Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخاتم بين هروب الرجال وتحليل الشخصية

يفضح أصابع اليد ويضعها تحت مجهر النظر لأنه يشد العين إليها

على الرغم من الفارق بين الخاتم والختم إلا أنهما اجتمعا غير مرة فكان خاتم الملك أو الوالي يحتوي على الختم (بيكسا باي)

لم أقتنع يوماً بفكرة "المحبس" - الذي يسمى خاتم الزواج أو الخطوبة - ولا أفهم لماذا يُعتبر حتى الزواج دخولاً في القفص ولو سُمي ذهبياً. ولماذا ارتباط القفص والحبس بفكرة ارتباط شخصين ليصبحا شريكين لعمر أو لوقت ما، تكفي هذه الفكرة لينفر منها أي شخص رجلاً كان أم سيدة لربط حياتهما بهذا المفهوم. 
قد يكون هذا السبب الذي جعلني لا ألبس "محبساً" وأكتفي بخاتم طلب الزواج كتذكار جميل قد يشبه سواراً أو عقداً أو خلخالاً لا يهم، المهم أنه لا يمت إلى فكرة السجن بأي طريقة.
تغني فيروز "يا بياع الخواتم بالموسم اللي جايي جبلي معك شي خاتم، يا بياع الخواتم رح يتركني حبيبي احبسلي حبيبي بخاتم". على الرغم من رقة اللحن وطرافة قصة فيلم بياع الخواتم إلا أن فكرة احبسلي (اسجنه لي) حبيبي بخاتم مقلقة بل مخيفة... إذ لا أحد يحبسه خاتم ولا حتى أي من عقود الزواج، ما يربط الشخص بشريكه بالنسبة لي هو الحب أولاً والاحترام أولاً أيضاً وبعدهما تأتي الاهتمامات والالتزامات الحياتية.
كتبت في إحدى المرات أنني أُكثر من لبس الخواتم في يدي في كل أصابعي ربما تعويضاً عن الخاتم الذي انتظرته طويلاً في تعبير عن خاتم الزواج، أظنني كنت مخطئة، فلقد كنت وما زلت أُكثِر من الخواتم خاصة في الأصابع غير المتوقعة وغير المعتمدة تقليدياً للخواتم، وربما يعود هذا بكل بساطة إلى ولعي بالأكسسوارات عامة.
وعندما صممت خاتم الحب الخاص بي أخذت بصمتينا أنا وحبيبي ووضعتهما متقابلتين على شكل أجنحة فراشة، أردته فريداً جداً، وقال لي معظم مصنّعي الذهب أنه من الصعب جداً الحفاظ على البصمات كما هي، فغضضت النظر عنه كلياً.


الخاتم والرجل

 

على الرغم من الفارق بين الخاتم والختم إلا أنهما اجتمعا غير مرة فكان خاتم الملك أو الوالي يحتوي على الختم إلى أن استقلت الأختام ووجدت أماكنها في أدراج المكاتب المقفلة أو على المكاتب في الأعمال اليومية.
ولكن هل الخاتم ختم موثق عن الارتباط؟ ولماذا لا يحب معظم الرجال وضع الخاتم أو المحبس؟
يكره معظم الرجال ارتداء الخواتم عامة والمحبس خاصة. بعض الرجال يضعون خواتم فضية بأحجار كريمة لأسباب دينية، ويمتنع بعض الرجال عن لبس خواتم الذهب لأسباب دينية أيضاً، ولكن معظم الرجال يحبذون عدم ارتداء المحبس لأسباب يسمونها رجالية ربما. ويعتبر بعض خبراء السلوك أن عدم وضع الرجل الشرقي المحبس قد يكون بسبب النزعة إلى الاستقلالية في حياته من ناحية، والعمل اليدوي من ناحية أخرى بحيث يصبح فيه الخاتم عائقاً، وغالباً ما يُشعر المحبس الرجل بعدم الخصوصية من ناحية، إضافة إلى الخشية من فقدان ميزات الرجل العازب. لذا تجدهم يضيّعون محابسهم مراراً وتكراراً إلى أن يضيع نهائياً أو يعود إلى علبة المجوهرات أو حتى يُباع لانتفاء ضرورة الاستعمال!


الرجال وعلاقتهم بالمحبس

 

لم يلبس سمير عساف الخاتم إلا أثناء عقد الزفاف لساعة في الكنيسة ثم ما لبث أن أعاده لأخيه الذي استعاره منه، وكان اشترط على زوجته قبل الزواج أنه لن يلبس "المحبس" لأنه لا يحتمل لبس شيء في يده، لذلك قالت إنها لن تلبس خاتمها أيضاً وهذا ما حصل.
يعتبر سمير أن الخاتم أنثوي ولا يليق بالرجال، وبالنسبة إلى السيدات فعادةً تُفضَل الخواتم البسيطة، والعصرية أحياناً قليلة.
بلال جرادي أيضاً يزعجه الخاتم ويُشعره أن أصابعه ممسوكة ولا يحب ارتداء الشاب للخاتم إلا بحال كان خاتماً ذا هوية معينة كأن يكون متوارثاً في العائلة فيحمل ذكرى كل مَن لبسه قبل، أو المحبس في يد الرجل. أما بالنسبة إلى الفتاة فإنه يفضل الخواتم الناعمة والأنيقة في الأيام العادية، ويتقبّل الخواتم الغريبة في المناسبات، ولا يهم عدد الخواتم طالما كانت تليق بيدها وكانت يديها جميلة.
حبيب طراد لا يزعجه المحبس التقليدي الرفيع بيد الرجل لكنه شخصياً لا يتحمله فهو لم يلبسه لا أيام الخطوبة وحتى عندما أصبح لديه ولدان، ولا يعني له المحبس أبداً وهو يشعر أنه محبوس إذا لبسه. ولا يحب الخواتم في يد الرجل لا بالفكرة كونها للتزين ولا بالمظهر كون أيدي الرجال عادة عريضة. أما بالنسبة إلى السيدات فيعتبر أن لا قاعدة في لبس الخاتم والمنطلق الأساسي هو شكل اليد وما يليق بها.
ربيع دهام لا يحب لبس الخاتم ولا المحبس ويقول إن أي أحد لا يضع محبساً يكون السبب لديه نفسياً له علاقة بالحرية، ويعتبر أن الخاتم جميل بيد الفتاة على أن يكون نوعه وحجمه يتناسب مع شكل يدها.

 

أشرف سعد الدين يحب الخواتم ويضعها في عدد من أصابعه وليس لديه مشكلة مع المحبس شرط أن يكون غير عادي، ويلفت نظره الخاتم الجميل في يد الشاب. وبالنسبة للصبايا يفضل الخواتم البسيطة التي تبدو أنيقة في يديها، ولا يحب الخواتم الكبيرة. ولا مشكلة لديه في تعدد الخواتم بحسب أسلوب السيدة.


أي خاتم يناسب يدك؟

 

يفضح الخاتم أصابع اليد ويضعها تحت مجهر النظر لأنه يشد العين إليها، لذلك من الأفضل الاهتمام أكثر باليد والأظفار. وهذه بعض المعلومات التي قد تكون مفيدة لاختيار الخاتم بحسب شكل اليد ولونها.
من الأفضل عادةً أن يتناسب لون الخاتم مع البشرة، فالبشرة الفاتحة تليق بها الألوان البيضاء والزهرية والفضية، في حين تليق بالبشرة الداكنة ألوان الأصفر والبني وتدرجاتهما.
إذا كانت اليدان كبيرتين فإن الخواتم الكبيرة تجعلها تبدو أصغر وأنعم، أم للأصابع الطويلة فالخواتم ذات القاعدة العريضة تجعل الطول الزائد يبدو مقبولاً، وللأصابع القصيرة فإن الخاتم المثلث والذي تكون الزاوية فيه إلى أعلى لأنه يعطيها طولاً، والأمر مشابه لليد العريضة التي يجب أن تتجنب تعدد الخواتم، اليدان الصغيرتان من الأفضل أن تكون خواتمها صغيرة وناعمة.
تقول أنجيل معماري التي تصمم الأكسسوارات اليدوية منذ 7 سنوات إنها تصنع الخواتم من النحاس المطلي بالذهب والخرز والأحجار واللولو والخيطان.
وليس من الضرورة أن يكون شكله متناغماً مع الإسوارة والطوق والقرط إلا في مناسبة ما مثل العرس. وتعتبر ممكناً لبسه بعدة أصابع في آن أو الاكتفاء بواحد. فالخاتم برأيها يجمّل اليد وإجمالاً يلبس في البنصر كخاتم الزواج.
تعتبر أنجيل أن الشباب الشرقيين قلما يهتمون بالخواتم ما عدا خاتم الزواج. وتقول إن أكثر الخواتم المطلوبة هي الرفيعة والبسيطة، وممكن أن تتضمن حجراً ناعماً، أما الخواتم العريضة والتي تحتوي على أحجار كبيرة فلا يوجد طلب كبير عليها لأنها لا تلبس يومياً، ولكن بالطبع هذا يعود لذوق السيدة. فالبعض يكتفون بخاتم واحد بحجر مميز.
تقول أنجيل إن بعض الأيدي لا يليق بها الخاتم وإنها شخصياً لا ترتدي الخواتم عندما لا تكون يديها طرية وناعمة أو عندما لا تكون أظفارها قصيرة لأن الخاتم يلفت النظر لليد أكثر، وفي حال كانت راضية عن شكل يديها فإنها تلبس عدة خواتم.


شخصيتك بين الأصابع والخواتم


يعتبر البعض أن الإصبع الذي تضع فيه الفتاة الخاتم قد يدل على شخصيتها، هذا الأمر غير مثبت علمياً ويبقى في خانة دراسة السلوك والطرافة في آن.
فالخاتم في الإبهام يدل على شخصية قوية وإرادة وعزيمة على المثابرة. ولأن الإبهام مستقل عن بقية الأصابع، فإن وضع الخاتم به يدل على الميل إلى تبني الأفكار الريادية والاستقلالية.
في السبابة يدل الخاتم على تسلط السيدة، وفسّره البعض أنه يدل على الهيبة والوقار وعلى شخصية طموحة تهوى التميّز.
أما وضع الخاتم في الأصبع الأوسط وهو غالباً الأصبع الأطول فاعتبر دلالة على التعلق بالأمور المادية وحب الظهور ولفت الأنظار.
وفي البنصر قصة أخرى تتعلق بالعاطفة كون الخاتم يذكّر إذا ما وضع في هذا الأصبع يميناً بالخطوبة ويساراً بالزواج، وذلك لاعتقاد قديم أن شرايين القلب متصلة بالأصبع الأيسر. وهذه العادة في لبس خواتم الزواج كانت موجودة في ثقافات قديمة كالرومان، واستمرت حتى يومنا في عدد لا يستهان به في مناطق أوروبا وأميركا وأفريقيا وآسيا.
ووضع الخاتم في الخنصر أي الأصبع الصغير دلالة على المرونة في التعامل مع الغير، والقدرة على التفاعل السهل والثقة بالنفس.
ويعتبر البعض أن التي تضع خواتم في كل أصابع يدها فهي ترغب في الانطواء وإخفاء شخصيتها الحقيقية أمام الناس وعدم الرغبة في التواصل. بحيث تكون الخواتم سبباً لتحويل الأنظار عن شخصيتها المرتبكة وفقدانها للإحساس بالأمان.
تاريخياً، لبس الخاتم في مصر القديمة حيث صنع من البردى والقصب وبالخشب وبعض المعادن والجلد والعظم والعاج، أما الرومان فاعتمدوا الحديد كمادة أساسية لصناعة الأكسسوارات ومنها الخاتم خصوصاً دلالة على القوة والاستمرارية في ما يختص بالزواج.

المزيد من تحقيقات ومطولات