ملخص
كان الضحية (45 سنة) معروفاً بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ينشر مقاطع يتحدث فيها عن إيمانه المسيحي.
تشير عناصر من تحقيق اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية إلى وجود شبهات في أن الجزائري الموقوف في إيطاليا بتهمة قتل مسيحي عراقي في فرنسا في سبتمبر (أيلول) الماضي كانت له صلات ولو غير مباشرة بتنظيم "داعش".
وكان آشور سارنايا، وهو لاجئ سياسي من أصول آشورية كلدانية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، قُتل مساء الـ 10 من سبتمبر الماضي أسفل المبنى الذي يقطنه في مدينة ليون (وسط شرقي فرنسا)، بينما كان في بث مباشر عبر منصة "تيك توك" استمر أكثر من خمس ساعات، وهاجمه الجاني بطعنة قوية في عنقه قبل أن يفر سيراً على الأقدام.
وكان الضحية (45 سنة) معروفاً بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان ينشر مقاطع يتحدث فيها عن إيمانه المسيحي، وأظهر تحليل بيانات الهاتف المحمول للمشتبه به، وهو جزائري يبلغ (27 سنة) أوقف لاحقاً في إيطاليا، أنه تابع البث المباشر الذي كان يقدمه سارنايا لنحو 30 دقيقة في المنطقة نفسها التي يقيم فيها، بحسب عناصر التحقيق التي كشفتها صحيفة "لوفيغارو" وتمكنت الصحافة الفرنسية من التأكد منها.
وأظهرت المعطيات أن هاتف صبري. ب كان في موقع الجريمة بين الساعة الـ 21:15 والـ 22:50 بالتوقيت المحلي مع تحركات متكررة، بينما أشار شهود إلى وجود رجل "يراقب المكان" قبل تنفيذ الهجوم ثم فرّ بعده مباشرة.
إذا وجدناك سنقتلك
وأفاد أحد سكان الحي بوجود "رجل مغاربي" تصرف بصورة مريبة خلال الأسابيع التي سبقت الجريمة، كما أظهرت التحقيقات أن للمشتبه به اتصالات، في الأقل غير مباشرة، مع تنظيم "داعش"، إضافة إلى صلات مع سوريا ومع الجزائر بلده الأم.
وسبق للمشتبه به الذي كان يعمل موصل طلبات ولم يكن معروفاً لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، أن تلقى فقط مخالفات مرورية تتعلق بدراجته التي شوهدت في موقع الجريمة عشية الهجوم وفي اليوم نفسه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري تولت النيابة العامة المتخصصة في قضايا الإرهاب في باريس التحقيق في القضية، وفتحت تحقيقاً قضائياً بتهمة "قتل مرتبط بمشروع إرهابي" و"الدخول في عصابة إرهابية إجرامية".
وقالت شقيقة الضحية للمحققين إن العائلة هربت من العراق عام 2014 بعدما تلقى شقيقها تهديدات من متشددين يطالبونه بـ "اعتناق الإسلام أو الموت".
وأوضحت التحقيقات أن سارنايا، الذي وصفه جيرانه بأنه رجل هادئ ومسالم، تلقى تهديدات متكررة عبر الإنترنت من متطرفين، من بينها "إذا وجدناك سنقتلك"، كما واجهه أحد الأشخاص في صيف 2025 قائلاً له "نحن نراقبك".
ليس آشور وحده
ونفذ تنظيم "داعش" إعدامات مصورة بين عامي 2014 و2019 على أراض كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، حيث كان يبسط سيطرته على أراض واسعة وليبيا.
وفي أول تعليق له قال وكيل عائلة آشور سارنيا والمجلس التنسيقي للكلدان الآشوريين في فرنسا، المحامي دافيد أنديك للصحافة الفرنسية، إن "الضربة لم تطل آشور وحده بل وما كان يمثله: المسيحية المشرقية التي أنهكتها الجراح عبر القرون".
وغداة الجريمة أغلق المشتبه به هاتفه وغادر ليون بالحافلة قبل أن يعتقل في الثاني من أكتوبر الجاري جنوب إيطاليا داخل منزل جزائري آخر وكان يحمل سكاكين عدة، وتأمل السلطات الفرنسية تسليمه سريعاً.