Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطات العراقية... المحتجون متآمرون بدليل فيلم "جوكر"

الإعلام الممول من إيران يكرس فكرة المتظاهرين المخربين المدفوعين من الخارج

متظاهر عراقي يرتدي قناع "جوكر" في العاصمة بغداد (أ.ف.ب)

تتنوع الاتهامات التي وجهتها السلطات العراقية والأحزاب المرتبطة بإيران التي توفر الحماية لها، إلى المتظاهرين والنشطاء، لكنها تحيل دوماً إلى أجندات خارجية ومؤامرات دولية، ما يثير السخرية في أوساط المحتجين.

وعلى الرغم من أن العراقيين لديهم آلاف الأسباب كي يخرجوا في تظاهرات ضد السلطات الحاكمة، إلا أن القوى السياسية المقربة من إيران تردد دائماً أن أصابع خارجية تحرك الاحتجاجات وتتحكم في مساراتها.

الجوكر

ووجد الإعلام التابع للسلطات، وذلك الذي يموله الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، في فيلم "جوكر"، بطولة خواكين فينيكس وإخراج تود فيليبس الذي أنتج عام 2019، مادة دسمة لتوريط المحتجين العراقيين بتهم خيالية، تنطلق من النزعة التدميرية التي سادت الفيلم الأميركي.

وركز الفيلم الأميركي، الذي حقق معدل إيرادات مرتفعاً جداً، ونال شهرة واسعة في العراق مع تزامن عرضه مع اندلاع الاحتجاجات، على التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي يتعرض له الفرد، ويدفعه نحو التمرد على السلطات.

ووجدت وسائل الإعلام العراقية المضادة للتظاهرات، في صورة بطل الفيلم خواكين فينيكس، التي نشرها بعض النشطاء في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، دليلاً قاطعاً على إدانتهم بأعمال التخريب التي تخللت الاحتجاجات، فيما أحصت الجيوش الإلكترونية التابعة للحكومة والأحزاب المقربة من إيران أسماء هؤلاء ونشرتها في قوائم، مطالبة بالحذر منهم.

وأطلقت الجيوش الإلكترونية التابعة للسلطات العراقية لقب "الجوكر" على جميع النشطاء الذين يوجهون انتقادات لدور إيران والحرس الثوري في قمع الاحتجاجات في بغداد وعدد من المحافظات.

وعندما استخدم أحد المصممين صورة للممثل فينيكس وهو يؤدي شخصية الجوكر، في تنفيذ ملصقات عن ساحة التحرير في بغداد، اعتبرت الجيوش الإلكترونية الموالية للسلطة والأحزاب المقربة من إيران، الأمر دليلاً على مؤامرة مدبرة، تستهدف تدمير النظام السياسي الحاكم، بتشجيع أميركي.

وقال متظاهرون إن الحكومة تفتش عن أي سبب يغطي على فشل النظام السياسي العراقي في أداء أبسط مهامه، وبدلاً من أن تصغي إلى مطالبهم وتعمل على تنفيذها، راحت تكيل التهم إليهم.

وعندما اقتحمت كتائب حزب الله العراقي، وهو جزء من الحشد الشعبي، ساحة الخلاني المجاورة للتحرير، يوم الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول)، وقتلت وجرحت 125 متظاهراً، قال الإعلام العراقي الممول من إيران إن "مخربي الجوكر دبروا هذه العملية".

التطبيع

وقبل أن يدخل الجوكر على خط الاستخدام الدعائي ضد التظاهرات في العراق، كان التطبيع مع إسرائيل تهمة رائجة في بغداد، ويمكن إلصاقها بجميع معارضي السلطات.

وصممت وسائل الإعلام العراقية الخاضعة لاتحاد الإذاعات الإسلامية الذي يديره الحرس الثوري الإيراني، وعددها يفوق الـ20، عشرات الفيديوهات الدعائية الموجهة ضد نشطاء عراقيين بعينهم، متهمة إياهم بالتمهيد للتطبيع مع إسرائيل، فيما قال النشطاء الذين تعرضوا لهذه التهم بأن سبب ترويجها يعود إلى أنهم يوجهون انتقادات بانتظام للدور الإيراني السلبي في العراق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أشد الاتهامات طرافة، تلك التي روج لها زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، عندما قال إن عناصر شركة الأمن الخاص الأميركية "بلاك ووتر"، متورطون في قتل المتظاهرين العراقيين في ساحة التحرير.

وظهر الخزعلي في مقابلة مع القناة التي يملكها، ليتحدث عن المؤامرة الدولية التي يتعرض لها العراق، ويراد تنفيذها عبر المتظاهرين.

وظل الخزعلي يسرد تفاصيل عملية القنص التي نفذها عناصر من الشركة الأميركية ضد المتظاهرين في بغداد، بينما لم يجرؤ الإعلامي الذي يحاوره على إخباره بأن المتهمين الحقيقيين في هذه الحادثة عراقيون، ومعتقلون حالياً.

مسلحون مجهولون

وفي الناصرية، عندما ارتكبت قوات الأمن مجزرة ضد المتظاهرين في نوفمبر (تشرين الثاني)، قال إعلام السلطات إن مسلحين مجهولين اخترقوا قوات الجيش وأطلقوا النار على المتظاهرين.

وفي جميع الحالات، تحاول السلطات والأحزاب والإعلام المرتبط بهما الاستفادة من الموقف، وتحويل العنف في بغداد أو المحافظات إلى دليل على الأضرار التي تسببها التظاهرات التي يقودها جوكر أميركي ويخترقها مقاتلون أميركيون يعملون في شركة أمن خاصة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي