ملخص
كان من المقرر أن تنظم الانتخابات في 63 بلدية على مستوى البلاد: 41 في الغرب، و13 في الشرق، وتسع في الجنوب، غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ألغت التصويت في 11 بلدية في شرق وجنوب البلاد بسبب المخالفات والضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية.
يدلي الليبيون بأصواتهم غداً السبت، في انتخابات بلدية تشكل عملية اقتراع نادرة منذ انقسام السلطة بين حكومتين، ويراها مراقبون اختباراً للديمقراطية في بلد يعاني عدم الاستقرار منذ عام 2011.
ورفضت مدن شرقية رئيسة، مثل بنغازي وسرت وطبرق، السماح بانعقادها.
وترى إسراء عبدالمنعم، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ 36 سنة من سكان طرابلس، أنه "يحق لليبيين أن يتمتعوا بحرية الاختيار من دون خوف أو ضغوط كما هي الحال للأسف في كثير من الأحيان".
وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التصويت يمكّن الليبيين من "تحديد كيفية إدارة مناطقهم، وإدارة الأموال التي تُخصصها الحكومة"، مشيرة إلى أن "هذا ما يدفع بعض الأطراف، كالجماعات المسلحة، إلى محاولة السيطرة على من يُنتخب بهدف السيطرة على الأموال".
فرصة لجس النبض
وتفتقر ليبيا إلى الاستقرار منذ إطاحة معمر القذافي عام 2011، وتتنازع السلطة حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس (غرب) مقراً، وتعترف بها الأمم المتحدة ويترأسها عبدالحميد الدبيبة، وحكومة في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد ويدعمها المشير خليفة حفتر.
وتعتبر بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الانتخابات "ضرورية لترسيخ الحكم الديمقراطي"، فيما حذّرت من أن تقوض هجمات استهدفت أخيراً مكاتب انتخابية العملية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه يصف الباحث الليبي وأستاذ العلاقات الدولية خالد المنتصر، الاقتراع بأنه "فرصة مهمة لجس نبض الأطراف الليبية في شرق وغرب البلاد، وإظهار مدى استعدادهم لقبول فكرة اختيار الممثلين المحليين عبر صندوق الانتخاب، وبصوت الشارع لا بفرض القوة والرأي بالسلاح".
وأضاف أنه سيكون عبارة عن "مشهد تجريبي للانتخابات العامة التي يحاول المجتمع الدولي جاهداً إقناع الفرقاء الليبيين بأنها الحل الوحيد للانقسام السياسي وحال الجمود السائدة منذ أعوام".
وكان من المقرر أن تنظم الانتخابات في 63 بلدية على مستوى البلاد: 41 في الغرب، و13 في الشرق، وتسع في الجنوب، غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ألغت التصويت في 11 بلدية في شرق وجنوب البلاد بسبب المخالفات والضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية.
كما ألغيت الانتخابات في بعض المناطق القريبة من طرابلس بسبب صعوبات في توزيع بطاقات الاقتراع.
ومن المنتظر أن يدلي نحو 380 ألف ليبي بأصواتهم.
هجمات وخسائر وإصابات
في الأيام الأخيرة، تعرضت مكاتب مفوضية الانتخابات لهجمات من قبل مسلحين في مدن زليتن والزاوية على الساحل الغربي للبلاد، ألحقت خسائر بالمباني ومواد الاقتراع وأصابت شخصين بجروح.
واعتبرت المفوضية هذه الهجمات مساساً بـ"خيارات وحقوق الناخبين في اختيار من يمثلهم في بلدياتهم"، فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة من "ترويع الناخبين والمرشحين وموظفي المفوضية ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية في المشاركة بالانتخابات والعملية الديمقراطية".
وينتظر الليبيون منذ عام 2021 انعقاد انتخابات رئاسية وبرلمانية كان محدداً لها ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، إلا أنها ألغيت لأجل غير مسمى بسبب النزاع بين حكومتي الشرق والغرب.
ومنذ إطاحة نظام معمر القذافي، شهدت ليبيا انتخابات بلدية عام 2013، وانتخابات تشريعية عامي 2012 و2014.
وبعد أسابيع من القتال في أعقاب انتخابات يونيو (حزيران) 2014 التشريعية التي شهدت نسب مشاركة منخفضة، سيطر تحالف فصائل مسلحة على طرابلس، حيث نصّب حكومة، مما أجبر مجلس النواب المنتخب حديثاً على الانعقاد في الشرق.
وبعد مفاوضات دعمتها الأمم المتحدة توصل الفرقاء في ديسمبر (كانون الأول) 2015 إلى اتفاق تشكلت بموجبه "حكومة الوحدة الوطنية" الحالية في طرابلس، والمعترف بها دولياً، غير أنها ما زالت على خلاف مع القوى المتمركزة في شرق ليبيا.
كما شهدت ليبيا انتخابات محلية بين عامي 2019 و2021 في عدد محدود من البلديات.