على ضفاف نيل جنوب مصر ستكون الحكاية، بالأحرى سوف يُعاد نسج القصة نفسها من جديد، ولكن بزوايا وطرق أكثر سحرا. جرائم أغاثا كريستي، التي لا تسقط بالتقادم ولا تفقد سحرها مهما مرت السنوات، مزيد من الغموض والإثارة تضاف إلى قصتها الشهيرة "Death on the Nile" أو "جريمة قتل على النيل"، التي سيعاد تقديمها سينمائيا في عمل عالمي على نيل جنوب مصر مرة جديدة، بعد مرور نحو 42 عاما على عرض الفيلم الأول المأخوذ عن الرواية، حيث يستعد طاقم العمل للحضور إلى مصر قريبا لتصوير عدد من مشاهد الفيلم الرئيسة بنسخته التي ستقدم في ظل تطور تقني هائل في معدات التصوير والمونتاج، حيث عرضت نسخة الفيلم الأولى في نهاية سبعينيات القرن الماضي.
دراما قديمة جديدة
الفيلم العالمي الذي تدور أحداثه حول دراما غامضة وجريمة قتل متشابكة الخيوط، من المقرر عرضه في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، ويشارك في بطولته كل من كينيث براناه، الذي يتولى إخراج العمل كذلك ويشارك في إنتاجه، وجودي كومر وأرمي هامر، ويكتب له السيناريو مايكل غرين، هو نسخة جديدة من فيلم قديم يحمل الاسم نفسه، تم تصوير جانب كبير منه بمصر وعرض في عام 1978، ويحكي الفيلم في تفاصيله عن جريمة قتل وقعت في ثلاثينيات القرن الماضي لفتاة ثرية، ويتولى "هيركيولل بوارو" التحقيق فيها لمحاولة فك طلاسمها.
وفيما يتعلق بالنسخة الجديدة، فجزء من الأحداث يتم تصويره في المملكة المتحدة، فيما من المقرر أن يتم تصوير المشاهد الأساسية التي استوحيت منها القصة وخطها الرئيس في محافظات الأقصر وأسوان والقاهرة، حيث سيتم التركيز على بعض الأماكن الأثرية الفرعونية في كل منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرقابة: أجزنا السيناريو وتسهيلات كبيرة في التصوير
وأكد الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، أن الرقابة وافقت بالفعل على النصّ، استعدادا لتصوير المشاهد في مصر، وأضاف "اطّلعنا على جزء من السيناريو الذي يتضمن المشاهد التي ستصور في مصر ووافقنا عليها بالفعل"، مشيرا إلى أن آلية عمل الرقابة في الماضي كانت تتطلب الاطلاع على سيناريو أي عمل فني أجنبي كاملا قبل الموافقة على تصوير أي جزء منه في مصر، ولكن الآن وتيسيراً على شركات الإنتاج، استُحدث قرار جديد من شأنه تسريع إنجاز المهمة، وهو الاكتفاء بالاطلاع على المشاهد التي ستصور فقط داخل الدولة.
وأوضح عبد الجليل أن المركز القومي للسينما استحدث أيضا وسائل أخرى كثيرة لتسهيل ترخيص المعدات وآلات التصوير، من شأنها أن تجعل العمل أكثر يسرا بالنسبة إلى أي إنتاج فني يصور على أرض مصر، لافتا إلى أن الجهات الأمنية المعنية أيضا تقوم بدورها كاملا في هذا الشأن من أجل تسهيل كافة الإجراءات، خصوصا وأن أغلب التصوير سوف يكون في أماكن خارجية.
وأضاف رئيس الجهاز الرقابي أن الرقابة هي الجهة المنوطة بالموافقة على تصاريح التصوير، وأيضا تصاريح العرض لأي عمل فني، سواء مصري أو عربي أو أجنبي، موضحا أن الفيلم بالفعل حصل على إجازة التصوير، وفي حال كانت هناك خطة لعرضه في مصر فسوف يعرض كاملا بعد التصوير وفي نسخته النهائية على هيئة الرقابة مجددا ليحصل على إجازة أخرى ليعرض في صالات السينما على الجمهور.
شركة الإنتاج تتكتم على سير خطة التصوير
المنتج وعضو غرفة صناعة السينما، جابي خوري، من جهته رفض الإدلاء بتصريحات مفصلة عن مدة مكوث طاقم الفيلم في مصر وموعد وصولهم بالتحديد، وأيضا مواقع التصوير الدقيقة، لافتا إلى أنه من غير المسموح الكشف عن أي من تلك المعلومات في الوقت الحالي، وأكد أن جهة إنتاج الفيلم هي التي سوف تحدد موعد الإعلان عن جميع تلك التفاصيل، ووقتها سوف يكون من المسموح الإدلاء بتصريحات أكثر حول سير تصوير العمل في مصر.
ولكن بحسب المعلومات المتداولة في أكثر من تقرير نشر في مواقع عالمية، فإن تصوير الفيلم يجري حاليا على قدم وساق في عدة أماكن بإنجلترا، ومن المقرر أن ينتهي التصوير هناك مطلع العام المقبل، وبالتالي من المتوقع أن يكون موعد تصوير مشاهده المتبقية في مصر في حدود نهاية شهر يناير (كانون الثاني) ومطلع فبراير (شباط) 2020.
ومن المعروف أن النسخة الأولى من الفيلم حصلت على جائزة "أوسكار" أفضل تصميم أزياء، وأخرجها جون جويلرمن.