Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأوروبيون يوافقون على إرجاء "بريكست"... ولندن تترقب تجاذبات الانتخابات المبكرة

مسودة القرار الأوروبي تركت مكان التاريخ الجديد لخروج بريطانيا فارغا حتى الآن

دعا بوريس جونسون إلى انتخابات في 12 ديسمبر لإنهاء ما وصفه بـ"كابوس" أزمة البريكست (رويترز)

بين مدّ وجزر، أبت أزمة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، المعروفة بـ"بريكست"، الانتهاء في موعدها المقرر نهاية الشهر الحالي، بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عزمه إجراء انتخابات في البلاد. في المقابل، قرر سفراء الاتحاد الأوروبي الـ27، من حيث المبدأ، تمديد "بريكست" دون تحديد موعد جديد، لتبقى عملية الطلاق بين الجانبين دون شكل نهائي بعد.

تمديد المهلة

واليوم الجمعة، وغداة إقرار جونسون بأنه لن يتمكن من الوفاء بالموعد النهائي للخروج في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، داعيا إلى انتخابات في 12 ديسمبر (كانون الأول) لإنهاء ما وصفه بـ"كابوس" أزمة بريكست، قالت مينا أندريفا، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، إن سفراء الاتحاد الأوروبي وافقوا من حيث المبدأ على إرجاء موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنهم لم يحددوا موعدا جديدا.

كما وصف كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست، ميشال بارنييه، المباحثات التي جرت الجمعة بـ"الممتازة". وقالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية "العمل سيستمر في الأيام المقبلة".

وقال مسؤول في الاتحاد إن هناك اتفاقا كاملا على ضرورة التمديد، وذلك بعد اجتماع مندوبي الدول السبعة والعشرين التي ستبقى في التكتل بعد خروج بريطانيا، لمناقشة طلب لندن تمديد الموعد النهائي لانفصالها بعد نهاية الشهر الحالي. وأضاف "العمل سيستمر خلال مطلع الأسبوع. من المتوقع أن يجتمع سفراء 27 بلدا يومي الاثنين والثلاثاء لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق". فيما ينتظر أن يجري البرلمان البريطاني تصويتا الاثنين حول إجراء انتخابات مبكرة اقترحها رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي شارك في الاجتماع في بروكسل اليوم الجمعة "سنواصل النقاش".

وداخل الاتحاد الأوروبي، تدعو بعض الدول، مثل أيرلندا، إلى إرجاء لثلاثة أشهر حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2020، وهي مهلة اضطر رئيس الوزراء البريطاني إلى طلبها. لكن آخرين، مثل فرنسا، يطالبون بوضوح أكثر حول نوايا البريطانيين قبل إصدار قرار.

وأعلن سفير أوروبي أن الثلاثاء "يشكل مهلة نهائية غير رسمية" قبل يومين من موعد بريكست المقرر في 31 أكتوبر.

ووفقا لمسودة قرار اتخذه دول الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، واطّلعت عليها "رويترز، فإن مشروع النصّ، الذي يطرح للنقاش في بروكسل اليوم، ترك مكان التاريخ الجديد لخروج بريطانيا فارغا حتى الآن، فقد أشار إلى أن الخروج قد يحدث إذا تم التصديق على الاتفاق قبل أي تاريخ يتفق عليه. وجاء في النصّ "وبالتالي، يجب أن يتم الانسحاب في اليوم الأول من الشهر الذي يلي الانتهاء من إجراءات التصديق، أو في يوم (...)، أيهما أقرب".

وأوضح المسؤول في الاتحاد الأوروبي أنه "في الأساس ما بين 3 أشهر أو خروج من مستويين".

وبموجب الفكرة الأولى، ستغادر بريطانيا في 31 يناير 2020، بعد ثلاثة أشهر من التاريخ المحدد حاليا في 31 أكتوبر. أما الفكرة الثانية فتشمل تاريخا محددا آخر يمكن أن تغادر فيه بريطانيا.

وكان من المقرر أن يحدث الخروج في البداية يوم 29 مارس (آذار) الماضي، لكن رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، اضطرت إلى تأجيله مرتين بعد أن رفض البرلمان الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد بشأن الخروج.

عدم وفاء بالموعد

وقبل أسبوع واحد فقط من موعد انفصال بريطانيا عن التكتل، أقرّ جونسون بأنه لن يتمكن من الوفاء بالموعد النهائي للخروج في 31 أكتوبر، ودعا إلى انتخابات في 12 ديسمبر لإنهاء ما وصفه بـ"كابوس" أزمة البريكست. وهو الأمر الذي لا يزال يحتاج إلى موافقة المعارضة العمالية.

وقال جونسون لـ"بي بي سي" إذا كان النواب "يريدون المزيد من الوقت لدراسة" القانون المتعلق باتفاق بريكست المبرم مع بروكسل "فيمكنهم الحصول على ذلك لكن سيكون عليهم الموافقة على انتخابات عامة في 12 ديسمبر".

وبعد وقت قصير من دعوة بوريس جونسون لتنظيم انتخابات، وافق البرلمان بأغلبية 310 أصوات (و294 ضد) على أجندته السياسية العامة التي تم تحديدها في خطاب الملكة إليزابيث الثانية في 14 أكتوبر. وأعلن وزير العلاقات مع البرلمان، جاكوب ريس موغ، أمام النواب أنهم سيتمكنون من التصويت على قرار تنظيم انتخابات مبكرة يوم الاثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن زعيم المحافظين خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان على مدار عدة أسابيع بعد طرد نحو 20 نائبا محافظاً صوتوا ضده وفقد دعم الحزب الوحدوي الديموقراطي الأيرلندي الشمالي الصغير المعارض لاتفاق بريكست.

كما أعاد بوريس جونسون على حسابه على "تويتر" توجيه رسالة إلى زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين، مناشداً فيها الحزب الموافقة على تنظيم الانتخابات لكسر الجمود، ومذكّرا كوربين بأنه أكد مراراً أنه سيؤيد إجراء انتخابات تشريعية مبكرة بمجرد موافقة الاتحاد الأوروبي على التأجيل.

وكتب جونسون "من واجبنا وضع حد لهذا الكابوس وتزويد البلاد بحل في أسرع وقت ممكن". وأضاف في الرسالة "هذا البرلمان رفض اتخاذ القرارات ولا يمكنه رفض السماح للناخبين باستبداله ببرلمان يمكنه اتخاذ القرارات".

وقالت النائبة العمالية، فاليري فاز، في البرلمان إن حزب العمل "سيدعم الانتخابات بمجرد إزالة إمكانية تنفيذ بريكست دون موافقة الاتحاد الأوروبي، وإذا كان التأجيل يسمح بذلك".

ووافق أعضاء البرلمان الثلاثاء من حيث المبدأ على الاتفاق الذي توصل إليه بوريس جونسون، لكنهم عارضوا اقتراحه بمناقشته وفق جدول زمني سريع. ثم أعلن الأخير أنه سيوقف النظر في الاتفاق من طرف البرلمان حتى يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن تأجيل تاريخ الانفصال، وهو تأجيل يعارضه شخصياً.

وتفيد آخر استطلاعات الرأي بأن المحافظين سيتقدمون بعشر نقاط على حزب العمل (35% مقابل 25%) في حال إجراء انتخابات مبكرة.

هل الانتخابات هي الحل؟

ومع تعقّد المشهد بشأن ملف بريكست في بريطانيا، رجح مراقبون أن يكون سيناريو الانتخابات هو الطريق الوحيد لإنهاء حالة الجمود في ملف الخروج البريطاني.

وبحسب صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، فإن "الانتخابات هي الطريق الوحيد"، إذ إن الجملة الرئيسة في الخطاب الذي وجهه جونسون لزعيم حزب العمال جيريمي كوربين كانت "من واجبنا وضع حد لهذا الكابوس"، وهو الشعور الذي ينتاب الكثيرين الآن تجاه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وذكرت الصحيفة أن اتفاق الانسحاب الذي توصل إليه جونسون مع الاتحاد الأوروبي قد لا يكون مثاليا، لكنه أفضل من ذلك الذي توصلت إليه تيريزا ماي، كما أن معظم نواب البرلمان يدعمونه.

وترجع الصحيفة السبب في أزمة اتفاق جونسون إلى أن مجلس العموم ليس به عدد كافٍ من النواب الداعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي يجعل إجراء انتخابات مبكرة حاجة ملحة لإنهاء الأزمة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات