الاقتصادُ والمالُ والعملُ، والشروع لاختراق "السقف الزجاجي" أي المعيقات والمكبلات التي تحيط بها، كانت محاور القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة التي انعقدت دورتها الثانية بإمارة الشارقة في دولة الإمارات، تحت عنوان "محركات التغيير".
القمة التي شهدت ورشات عمل حول التنمية الاقتصادية والاستدامة المالية للمرأة، انعقدت تحت رعاية الشيخة جواهر قرينة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ورئيسة مؤسسة (ناما لدعم تمكين المرأة) ريم بن كرم، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
أوراق وورشات
يمكن القول، إن الأوراق التي قُدِّمت خلال جلسات العمل والورشات، انطلقت من الواقع الذي تعيشه النساء، خصوصاً في المجتمعات التي تشهد تحوّلات جذرية في النظر إلى دور النساء، أو تلك التي لم تبلغ هذه المرحلة بعدُ.
وهذا ما أكده حاكم الشارقة في كلمته الافتتاحية، بقوله "النساء أمهات، وزوجات، وشقيقات، وصانعات سلام، ومهنيات ناجحات. إنهن شركاء متساوون في جميع مناحي الحياة. يشاركن نفس تجارب نظرائهن الذكور، وبالتالي يجب أن لا تكون المرأة أبداً في وضع غير مواتٍ، وهذه هي رؤيتنا، ولتحقيقها جميعاً -رجالاً ونساءً- يجب أن نضمّن مبادئ الإنصاف والشراكة في بيوتنا وداخلنا من خلال القيام بذلك، سنقوم بإنشاء دعاة شباب للعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين الذين سيتعاملون مع المجتمع وفي مكان العمل بالطريقة الصحيحة، ويخلقون ثقافة حيوية ومستمرة تدعم هذه المبادئ النبيلة".
ويستشف من كلمة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، أن الوصول إلى هذه الغاية يحتاج إلى إرادة، ووسائل تعمل لتحقيق استراتيجية تعنى بتمكين المرأة، وهو ما تعكف عليه 17 منظمة تعهدتها مؤسسة ناما، أثناء القمة الأولى، "لفرض مبادرات محددة لتعزيز مساهمات المرأة في مكان العمل والمجتمع".
وأعلن القاسمي، أنه سوف يرعى "تنفيذ برامج التمكين الاقتصادي للمرأة التي تقودها ليس فقط المؤسسات التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، لكن أيضاً من قِبل الكيانات في جميع أنحاء العالم".
من جهتها قالت ريم بن كرم مديرة مؤسسة (ناما)، "في الشارقة، نعتقد أن التمكين الاقتصادي للمرأة مرادفٌ للتنمية المجتمعية الشاملة".
وأضافت، "هذه القمة لا تبحث فقط عن الدفاع عن حقوق المرأة، ونحن جميعاً هنا لتحفيز العمل من أجل تغيير الثقافة الحالية الراسخة في الأسر والمجتمعات والكيانات التعليمية والحكومات والشركات الخاصة التي تسمح أو تتجاهل عدم المساواة بين الجنسين. سوف يستلزم القيام بذلك، أولاً، الاعتراف بقدرات المرأة والإيمان بها، يليها تشريع وسياسات أقوى، وتحسين التعليم وفرص مهنية".
عقبات وقيود
يذكر أن من أهم الموضوعات التي ناقشتها لجان المؤتمر هي العقبات التي تواجهها النساء، سواء بالعالم العربي أو على المستوى الدولي بشكل مستمر، مثل القيود الاجتماعية والمالية والمهنية، أو ما يشير إليه البعض باسم "السقف الزجاجي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا الإطار ناقشت شاينور خوجة والدكتورة آمبر غدار وبسمة آل سعيد "التحيز اللا شعوري" الذي تواجهه النساء بشكل يومي.
وقالت آل سعيد، "الثقة واحترام الذات هما أهم عنصر في تحقيق النجاح، وهذه سمة تفتقر إليها النساء أكثر من الرجال".
كما قالت الدكتورة غدار، إنها خلال دراسة أجرتها طلبت من مجموعة من الناس تخمين مهنة شخص ما، وتحدثت عن الدراسة "لقد أظهرنا لهم نسختين من مارغريت تاتشر، نسخة من الذكور ونسخة أنثى".
وأضافت، "اعتقدوا جميعاً أن النسخة الذكورية رجل أعمال أميركي في مجال (النفس)، بينما اعتقدوا أن النسخة الأنثوية التي كانت رئيسة وزراء بريطانية مدرّسة".
وأكد عدد من المشاركين أهمية الاستثمار في النساء حتى يصبحن ماهرات بما فيه الكفاية للتغلب على العقبات.
وقال فيليب هاردينج مؤسس "إمباكت جنكي"، وهي مبادرة وضعت لتحسين البلدان الفقيرة والحفاظ عليها، "إن أعطيت المرأة سمكة أطعمتها يوماً واحداً، لكن علِّمها كيف تصطاد، وستكون قادرة على إطعام نفسها مدى الحياة، لهذا السبب يجب أن نستثمر في النساء".