كلّف الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، الخبير في المجال الزراعي الحبيب الجملي تشكيل حكومة جديدة ضمن مهلة لا تتجاوز شهرين، بعدما أعلن حزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية ترشيحه لتولي المنصب.
وكان حزب النهضة التونسي أعلن، الجمعة، ترشيح الحبيب الجملي لرئاسة الحكومة المقبلة، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية "سلّم رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الجمعة الحبيب الجملي المرشح لمنصب رئيس الحكومة رسالة تكليف لتشكيل الحكومة الجديدة".
سيرة الجملي الذاتية
والحبيب الجملي (60 عاماً) كاتب دولة سابق لدى وزير الفلاحة (2011-2014) ويقدم نفسه على أن ليست له انتماءات سياسية. وشغل الجملي وهو مهندس زراعي، مهامه في إطار حكومتي "النهضة"، اللتين ترأسهما كل من حمادي الجبالي وعلي لعريّض.
ولد الحبيب الجملي في ولاية القيروان في 28 مارس (آذار) 1959، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال. حصل على ديبلوم تقني سام في الزراعات الكبرى وعلى دبلوم مهندس أشغال دولة في الفلاحة ودبلوم مرحلة ثالثة في الاقتصاد الفلاحي والتصرّف في المؤسسات الفلاحية.
عمل في القطاع العام لمدة 14 سنة، شغل خلالها عدة مهام إدارية وفنية وبحثية قبل أن يلتحق بالقطاع الخاص. ومنذ عام 2014، يدير مكتب استشارة متخصص في إسداء خدمات في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية.
تشكيل في غضون 60 يوماً
وفي ضوء تكليفه، أمام الجملي مهلة لا تتجاوز 60 يوماً حسب الدستور التونسي ليقدّم تشكيلة حكومته للبرلمان، على أن تنال ثقة غالبية 109 أصوات. ويستشير مرشّح حزب النهضة، الذي حلّ أولاً في الانتخابات النيابية، رئيس البلاد فقط في منصبي الدفاع والخارجية عند تشكيل الحكومة.
وفي حال فشل في نيل ثقة البرلمان، يتولى الرئيس التونسي تكليف شخصية مستقلة تشكيل الحكومة.
وفي وقت سابق الخميس، حسم "مجلس الشورى"، أعلى سلطة داخل حزب النهضة، مسألة اختيار مرشّح لترؤس الحكومة على أساس "الكفاءة والنزاهة والخبرة في مجال الإدارة".
اتفاق "النهضة" و"قلب تونس"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما انتُخب زعيم ومؤسّس حزب النهضة راشد الغنوشي، الأربعاء، رئيساً للبرلمان بغالبية 123 صوتاً، بعدما حصل على دعم منافسه حزب قلب تونس. وانتخبت سميرة الشواشي عن "قلب تونس" نائبة أولى للغنوشي وطارق الفتيتي عن قائمة مستقلّة نائباً ثانياً.
وكان مؤسس حزب قلب تونس رجل الأعمال نبيل القروي رفض، في تصريحات صحافية سابقة، إمكانية التحالف مع "النهضة"، واتهمه بالوقوف وراء سجنه بتهمة غسل أموال وتهرّب ضريبي خلال حملة الانتخابات الرئاسية.
وحلّ حزب النهضة أوّلاً في البرلمان مع 52 مقعداً، أي أقل من ربع مجموع النواب الـ 217، ما دفعه للدخول في مشاورات مع باقي الأحزاب لكي يتمكّن من تشكيل حكومة بإمكانها نيل ثقة 109 نواب في البرلمان. فالانتخابات التشريعية أنتجت برلماناً مشتّتاً ومُقسّماً، من دون حصول أي حزب على أكثر من 25 في المئة من المقاعد.
"ترويكا جديدة"
ويبعث التوافق الذي عُقد بين "النهضة" و"قلب تونس" في اللحظات الأخيرة بمؤشرات قوية للتوصّل إلى اتفاق بخصوص تشكيل الحكومة، ويعيد للأذهان سياسة التوافق التي انتهجها حزبا نداء تونس والنهضة منذ عام 2014 والتي أثارت جدلاً كبيراً إذ لم تقدّم حلولاً لما يطمح إليه التونسيون في الجانب الاقتصادي.
وحتى اليوم، لم تصدر مواقف رسمية من الأحزاب الأخرى في ما يتعلّق بمشاركتها في الحكومة المقبلة. واعتبرت صحيفة "لوكوتيديان" الناطقة بالفرنسية أن البلاد "متجهة نحو ترويكا جديدة تضمّ كلا من النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة".
وأمام الحكومة العتيدة ملفات عاجلة للنظر فيها في ضوء وضع اقتصادي واجتماعي لم يتحسّن منذ ثورة 2011، خصوصاً على مستوى البطالة والتضخم وتزايد المديونية. وعلى البرلمان التونسي أن ينظر في الفترة المقبلة في قانون المالية والموازنة العامة على أن يصادق عليه نهاية العام الحالي قبل أن تشرع الحكومة في تطبيقه.