ملخص
الزمالك يرتب أوراقه من جديد للعودة للمنافسة المحلية والقارية، واستراتيجية جديدة لمجلس الإدارة للتغلب على الديون والأزمات السابقة
يدخل الزمالك حالياً مرحلة فارقة في تاريخه، إذ يسعى مجلس الإدارة الحالي إلى الخروج من النفق المظلم الذي ظل ملازماً له ما يقارب 20 عاماً، ولكن يحاول الموجودون داخل مقر "القلعة البيضاء" العودة بالنادي لمكانته الطبيعية.
تعيين مدير رياضي واهتمام بكل جوانب التسويق والسعي إلى بناء مقر جديد للنادي لجلب استثمارات وموارد مالية لسد حاجات جميع الفرق وليس كرة القدم فقط، هي استراتيجية جديدة اتبعها مجلس الإدارة للعودة للمسار الصحيح، واستعادة النادي الذي كان الأكثر تتويجاً في القارة السمراء بلقب دوري أبطال أفريقيا قبل أن يدخل في فترة غير مستقرة ولكن مدتها طالت.
تاريخ نادي الزمالك
منذ تأسيسه قبل أكثر من 110 أعوام عرف نادي الزمالك المصري تغييرات عدة في اسمه عكست كل مرحلة من تاريخه، ففي الخامس من يناير (كانون الثاني) 1911، ظهر النادي للمرة الأولى تحت اسم "قصر النيل" نسبة إلى موقعه الأول بجوار كوبري قصر النيل، على يد المحامي البلجيكي جورج مرزباخ، وبعد انتقاله عام 1913 إلى مقره الجديد بجوار المحكمة المختلطة، حمل النادي اسم "المختلط" الذي ارتبط لعقود طويلة بجماهيره.
ومع توسع شعبيته وازدياد تأثيره، حظي النادي عام 1941 برعاية ملكية، ليحمل اسم "فاروق" تكريماً للملك آنذاك، لكن هذا الاسم لم يدُم طويلاً، إذ سرعان ما تبدل بعد ثورة يوليو (تموز) عام 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر، ليأخذ النادي اسمه الحالي "الزمالك"، نسبة إلى الحي الذي يحتضنه حتى اليوم.
وبين كل هذه المحطات، ظل الزمالك واحداً من أبرز أندية مصر وأفريقيا، محتفظاً بتاريخه الكروي العريق واسمه الذي صار جزءاً من الذاكرة الرياضية.
وبقي الزمالك منذ إنشائه واحداً من أهم الفرق المصرية في تاريخ الكرة، وهو القطب الثاني للكرة المصرية مع الأهلي، غريمه التقليدي حتى يومنا هذا ويطلق عليه "ديربي القاهرة" أو مباراة القمة و"كلاسيكو العرب" ومسميات أخرى، ولكن تبقى مواجهة الأهلي والزمالك الأقوى في الشرق الأوسط.
أبرز اللاعبين في تاريخ الزمالك
يحمل نادي الزمالك تاريخاً كبيراً للاعبين الذين حققوا كثيراً من الإنجازات مع الفريق، مما جعلهم أساطير للنادي على مر العصور، أبرزهم عائلة إمام التي لعب منها حمادة إمام ووالده ونجله.
محمد حسن حلمي
يعد محمد حسن حلمي، الشهير بـ"حلمي زامورا"، أحد أبرز رموز نادي الزمالك والكرة المصرية في القرن الـ20، بعدما جمع بين مسيرة حافلة كلاعب، ثم بات حكماً دولياً وإدارياً ورئيس نادٍ، ليترك بصمة نادرة يصعب تكرارها.
وولد حلمي عام 1912، وبدأ ممارسة كرة القدم في المدارس قبل أن ينضم إلى نادي الزمالك عام 1929، وبزغ نجمه عام 1934 ليحجز مكانه أساسياً لسنوات طويلة.
قاد الزمالك لحصد خمسة ألقاب في كأس مصر، وخمسة أخرى في دوري منطقة القاهرة، كما ارتبط اسمه بمباراة تاريخية عام 1942 حين سجل أحد أهداف الفوز الساحق على الأهلي بسداسية نظيفة، النتيجة الأكبر في تاريخ الـ"ديربي" حتى اليوم.
وشارك "زامورا" مع المنتخب المصري في أولمبياد برلين 1936، قبل أن يعتزل عام 1948، ويتجه للتحكيم فحصل على الشارة الدولية عام 1957، وتولى مناصب عدة داخل نادي الزمالك حتى أصبح أول لاعب كرة قدم يتولى رئاسة نادٍ مصري عام 1967، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1984 باستثناء فترة قصيرة.
خارج أسوار النادي، تولى حلمي رئاسة لجنة المسابقات واللجنة الفنية في الاتحاد المصري لكرة القدم، كما انتخب رئيساً لاتحاد الكرة عام 1978.
ورحل حلمي زامورا في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1986، لكن إرثه بقي حاضراً ضمن جدران الزمالك، إذ يحمل الملعب الرسمي للنادي اسمه تخليداً لعطاء استمر عقوداً كاملة.
حمادة إمام
يعد حمادة إمام أحد أبرز أساطير نادي الزمالك، فانضم إلى الناشئين عام 1957 ثم إلى الفريق الأول في 1958 ليستمر حتى 1974، محققاً ثلاثة ألقاب دوري وأربع بطولات كأس مصر، وكان نجم جيل الستينيات الذهبي برفقة عمر النور ورأفت عطية وغيرهم، وأسهم في تتويج الزمالك بالدوري مرتين متتاليتين للمرة الأولى في تاريخه.
واشتهرت مسيرته بمباراة تاريخية أمام وست هام الإنجليزي عام 1966 حين سجل ثلاثة أهداف في الفوز (5–1) على فريق يضم نجوم مونديال 1966، كما سجل ستة أهداف في تاريخ مواجهات الأهلي والزمالك ولم يخسر الزمالك أمام الأهلي أثناء وجوده لأكثر من 10 أعوام، وظل رمزاً للزمالك والكرة المصرية حتى اعتزاله بعد بطولة أكتوبر (تشرين الأول) 1974، ولقب بـ"الثعلب الكبير" تقديراً لذكائه داخل المستطيل الأخضر.
محمود أبو رجيلة
يصنف محمود أبو رجيلة أحد أبرز رموز نادي الزمالك، إذ بدأت قصته مع كرة القدم من شوارع الحي ومباريات الكرة الشراب التي لفتت أنظار كشاف النادي، لينضم إلى الناشئين عام 1957 وهو في الـ17 من عمره، ثم صعد إلى الفريق الأول على يد حنفي بسطان، وكانت أولى مبارياته أمام الترسانة، ليبدأ مسيرة ناجحة مع الزمالك توج خلالها بثلاثة ألقاب في الدوري المصري الممتاز ومرتين في كأس مصر.
بعد اعتزاله اللعب، اتجه أبو رجيلة إلى التدريب ليصنع تاريخاً آخر، سواء في مصر أو على مستوى الوطن العربي، فقاد الزمالك لتحقيق أول بطولة في تاريخه لدوري أبطال أفريقيا عام 1984، فضلاً عن الدوري الممتاز وكأس مصر، كما ارتبط اسمه في السعودية بتحقيق إنجازات بارزة مع الشباب والنصر، إذ أسهم في التتويج بأول لقب رسمي للدوري السعودي عام 1975، ليبقى أبو رجيلة واحداً من القلائل الذين جمعوا بين المجد لاعباً ومدرباً.
حازم إمام
نشأ حازم إمام في عائلة "زملكاوية" عريقة، فهو نجل حمادة إمام وحفيد الحارس يحيى إمام، وبدأ مسيرته مع نادي الصيد قبل أن ينتقل إلى الزمالك عام 1993، ولمع نجمه سريعاً مع الفريق الأبيض، ليتوج بجائزة أفضل صانع ألعاب في أفريقيا عام 1996، ومن ثم يخوض تجربة احترافية مميزة مع أودينيزي الإيطالي كأول مصري وعربي يلعب في "إلكالتشيو"، غير أن الإصابات وصعوبة المنافسة قللت من فرص مشاركته، وانتقل بعدها على سبيل الإعارة إلى دي غرافشاب الهولندي فوجد مساحة للتألق، قبل أن يعود للزمالك في مطلع الألفية الجديدة.
ومع عودته، أصبح رمزاً وقائداً للزمالك، وأسهم في التتويج بثلاثة ألقاب دوري محلي، كأس مصر وكأس السوبر المصري مرتين، فضلاً عن دوري أبطال أفريقيا 2002، كما شارك في فوز منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية 1998، وعلى رغم تراجع مستواه خلال سنواته الأخيرة، ظل حازم من أبرز أيقونات الكرة المصرية حتى اعتزاله عام 2008، لينتقل بعدها إلى العمل الإداري ويواصل ارتباطه بنادي الزمالك.
"شيكابالا"
يعد محمود عبدالرازق "شيكابالا" الأسطورة الأبرز في تاريخ نادي الزمالك لما تحمله قلوب الجماهير تجاهه، قبل أن يعتزل مع نهاية الموسم الماضي، وسط حفاوة كبيرة به من الجماهير بالوجود وسطهم في مدرجات الفارس الأبيض خلال الأعوام المقبلة.
ويعد "شيكابالا" من أبرز اللاعبين في تاريخ الزمالك، وظل داخل ضمنه طوال مسيرته، إلا بعض فترات الاحتراف في باوك اليوناني وسبورتنغ لشبونة البرتغالي والوصل الإماراتي، وفترتين قضاهما في الاتحاد السكندري والإسماعيلي ضمن الدوري المصري.
وأصبح "شيكابالا" أخيراً الأكثر تتويجاً بالبطولات في تاريخ نادي الزمالك برصيد 18 لقباً.
وتوج مع الزمالك ببطولة الدوري أربع مرات وكأس مصر ست مرات وكأس السوبر المصري مرتين وكأس السوبر الأفريقية ثلاث مرات وكأس الكونفيدرالية وكأس العرب للأندية وكأس السوبر المصري السعودية مرة واحدة فقط.
وخاض "شيكابالا" مع الزمالك 396 مباراة، سجل خلالها 70 هدفاً وصنع 89 هدفاً ضمن جميع البطولات.
بطولات نادي الزمالك المصري
نادي الزمالك هو الضلع الثاني للكرة المصرية ومن أقوى الأندية الأفريقية ومن الأكثر تتويجاً بالألقاب، إذ جمع عبر تاريخه الممتد لأكثر من 114 عاماً 82 بطولة محلية وقارية، مما جعل له رصيداً حافلاً من الإنجازات التي رسخت صورته كأحد أعمدة كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية.
على المستوى المحلي يمتلك الفريق الأبيض 14 لقباً في الدوري الممتاز و29 لقباً في كأس مصر، إضافة إلى أربعة ألقاب في كأس السوبر.
وعلى المستوى القاري، حصد الزمالك خمسة ألقاب في دوري أبطال أفريقيا وخمسة ألقاب أخرى في كأس السوبر الأفريقي، فضلاً عن لقب في كأس الكؤوس الأفريقية ولقبين في كأس الكونفيدرالية، ويمتد رصيده إلى بطولات نوعية مثل دوري منطقة القاهرة 13 مرة وكأس السلطان حسين مرتين والكأس الأفروآسيوية مرتين والسوبر السعودي- المصري مرتين، إضافة إلى كأس العرب للأندية الأبطال وكأس أكتوبر وكأس الاتحاد المصري، ليبقى الزمالك رقماً بارزاً في ذاكرة الكرة القارية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الوضع المالي لنادي الزمالك
مر الزمالك بفترة صعبة للغاية منذ عام 2005 حتى الفترات الأخيرة، ولكنه بدأ يخرج من النفق المظلم حيث كان يعيش لسنوات طويلة، إذ وصلت ديونه إلى ما يقارب 2.5 مليار جنيه مصري خلال عهد رئيسه السابق مرتضى منصور.
وعمل مجلسه الحالي برئاسة حسين لبيب لسد كثير من الديون خلال الفترة الأخيرة، والبحث عن مداخيل للنادي للوصول إلى استفاقة تساعد فريق كرة القدم في العودة بقوة للساحة والمنافسة على الألقاب.