تتحدث قوى سياسية في بغداد عن نجاح رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في اجتياز أزمة التظاهرات التي تشهدها البلاد، من دون إقالة، على الرغم من إصرار المتظاهرين على الإطاحة به.
أما المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، فاعتبر أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ستشكل انعطافة كبيرة، بعد أكثر من شهر ونصف على انطلاق تظاهرات مطالبة بـ"إسقاط" النظام في بغداد ومدن جنوبية عدة.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة، 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء، والتي تعد الأعلى نبرة منذ بدء الاحتجاجات "إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك".
تطمينات ودعم
وكشف مسؤول بارز في مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ "اندبندنت عربية" أن "عبد المهدي تلقى تطمينات من زعماء وقادة القوى السياسية الرئيسية في البلاد، خلال الأيام القليلة الماضية"، موضحاً أن "الجميع اتفق على دعم حكومة عبد المهدي لإجراء الإصلاح المنشود". لا يلتقي هذا الإجماع مع طلبات المحتجين في أي جانب، على الرغم من أن مختلف القوى السياسية أعلنت أنها تدعم التظاهرات، وتشدد على ضرورة تحقيق مطالبها.
الرد بمليونية
رداً على ذلك، دعا محتجو ساحة التحرير في بغداد، سكان العاصمة والمحافظات، إلى الخروج في تظاهرة مليونية يوم الجمعة 15 أكتوبر(تشرين الثاني) 2019، ومواصلة الاحتجاجات الشعبية حتى إسقاط حكومة القناصين، نصرةً لضحايا القمع، وكرامةً لذويهم.
وخاطب المحتجون الشعب العراقي بالقول، إن "التظاهرات التي ساندتموها، والمطالب التي رفعتموها، قد وصل صوتها إلى العالم بأسره، وشغل مراكز القرار الدولية والإقليمية، ونعاهدكم بأنها لن تنتهي بوعود غير مضمونة، وإجراءات إصلاحية شكلية، لا ترتقي إلى الدماء التي قدمها الشهداء قرباناً لهذا الوطن، لذا، ندعوكم باسم العراق، ووفاءً لدماء الشباب، إلى تظاهرات مليونية يوم الجمعة المقبل 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، رفضاً للحلول التي تَطرحها الحكومة، وتأكيداً على المطالب التي قدم المتظاهرون في سبيلها كل هذه التضحيات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اختبار حاسم
ويقول مراقبون إن تظاهرة يوم الجمعة، ربما تكون حاسمة في تحديد مصير الموجة الحالية من حركة الاحتجاج العراقية، وقدرة الشارع على إدامتها، بعدما مضى عليها 44 يوماً.
افتتاحية "تكتك"
يتبلور اتجاه واضح في ساحة التحرير، إزاء حكومة عبد المهدي وسياساتها، التي باتت تشبه بسياسات رئيس النظام السابق صدام حسين، لجهة القمع والملاحقة.
كان الصحاف يقول إن القوات العراقية في طريقها للقضاء على القوات الأميركية، ولكن الحقيقة أن الجيش الأميركي لم يكن يبعد عن الموقع الذي يتحدث منه في بغداد، سوى عشرات الأمتار.
اتهمت افتتاحية "تكتك"، الجنرال خلف بالكذب بشأن عدد الضحايا والمخربين الذين اندسوا في التظاهرات، وغيرها من الاتهامات الحكومية لحركة الاحتجاج، مشيرةً إلى أن المتحدث باسم القائد العام يقول أشياء "لا يصدقها حتى هو وأفراد عائلته".