Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من 60 طفل بريطاني عالقون وسط الحرب في سوريا

تناشد منظمة إنقاذ الطفل الحكومة البريطانية إعادة عشرات القاصرين من سوريا فوراً محذّرة من فقدان عددٍ منهم بالفعل أثناء المعارك

هروب المدنيين من مناطق شمال سوريا تلاه هروب مساجين داعش بعد انسحاب القوات التركية (أ.ب)

كشفت منظمة إنقاذ الطفل أنّ 60 طفلاً بريطانياً على الأقل ممن هربوا من مناطق سيطرة داعش عالقون في شمال سوريا، مضيفةً أنّ هذا الرقم يساوي ضعف التقديرات السابقة.

وقالت المنظمة إن الأطفال الذين لم يبلغ الكثيرون منهم الخامسة من العمر بعد، يقاسون "ظروفاً في غاية السوء" في مخيمات بائسة أو نُقلوا مرات عديدة من مكان إلى آخر ضمن ساحة المعركة المعقّدة.

ويدور اقتتال عنيف في شمال شرق سوريا منذ الاجتياح التركي للأراضي السورية من أسبوعين بهدف مهاجمة قوات يقودها الأكراد تسيطر على هذه المنطقة.

وحثّت المجموعة الحقوقية الدولية الحكومة البريطانية على إعادة الأطفال البريطانيين إلى وطنهم مؤكدةً أنهم في خطر فيما أدركت أعمال العنف أحد مخيمات النازحين على الأقل الذي يضمّ أجانب. 

كان مخيم عين عيسى الواقع على بعد  35 كيلومتر (22 ميل) من الحدود التركية يضمّ 12 ألف فرداً بينهم عدد من البريطانيين ولكنه أُخلي بعد تعرّضه للقصف. ولم تُعرف وجهة معظم قاطنيه السابقين.

وتثار المخاوف من فقدان أي اتصال معهم بعد الصفقة التي عقدتها القوات الكردية مع النظام السوري على إثر تخلّي حليفها الأميركي عنها.

وأرسلت دمشق قواتها إلى شمال سوريا ويحتمل أن تستلم إدارة المخيمات التي كانت سابقاً تحت السيطرة الكردية.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب لمجلس العموم الأسبوع الفائت إن المملكة المتحدة مستعدة لإعادة الأطفال القاصرين الذين لا مرافق لهم والأيتام من سوريا ولكنه لم يتطرق لمصير الأطفال الذين ما زالوا مع ذويهم.

إكتشفت قناة البي بي سي في وقت سابق من الشهر الجاري وجود ثلاثة أيتام بريطانيين اسمهم أميرة وهبة وحمزة في مخيم عين عيسى. مذّاك نقلت القوات الكردية الأطفال الثلاثة إلى مدينة الرقّة بعد تعرّض مخيّم عين عيسى للقصف.

إنما برأي صونيا كوش، مديرة العمليات في سوريا لدى منظمة إنقاذ الطفل، يجب إعادة كافة الأطفال البريطانيين إلى البلاد سواء كانوا مع ذويهم أم لا. وحسب التقديرات التي سبقت صدور التقرير يوم الاثنين، يبلغ عدد الأطفال البريطانيين في شمال سوريا 35 طفل أو أكثر قليلاً.

وقالت السيدة كوش للاندبندنت "أثار الأيتام البريطانيون بعض الانتباه لكن معظم الأطفال البريطانيين العالقين في سوريا هم دون الخامسة من العمر، وهم بصحبة أمهاتهم وبحاجة للعودة العاجلة إلى البلاد. يجب أن يُنظر إليهم باعتبارهم أطفالاً وأن تُعطى لهم الأولوية."

"لا يجب تفريق الأطفال عن أمهاتهم وهي فكرة يصعب على الحكومات التعامل معها. لكننا نثق بالعملية القضائية والقانونية في بلادنا."

وشدّدت آليسون غريفيث، مديرة قسم الأزمات والحملات الإنسانية لدى منظمة إنقاذ الطفل من جهتها أنّ الأطفال الأكبر سنّاً الذين عاشوا تحت حكم داعش شهدوا على الأغلب أعمال عنف مقيتة منها قطع الرؤوس مثلاً وهم بالتالي بحاجة للرعاية النفسية والصحية العاجلة.

وأضافت "لم يعرفوا خلال حياتهم القصيرة سوى العنف والخوف ولكن إن حصلوا على الرعاية المناسبة يستطيعون أن يستعيدوا عافيتهم ويذهلونا. ويستحقون هذه الفرصة بغضّ النظر عن الوضع الذي ورّطهم الكبار فيه".

وأضافت "لم يطل الاقتتال بعد المخيّمات التي تضمّ معظم النساء والأطفال الأجانب وما زالت هذه المخيمات تحت سيطرة السلطات الكردية. وهذا هو الوقت المناسب للتحرّك."

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً مثيراً للجدل كي يدفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأتراك إلى الوراء وكي يشكّل منطقة حدودية عازلة بعمق 30 كيلومتراً.

تعتبر أنقرة "قسد" منظمة إرهابية بسبب صلتها بحزب العمال الكردستاني ( بي كي كي) المسلّح المحظّر في تركيا.

في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب القوات الأميركية التي كانت تقاتل داعش إلى جانب القوات الكردية، أبرمت "قسد" صفقة مع نظام الأسد لحماية الحدود.

ويستمر القتال في بعض المناطق على الرغم من وقف إطلاق نار مؤقت رعاه الأميركيون، تنتهي صلاحيته يوم الثلاثاء.

حذّرت منظمة أنقذوا الأطفال من أنّ استلام النظام السوري الإدارة المحتمل سيمنع على الأرجح وصول جمعيات الحقوق الدولية إلى المخيمات بسبب عدم تسجيل المنظمات غير الحكومية لدى النظام السوري.

وسوف تتعقدّ عملية إعادة الأطفال إلى بريطانيا كذلك على الأغلب لأنّه سيكون على الحكومة البريطانية التفاوض مباشرة مع دمشق وليس مع الأكراد.

كما أثيرت المخاوف إزاء اختفاء بعض الأطفال البريطانيين في شمال سوريا مع تغيّر مكان الجبهة.

عندما هرب قاطنو مخيّم عين عيسى، كان بينهم بريطانيتان على الأقل بصحبة أطفالهما هما: توبا غوندال من شرق لندن التي انضمت إلى داعش وعملت على استقدام نساء غيرها، وزارا إقبال وهي أيضاً من شرق لندن.

ويُعتقد أنهما الآن في مخيّم تديره قوات سورية تدعمها تركيا بعد القبض عليهما أثناء فرارهما من القصف.

ولا يُعرف مكان تواجد باقي قاطني المخيّم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول الأطباء الأكراد المسؤولون عن العيادات داخل المخيمات إن الوقت ينفذ بالنسبة لدول مثل المملكة المتّحدة لأنّ التقلّب في المخيمات في تزايد.

وفي حديث مع الاندبندنت، قال موظفو الإغاثة في مخيم الهول الذي يضم نحو 70 ألف شخص منهم 11 ألفاً من الأجانب المرتبطين بداعش، إن عشرات العائلات حاولت الفرار من المخيّم خمس مرات على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية. 

ويُخشى أن تتكرر هذه المحاولات في مخيم روج أيضاً الذي يقطنه 950 شخصاً يحملون جنسيات أجنبية ومن بينهم شاميما بيجوم، إحدى فتيات "ثلاثي بيثنال غرين" اللواتي انضممن إلى صفوف داعش.

وقال منسق الهلال الأحمر الكردي في روج الدكتور أحمد شيخموس "طلبنا منذ البداية من كافة البلدان أن تستقبل مواطنيها المرتبطين بداعش ولكن تجاهلت معظمها دعواتنا غير مرّة للأسف ولم تعرها الانتباه اللازم سوى قلّة. "

وأضاف "لا نعترض على تسليم المواطنين الأجانب إلى حكوماتهم وهذا هو الوقت المناسب لذلك."

في هذه الأثناء، قال فريق منظمة أنقذوا الأطفال إنه تحدّث مع سيدة بريطانية لديها طفلان- أحدهما رضيع والثاني دون الخامسة من العمر- في أحد المخيمات فأخبرته أن المخيم يضم 15 مواطناً بريطانياً.

وشرحت الأم أنها نجحت وعائلتها بتنفيذ هروب صعب ومؤلم من "جحيم" باغوز وانتهى بها المطاف إلى النوم في الصحراء أثناء فرارها مع أطفالها وشقيقتها. وشارف طفلها الأصغر سناً على الموت بسبب التهاب القصيبات لدى بلوغهم المخيّم في وقت سابق من العام. 

وكتب الفريق "قبلت الخضوع للتحقيق في المملكة المتحدة وقالت إنها تعتقد أن لا أحد سيستمع إلى قضيتها في سوريا".

"أفصحت لنا عن خشيتها من تواجدها داخل المخيم ومن المصير الذي ينتظر أطفالها."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات