Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون في سباق لإقناع النواب بالتصويت لصالح اتفاق بريكست

ضعف وتفكك المعارضة يجعل الاستفتاء الثاني غير محتمل

تعدُّ الساعات المتبقيَّة من يوم الجمعة وحتى موعد تصويت مجلس العموم (البرلمان) البريطاني على اتفاق بريكست، الذي توصّل إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون مع قادة الاتحاد الأوروبي الخميس حاسمة على عدة أصعدة.

ويقوم جونسون وفريقه بجهود مستمرة لضمان ما يكفي من الأصوات لتمرير الاتفاق في البرلمان حتى يمكن تنفيذ بريكست في موعده في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) دون الحاجة إلى تأجيل أو مخاوف من بريكست دون اتفاق يعتقد أنه سيضر ببريطانيا وأوروبا على السواء.

320 صوتاً لتمرير الاتفاق
ومع فقدان حزب المحافظين الأغلبيَّة في البرلمان، إثر طرد أو انسحاب عدد من النواب منه قبل أسابيع، وتصويتهم لصالح "قانون بن"، الذي يلزم الحكومة بالبريكست باتفاق أو تأجيل موعد الخروج، تحتاج الحكومة إلى تأييد حليفها حزب الديموقراطيين الوحدويين (أيرلندا الشماليَّة) وبعض نواب المعارضة.

لدى حكومة جونسون بشكل مضمون 287 من نواب حزب المحافظين سيصوتون للاتفاق، لكن الحكومة بحاجة إلى 320 صوتاً لتمرير الاتفاق، ويعمل فريق بوريس جونسون الآن على إقناع نواب المحافظين الذين تركوا الحزب (ولم ينضموا إلى أحزاب أخرى)، وعددهم 21 نائباً بالتصويت للاتفاق.

هذا إضافة إلى مشاورات مكثفة تتضمن إغراءات انتخابيَّة، وتهديداً بعقوبات انتخابيَّة أيضاً لنواب حزب المحافظين من المتشككين في البريكست.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن المعضلة الحقيقيَّة هي رفض نواب حزب الديموقراطيين الوحدويين، وعددهم 10 نواب، للاتفاق الجديد للبريكست، وبالتالي تصويتهم ضده. وبديل ذلك أن يصوت عدد من نواب حزب العمال المعارض لصالح الاتفاق على عكس موقف قيادة حزبهم.

ويوجد عددٌ من نواب العمال يمثلون دوائر انتخابيَّة صوّتت للخروج في استفتاء 2016، وربما يجد هؤلاء أن تلك هي الفرصة الأخيرة للتصويت لصالح اختيار قواعدهم الانتخابيَّة، وخشيَّة أن لا يتهموا بأنهم عرقلوا البريكست رغم تعديل الاتفاق.

ويقدر كثيرٌ من المحللين المتابعين بدقة للبرلمان والخبراء بنوابه وطريقة عمله أن نحو 9 من نواب العمال يمكن أن يصوتوا لصالح الاتفاق، وبالتالي يدعمون حكومة بوريس جونسون عكس قرار زعيم حزبهم جريمي كوربين برفض الاتفاق.

كذلك يتوقع أن يصوت نحو 17 من نواب المحافظين الذين اختلفوا مع الحزب سابقاً لصالح الاتفاق، وبالتالي يصبح لدى حكومة جونسون نحو 313 نائباً. طبعاً ذلك في حال صوتت الكتلة النيابيَّة الحاليَّة من حزب المحافظين لصالح الاتفاق.

رهان جونسون
يظل جونسون بحاجة إلى سبعة أصوات، والرهان على أن يحصل عليها من نواب المعارضة، أو يختار عدد من هؤلاء النواب التغيب عن التصويت، وبالتالي يقل النصاب الذي يحتاجه الاتفاق للمرور عن 320 نائباً.

يدعم محاولات بوريس جونسون لحشد الأصوات البرلمانيَّة للاتفاق جهد إعلامي بدأ بالفعل يلوم المعارضة على تعطيلها كل محاولات الخروج دون مبرر. ولا شك أن كثيراً من نواب المعارضة يحسبون حساباً لتلك الحملة الإعلاميَّة وتأثيرها في الناخبين بدوائرهم، خصوصاً أنه من شبه الأكيد أن تجرى انتخابات مبكرة قبل نهايَّة العام.

أضف إلى ذلك أن المعارضة ليست كلها "على قلب رجل واحد" في موقفها من بريكست ومن الاتفاق، وإن كانت كلها لا تريد أن تقدّم أي ميزة لبوريس جونسون. لكن الواقع أن جونسون حصل على ما يكفي الآن ليضمن فوزاً مريحاً لحزب المحافظين في الانتخابات.

فحزب الليبراليين الديموقراطيين، الذي يلي العمال كثالث حزب في البرلمان من حيث عدد النواب والثاني في المعارضة، ضد البريكست من أصله. وحزب العمال منقسمٌ بين من يريدون بريكست باتفاق جيد مع أوروبا، ومن يعارضون البريكست مثل الليبراليين الديموقراطيين.

لذلك فشلت محاولات الدفع لتصويت البرلمان على إجراء استفتاء ثان يطرح فيه الاتفاق الجديد الذي توصّلت إليه حكومة جونسون مع الأوروبيين على الشعب. في الوقت نفسه، يجد من هم ضد البريكست ومع البقاء في أوروبا أنفسهم في مواجهة حملة سياسيَّة وإعلاميَّة ستجعلهم "السبب في كل ما تتعرض له بريطانيا من آثار سلبيَّة وانقسامات" نتيجة تأخير البريكست.

فرصة ذهبيَّة
وبغض النظر عن الأعداد والأرقام، التي سيظل بوريس جونسون وفريقه يسعون إلى ضبطها حتى اللحظة الأخيرة قبل التصويت في البرلمان، فإن جونسون كسب هذه الجولة بقدرته على إقناع الأوروبيين بالموافقة بالإجماع على الاتفاق المعدّل.

ليس ذلك فحسب، بل إن رئيس المفوضيَّة الأوروبيَّة استبعد أي تأجيل للبريكست إذا لم يوافق البرلمان البريطاني على هذا الاتفاق الجديد، ويعطي ذلك فرصة ذهبيَّة لبوريس جونسون كي ينفذ البريكست دون اتفاق نهايَّة الشهر، دون أن يكون انتهك القانون الذي سنّه البرلمان أخيراً.

صحيحٌ أن المستشارة الألمانيَّة أنغيلا ميركل عادت، وألمحت الجمعة إلى أنه قد يكون هناك مفر من تأجيل البريكست إذا رفض البرلمان البريطاني الاتفاق، لكن الضرر حينئذ سيكون أكبر من البريكست دون اتفاق، كما يرى أغلب المحللين والمعلقين في الإعلام البريطاني.

وبانتظار الساعات المقبلة حتى مساء السبت، يظل بوريس جونسون محتفظاً بخياره الثوري، وهو البريكست دون اتفاق في موعده نهايَّة الشهر، وفي تلك الحالة سيكون مكسبه مضاعفاً، ما يجعله فائزاً كاسحاً في الانتخابات.

ولا شك أن المعارضة لا تريد أن تمنحه هذه الميزة المضاعفة، لكنها في الوقت نفسه تبدو معارضة متحسبة للانتخابات أكثر منها لمستقبل البلاد داخل أوروبا أو خارجها. 

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد