Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محكمة هونغ كونغ تلغي قرار حظر أقنعة المحتجين

مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين داخل حرم جامعي وصحافي يطالب بفتح النار على المتظاهرين

ألغت المحكمة العليا في هونغ كونغ حظراً طارئاً على أقنعة الوجه كانت قد تذرعت به الشرطة لتوقيف واحتجاز المتظاهرين الذين يحاولون إخفاء هوّيتهم. والحظر على ارتداء الأقنعة الذي سارعت إلى اتّخاذه حكومة كاري لام يمنحها صلاحيات من عهد الاستعمار لم تُستخدم منذ عقود، واعتبره حكم المحكمة الذي صدر يوم الإثنين، قراراً في غير محله.

وقال القضاة إن قانون منع القناع غير دستوري، لأنه ينتهك الحقوق الأساسية للمواطنين أكثر مما يقتضيه بلوغ أهدافه. ويمثّل قرار المحكمة انتصاراً للمتظاهرين الذين تحدّوا الحظر إلى حدّ كبير منذ فرضه في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يناضل مئات الطلاب من أجل السيطرة على حرم "جامعة هونغ كونغ للعلوم التطبيقية".

وعزّز المتظاهرون، خلال الأيام الأخيرة، مواقعهم في الجامعة واشتبكوا مع عناصر شرطة مكافحة الشغب. وفيما لجأت قوات الأمن إلى استعمال خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاط، دافع المحتجّون عن الحرم الجامعي باستخدام قنابل البنزين (المولوتوف) والحجارة والأقواس والسهام. وأصيب يوم الأحد، ضابط ارتباط إعلامي في الشرطة في ساقه بسهم أطلقه المحتجّون.

وقد بدأت الشرطة بالدخول إلى الحرم الجامعي بأعداد كبيرة ليل الأحد. وتشير تقارير واردة من الموقع يوم الاثنين، إلى أن عدداً من المتظاهرين أرادوا المغادرة، لكنهم مُنعوا من ذلك.

ووصفت السلطات التطورات الحاصلة بأنها أعمال شغب، ما يعني أن الأشخاص الذين يُقبض عليهم قد يواجهون عقوبة بالسّجن لمدة طويلة. ويبدو أن الشرطة التي قالت في السابق إن في إمكان المحتجّين المغادرة  في حال أزالوا الأغطية عن وجوههم، تحاول فضّ التظاهرة والقبض على أكبر عدد ممكن من المشتبه فيهم.

وناشد مراقبون دوليون شرطة هونغ كونغ التعامل مع الوضع بضبط النفس، بعد تهديد السلطات باستخدام الذخيرة الحيّة إذا واصل المتظاهرون تجهيز أنفسهم بأسلحة قاتلة.

وطالب محرّر في صحيفة "غلوبال تايمز" وهي النسخة الناطقة باللغة الإنجليزية لصحيفة "الشعب" الصينية اليومية التي تديرها الدولة، الشرطة بفتح النار على الحرم الجامعي ببنادق قنص. وكتب هو شيجين على حسابه في "ويبو" Weibo ما يأتي: "إذا قُتل مثيرو الشغب، فينبغي ألا تتحمّل الشرطة المسؤولية القانونية".

وقالت الجامعة في بيان لها إن الاشتباكات تسببت في "تخريب الحرم الجامعي على نطاق واسع". وحاول رئيسها البروفيسور جين غوانغ تينغ، إقناع المتظاهرين بالتراجع سلمياً عندما أكد في بيان صُوّر بالفيديو، أنه رتب صفقة مع الشرطة تقضي بأن "يرافقهم هو شخصياً" إلى مركزها و"يضمن أن تكون معالجة قضيتهم عادلة".

وأبلغ تيد هوي، وهو نائب معارض الصحافيين من داخل الحرم الجامعي، أن هناك نحو ألف محتجّ ما زالوا في الداخل وأن الوضع "مزعج"، مع انخفاض الإمدادات الغذائية والحاجة الماسّة للرعاية الطبّية. وقال إن الجسر الذي مُد لتيسير خروج المتظاهرين الذين أرادوا المغادرة، قد "أغلقته" الشرطة.

وفي نواحٍ أخرى من المدينة، عمل متظاهرون على إغلاق طريق رئيسية قريبة، في محاولة واضحة منهم لتشتيت انتباه الشرطة ومساعدة المحاصرين في الجامعة. وعمّمت الشرطة إعلان "مطلوب" يحمل تفاصيل امرأة مصابة، قالت إن المتظاهرين قاموا باعتراض سيارة إسعاف، وحرّروها بالقوة من يد الشرطة.

وتشهد مقاطعة هونغ كونغ موجة اضطرابات واسعة، بسبب الاحتجاجات التي تصاعدت في يونيو (حزيران) الفائت، بعدما حاولت الحكومة إقرار مشروع قانون لم يحظَ بشعبية، يسهّل تسليم المشتبه فيهم جنائياً إلى الصين. وعلى الرغم من أن هذا المشروع أعيد سحبه منذ ذلك الحين، إلا أن حركة الاحتجاج وسّعت مطالبها لتشمل مزيداً من الحريات الديموقراطية، وعفواً عن المحتجّين المعتقلين.

© The Independent

المزيد من دوليات