
وفيما يتعلق بمنظمة "أوبك"، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن أوبك وحلفاءها من الدول الكبرى الأخرى المنتجة للنفط قد يبحثون تخفيف القيود المفروضة على إنتاج الخام في اجتماع يُعقد في مارس (آذار) من العام المقبل.
وقررت أوبك وحلفاؤها، بينهم روسيا، هذا الشهر الإبقاء على القيود المفروضة على إنتاج النفط حتى نهاية مارس، وتعميق خفض المعروض لتحقيق التوازن في السوق، واتفقت مع الدول المنتجة المتحالفة معها، فيما يعرف باسم "أوبك+"، على الاجتماع مجدداً في أوائل مارس لمناقشة السياسات.
وقال نوفاك في مقابلة الأسبوع الماضي "يمكننا أن نبحث أي خيارات، بما يشمل التخفيف التدريجي للحصص وبما يشمل الاستمرار في الاتفاق، كل شيء سيعتمد على كيفية تطور الموقف في مارس (آذار)، وعلى التوقعات للفصول التالية"، لافتاً إلى أنه "الموقف مستقر في السوق إلى حد ما، في الوقت الحالي".
وأضاف نوفاك أن "التعاون مع أوبك سوف يستمر ما دام فعالاً ويحقق نتائج، وما دامت السوق تحتاجه"، وقال إن روسيا ستُنتج 560 مليون طن من النفط (11.25 مليون برميل يومياً)، بما يشكل ارتفاعاً قياسيا، و737 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في 2019، ويفوق إنتاج العام الحالي بذلك إنتاج العام السابق الذي بلغ 555 مليون طن من النفط تقريباً وهو معدل شكل وقتها أعلى متوسط سنوي لما بعد العهد السوفييتي.
