Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إمبراطور اليابان يؤدي شعيرة سريةً كُلفتها 25 مليون دولار 

ينفي المسؤولون الطابع الجنسي للطَقس الإحتفالي والحديث عن معاشرته "إلهة"

 أدى الإمبراطور الياباني ناروهيتو طقساً قديماً في غاية السرّية بلغت كلفته الإجمالية الملايين الدولارات حيث يشارك في مأدبة قبل أن يقضي الليلة مع "إلهة الشمس" الغامضة.

ويبدو أنّ غاية هذا الطقس الذي يجري مرة واحدة خلال فترة الحكم والذي يطلق عليه باليابانية اسم "دايجوساي" (احتفال الشكر الكبير)، تقديم الشكر لقاء مواسم الحصاد الجيدة والدعاء من أجل سلامة الأمّة وأمنها واستضافة آلهة العائلة.

وهذه هي على الأقل رواية الخبراء والمسؤولون.

ويُعتبر هذا الحدث السري الخاص الذي تصل تكلفته إلى 2.8 مليار ين (25 مليون دولار أميركي) ويموّله دافعو الضرائب، أهمّ طقس يؤديه الإمبراطور لدى استلامه الحكم.

غير أنّه أثار الانتقادات ليس فقط بسبب سريّته وتكلفته بل بسبب الافتراض القائل بأنّ الإمبراطور يستخدم سريراً احتفالياً يوضع داخل المبنى الذي شُيّد لهذا الهدف، من أجل ممارسة الجنس مع الآلهة.

أمّا هوية الآلهة فغير واضحة وعملية اختيارها غير مفهومة كذلك.  

ووفقاً لتقرير نشرته وكالة الأسوشيتد برس، يعتقد بعض الخبراء أنّ الإمبراطور يستخدم السرير كي ينام مع إلهة الشمس ويكتسب صفة الألوهية. فيما يعتبر آخرون أنه وُضع كي ترتاح الآلهة عليه وأنّ الإمبراطور لا يمسّه البتة.

وقال خبير الشؤون اليابانية جون برين لشبكة سي إن إن الإخبارية إن الدولة تبنّت خلال عشرينيات القرن الماضي الاعتقاد القائل بأنّ الإمبراطور يمارس الجنس مع إلهة الشمس.

ويُزعم أنه أضاف أنّ القاعتين الرئيسيتين المستخدمتين في الاحتفال مزوّدتان بسريرين وضعت فوقهما ملاءتان من الحرير- وتقول الرواية إن الإمبراطور يستلقي على السرير ويغطي نفسه بالملاءة ثم ينتظر أن تهبط إلهة الشمس من السماوات وتدخل جسده.

لكن في العام 1990، حين اعتلى الإمبراطور السابق أكيهيتو، والد الإمبراطور الحالي العرش وأدّى الطقس، نفى القصر هذه النظرية موضحاً أن الإمبراطور لا يستلقي على أيٍ من السريرين.

ويبدو في المقابل أنّ السريرين يوضعان من أجل "الترحيب بإلهة الشمس المتعبة لدى هبوطها من السموات".

"والسرير المزعوم حسب فهمنا له هو عبارة عن مقعد مقدّس ترتاح عليه الآلهة، وهي من أسلاف الإمبراطور"، وفقاً لتصريح أدلى به رئيس الوزراء آنذاك توشيكي كايفو قبل مراسم دايجوساي في العام 1990.

ونفى المسؤولون استخدام الإمبراطور للسرير من أجل اكتساب الألوهية.

وظهر ناروهيتو على شاشات التلفزيون الياباني برفقة مساعديه وهو يسير ببطء في رواق قبل أن يختفي وراء ستارة بيضاء وُضعت أمام مدخل القاعة الرئيسية المسمّاة يوكيدن.

ويُعتقد أنّه يؤدي بعدها صلاة سرية يرفع فيها الدعاء من أجل السلام والمحاصيل المثمرة باتّجاه "إيسه" أكثر المعابد اليابانية قدسية، وهو الضريح المزعوم لإلهة الشمس، قبل أن يشارك في مراسم رمزية تقدّم خلالها القرابين. وبعد فترة راحة قصيرة، يعيد تأدية المراسم نفسها في قاعة رئيسية ثانية.

ويضمّ المكان، وهو مجمّع معابد تطلق عليه تسمية "دايجوكيو"، نحو 30 مبنى بأحجام مختلفة ومن ضمنها قاعتين رئيسيتين، وقد شيّد بهدف تأدية الطقس وسيجري بالتالي هدمه بعد المراسم.

وصلت تكلفة المباني وحدها إلى ملياري ين (18 مليون دولار أميركي)  فيما تصل الكلفة الإجمالية للطقس إلى 2.7 مليار ين (25 مليون دولار أميركي).   

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتموّل الدولة هذا الطقس بالكامل. وتقلّص حجم الطقس حين حكم اليابان أمراء الحرب ولم تمتلك العائلة الملكية الكثير من المال أو النفوذ ثم توقّف لمدّة 200 عام قبل أن يعاد العمل به أثناء حكم توكوغاوا الذي امتدّ من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

لكن ما زال تمويل الحكومة الحالية للطقس يثير الخلاف.

ورفعت مجموعة  من 200 شخص دعوى على الحكومة في العام الماضي أشارت فيها إلى أنّ الطقس يخالف فصل الدين عن الدولة في الدستور. فحكومة حقبة الحرب حوّلت ديانة الشينتو إلى عقيدة فاشية من أجل تعزيز تسلّطها الاستعماري.

وتشير حكومة شنزو آبي إلى أنه على الرغم من أنّ الطقس يحمل طابعاً دينياً كبيراً ولا يمكن بالتالي اعتباره مهمة رسمية للإمبراطور، فهو  طقس خلافة "بالغ الأهمية" بالنسبة للملكية الوراثية في البلاد كما أنّه مكتوب في الدستور ويصبّ لذلك في المصلحة العامة ويستحق التمويل الحكومي. وتوضع نفقات هذا الطقس تحت خانة "نفقات القصر" التي تغطي عادة نفقات الصيانة وتكلفة الاحتفالات الرسمية في القصر على إثر سابقة وضعتها الحكومة حين جرت المراسم في المرة السابقة.

(الاندبندنت والأسوشيتد برس)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات