Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تنديد دولي واسع بمقتل مريم أبو دقة وزملائها في غزة

الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف كاميرا لـ"حماس" والأمم المتحدة تطالب بتحقيق ذي "نتائج" ومواقف شاجبة من ترمب وماكرون والصين وكندا وألمانيا

مصورة "اندبندنت عربية" في غزة مريم أبو دقة التي قتلت بقصف إسرائيلي (أ ف ب)

ملخص

طالبت الأمم المتحدة بنتائج ملموسة من التحقيق الإسرائيلي في قصف مستشفى ناصر بغزة، الذي أسفر عن مقتل 20 شخصاً بينهم 5 صحافيين، بمن فيهم مصورة "اندبندنت عربية" مريم أبو دقة. القصف أثار موجة تنديد دولية واسعة، وسط دعوات للمساءلة وحماية الصحافيين. إسرائيل أعربت عن أسفها وفتحت تحقيقاً، فيما تتهم منظمات حقوقية تل أبيب باستهداف الإعلاميين بصورة ممنهجة.

زعم الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحركة "حماس" في الضربتين اللتين نفذتا أمس الإثنين على مستشفى ناصر في خان يونس وقتلتا خمسة صحافيين، مؤكداً ضرورة توضيح أمور عدة.

وجاء في بيان الجيش أن الكاميرا "وضعتها حركة حماس في منطقة مستشفى ناصر، التي كانت تستخدم لمراقبة نشاط قوات الجيش الإسرائيلي".

وأشار بيان الجيش إلى أن التحقيق "الأولي" أشار إلى أن من بين القتلى، ستة "إرهابيين"، ولا يوجد تطابق بين أسماء أي منهم مع الصحافيين الذين قتلوا.

وأضاف أن رئيس الأركان إيال زامير أصدر تعليمات، باستكمال التحقيق لتوضيح أمور عدة.

ومن بين النقاط التي في حاجة إلى مزيد من التحقيق بحسب البيان، فحص "عملية التفويض قبل الضربة، بما في ذلك الذخيرة المعتمدة للضربة وتوقيت التفويض".

كذلك، أمر رئيس الأركان بفحص "عملية اتخاذ القرار في الميدان".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عدة أمس الإثنين عن مصادر أمنية، أن الجنود في المكان تلقوا تفويضاً لتدمير الكاميرا باستخدام طائرة مسيرة، لكنها أطلقت النار على المنطقة المستهدفة مرتين.

وجدد البيان اتهام "حماس" باستخدام المرافق الطبية لأغراض عسكرية، وهو أمر كثيراً ما نفته الحركة.

تنديد أممي 

أكدت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء ضرورة الوصول إلى "نتائج" في التحقيق الذي أعلنت إسرائيل فتحه أمس الإثنين، إثر مقتل 20 شخصاً بينهم خمسة صحافيين وعنصر في الدفاع المدني في قصف لقواتها على مستشفى ناصر في قطاع غزة، بمن فيهم مصورة "اندبندنت عربية" مريم أبو دقة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ثمين الخيطان للصحافيين في جنيف، "سبق للسلطات الإسرائيلية أن أعلنت تحقيقات في أعمال قتل مشابهة، لكن على هذه التحقيقات أن تخلص إلى نتائج". وشدد على الحاجة إلى "إحقاق العدالة، لم نر نتائج أو إجراءات محاسبة بعد".

وقتل خمسة صحافيين أمس في ضربتين إسرائيليتين على مستشفى ناصر في قطاع غزة، هم ... ، فيما أسف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ"حادثة مأسوية"، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيجري تحقيقاً.

وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، تم "استهداف مبنى الياسين الطبي داخل مستشفى ناصر بواسطة طائرة انتحارية إسرائيلية، وخلال عمليات نقل القتلى والمصابين، استهدف المكان مرة ثانية بضربة جوية".

 

5 صحافيين بينهم مصورة "اندبندنت عربية"

نعت "اندبندنت عربية" مراسلتها ومصورتها الشجاعة مريم أبو دقة (33 سنة) التي قتلت في الضربة، قائلة في بيان إنها كانت "تحمل كاميرتها إلى قلب الميدان، وتنقل معاناة المدنيين وأصوات الضحايا بصدق وشجاعة نادرة. وقد جسدت في مسيرتها القصيرة والعظيمة صورة الصحافة الحرة المتمسكة بنشر الحقيقة، مهما كانت التحديات والأخطار".

بدورها، عبرت وكالة "أسوشيتد برس" عن شعورها بـ"الصدمة والحزن" لمقتل مريم أبو دقة، موضحة أنها كانت "صحافية مستقلة" تتعاون مع الوكالة.

ونعت وكالة "رويترز" في بيان الصحافي المتعاقد معها حسام المصري، مضيفة أن متعاقداً آخر هو حاتم خالد أصيب بجروح في الضربتين الإسرائيليتين.

والصحافيون الآخرون الذين قتلوا هم مصور قناة "الجزيرة" محمد سلامة ومعاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز.

وأعرب نتنياهو عن أسفه لـ"حادثة مأسوية"، مؤكداً أن "إسرائيل تولي أهمية لعمل الصحافيين وكذلك الطواقم الطبية وجميع المدنيين". وأضاف أن "السلطات العسكرية تجري تحقيقاً معمقاً، حربنا ضد إرهابيي حماس. أهدافنا المشروعة هي هزيمة حماس، وإعادة رهائننا لديارهم".

وتقول منظمات حقوقية تدافع عن الصحافيين إن نحو 200 صحافي أو عامل في الإعلام قتلوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" قبل أكثر من 22 شهراً، وهي حصيلة من بين الأعلى في الحروب.

 

تنديد واسع

عقب الأنباء، توالى التنديد الدولي بالضربتين الإسرائيليتين. وآخر المواقف صدرت عن الصين، التي أعربت اليوم عن صدمتها إزاء الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر. وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غو جياكون عن "صدمتنا وإدانتا لأن أفراد طواقم طبية وصحافيين لقوا مجدداً للأسف حتفهم في النزاع"، مقدماً تعازيه لأقاربهم.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "هذا شيء لا يطاق، يتعين حماية المدنيين والصحافيين في الظروف كافة، لا بد أن تتمكن وسائل الإعلام من أداء مهمتها بحرية واستقلالية لتغطية واقع الصراع".

أما الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فقال "متى حدث هذا؟ لم تصل إلي معلومات عنه، لست سعيداً بذلك، لا أريد رؤية هذا. في الوقت نفسه، علينا إنهاء هذا الكابوس برمته".

من جهتها، قالت السناتور الأميركية جين شاهين العضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، "ينتابني شعور بالفزع بسبب القصف في غزة ومقتل الصحافيين، وأعتقد أن هذا يجب أن يتوقف الآن".

ونددت كندا بالقصف الإسرائيلي، وأكدت أن تل أبيب ملزمة بحماية المدنيين في منطقة القتال. وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان، "إن مثل هذه الهجمات غير مقبولة".

وقالت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة "إكس" إنه "يجب التحقيق في هذا الهجوم"، ودعت إسرائيل إلى "السماح للإعلام الأجنبي المستقل بالوصول الفوري وتوفير الحماية للصحافيين العاملين في غزة".

عربياً أيضاً، نددت وزارة الخارجية السعودية باستهداف إسرائيل لمستشفى ناصر، وجددت "مطالبة المملكة للمجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجرائم".

ودانت وزارة الخارجية القطرية القصف الإسرائيلي على المستشفى، قائلة إنه يمثل "حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الشنيعة المستمرة التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني الشقيق".

ودانت الخارجية الأردنية "بأشد العبارات" القصف الإسرائيلي "باعتباره خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكاً صارخاً لاتفاق جنيف في شأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المنظمات الدولية

قالت لجنة حماية الصحافيين في بيان، إنها تشجب الضربات الإسرائيلية "وتدعو المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على اعتداءاتها غير القانونية المستمرة على الصحافة".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يندد "بشدة" بالضربات الإسرائيلية، وأضاف "أعمال القتل المروعة الأخيرة تسلط الضوء على الأخطار الشديدة التي يواجهها العاملون في المجال الطبي والصحافيون أثناء ممارسة عملهم الهمم للغاية وسط هذا الصراع الوحشي".

وأكدت رافينا شامدساني، المتحدثة الرسمية باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن "مقتل الصحافيين في غزة من شأنه أن يصدم العالم، لا ليدفعه إلى صمت مطبق، بل ليدفعه إلى التحرك والمطالبة بالمساءلة والعدالة".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، "في الوقت الذي يعاني فيه الناس في غزة الجوع، فإن قدرتهم المحدودة بالفعل على الوصول إلى الرعاية الصحية تتعرض لمزيد من العراقيل بفعل الهجمات المتكررة". وأضاف "لا يسعنا إلا أن نؤكد: أوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية، أوقفوا إطلاق النار الآن!".

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إن "إسكات آخر الأصوات المتبقية التي تحكي عن موت الأطفال بصمت وعن المجاعة، في ظل لا مبالاة العالم وتقاعسه، أمر صادم. فلنعمل على وقف هذه المجاعة المتعمدة من خلال: فتح البوابات من دون قيود، حماية الصحافيين والعاملين في المجال الإنساني والصحي. حان وقت الإرادة السياسية، ليس غداً، بل الآن".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط