توصّلت إحدى الدراسات بعد تحليل الإعلانات التي صدرت خلال فترة محددة من الحملة الانتخابية أنّ كل إعلانات حزب المحافظين تقريباً كاذبة فيما خلت إعلانات حزب العمّال من الادعاءات الزائفة.
وأوضحت منظمة رصد المعلومات المضلّلة "فرست درافت" أنّ نحو 88 في المئة من أكثر إعلانات المحافظين انتشاراً خلال الأيام الأربعة الأولى من ديسمبر (كانون الأول) حملت ادّعاءات غير صحيحة.
وتضمّنت الإعلانات ادّعاءات خاطئة حول هيئة الخدمات الصحية الوطنية وضريبة الدخل إضافة إلى حزب العمّال وخططه، كما قالت المنظمة.
ولفت التحالف غير الحزبي المُطالب بإصلاح الدعاية السياسية في تقرير جديد صادر عنه أنّ معظم هذه الإعلانات ومنها الفيديو المُحرَّر والمضلّل لوزير بريكست في حكومة الظلّ كير ستارمر كانت لتُمنع لو أنها إعلانات تجارية.
وركّزت دراسة التحالف على فترة أطول من تلك التي عملت عليها منظمة فرست درافت ووجدت أنّ بعض إعلانات حزب العمال مضلّلة ومنها إشارة إلى زيادة في ثمن الأدوية التي اعتبرتها المنظمة العاملة بتدقيق الحقائق قائمة على "سيناريو متطرّف".
وطالبت المنظمة السياسيين بأن يلتزموا قانونياً بتحرّي الدقّة في إعلاناتهم وهو مقترح يدعمه 87 في المئة من الشعب البريطاني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعقيباً على التقرير، كتب مقدم البرامج التلفزيونية أليكسيس كونران "مهما حاولت، أعجز عن فهم سبب عدم إخضاع الإعلانات السياسية إلى تدقيق الحقائق إسوةً بباقي الإعلانات! يبدو أننا نحرص ألاّ نقع ضحية الكذب حين نشتري منتجات كريم الوجه أكثر مما نهتم بالموضوع في حال انتخابنا حكومة جديدة".
وتظهر النتائج الجديدة مع زيادة المحافظين إنفاقهم بشكل جذري على الإعلانات عبر فيسبوك: إذ أنفق الحزب مئات الآلاف من الجنيهات على الإعلانات عبر الموقع فقط خلال فترة الانتخابات.
وحلّلت فرست درافت 6749 إعلاناً نشرها المحافظون على فيسبوك في أوائل ديسمبر.
وروّجت معظم هذه الإعلانات –نحو 5132 إعلاناً- لزعم المحافظين أنهم ينوون تشييد "40 مستشفى جديداً". وكشفت العديد من منظمات تدقيق الحقائق المستقلّة زيف هذا الزعم، مشيرةً إلى أن الحزب وعد فعلياً ببناء 6 مستشفيات.
وشملت الإدّعاءات الأخرى الأقلّ انتشاراً زعم المحافظين أنهم سيستحدثون 50 ألف وظيفة تمريض إضافيّة. وروّج 544 إعلاناً لهذا الزعم الذي رُفض أيضاً على نطاق واسع: فهذا الرقم يشمل 20 ألف ممرّض وممرّضة مُحتسبون أساساً في الأرقام الرسمية.
وتضمّنت الإعلانات كذلك ادّعاءات كاذبة حول تمويل هيئة خدمات الصحة الوطنية، وجيريمي كوربين وخطط الإنفاق التي وضعها حزب العمّال. كما كُشف ترويج المحافظين لادعاءات تاريخية كاذبة، إذ ادّعى 219 إعلاناً كذباً أنّ الناس ادّخروا 1.205 جنيه استرليني سنوياً بسبب اقتطاعات الضريبة الحكومية. وشملت العديد من الإعلانات إشارات إلى ادّعاءات كاذبة.
لم تضع كل إعلانات المحافظين الإدعاءات الزائفة في المنشور نفسه وفقاً لفرست درافت. بل وجّهت بعض هذه الإعلانات إلى المستخدمين المهتمّين بالإطّلاع على المزيد من التفاصيل نحو مواقع إنترنت تضمنت المزاعم الباطلة تلك.
وقالت شخصيات محافظة منها مايكل غوف إنها لم تدرك وجود دعاية مضلّلة كهذه.
فيما اعتبر نائب حزب العمّال ديفيد لامي من جهته أنّ الأرقام تكشف تحوّل حزب المحافظين إلى "آلة تضليل وقحة".
وفيما كُشف زيف بعض ادّعاءات حزب العمال خلال الحملة الإنتخابية، قالت منظمة فرست درافت إنها "لم (تجد) أي زعم كاذب صادر عن حزب العمّال في إعلاناته على موقع فيسبوك"، مشيرة إلى أن الحزب أنفق مبلغاً أقلّ بكثير على الإعلان عبر فيسبوك مقارنة بالمحافظين والديمقرطيين الأحرار.
© The Independent