Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدابير تونسية لتفادي انزلاقات تهدد "سيدي بوسعيد"

دعوات لاتخاذ إجراءات صارمة وسريعة لإنقاذ الموقع التاريخي من أي كارثة محتملة

تحتل سيدي بوسعيد موقعاً متميزاً بين المدن التونسية كونها تطل على مدينة قرطاج (اندبندنت عربية)

ملخص

أكد أعضاء اللجنة المشاركون في جلسة عمل عقدتها لجنة مكلفة إنقاذ الموقع، أن وضع الهضبة أصبح دقيقاً جراء العوامل الطبيعية والجيولوجية للمنطقة، علماً أن هذه الانجرافات تعد قديمة وفق تقديرهم.

مدينة سيدي بوسعيد التونسية المطلة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط واحدة من بين أفضل الوجهات السياحية في العالم، ويزورها سنوياً ملايين السياح من الداخل والخارج، تواجه اليوم خطر انزلاق أرضي بسبب تآكل الهضبة لأسباب طبيعية وأخرى إنسانية.

ولتدارك هذا التآكل قررت منذ أيام لجنة المتابعة المكلفة وضع حلول عملية للانزلاق الأرضي بهضبة سيدي بوسعيد القيام بعملية معاينة فنية من خلال تشريك متخصصين وإعداد الخطوط المرجعية لانتداب مكتب دراسات لتحيين الدراسات القديمة، لا سيما بعدما تأكدت دقة الوضعية التي تشهدها الهضبة.

تحتل سيدي بوسعيد موقعاً متميزاً بين المدن التونسية كونها تطل على مدينة قرطاج وذلك عبر منحدر من الصخور، كما تشرف على خليج تونس وتبعد مسافة تقدر بنحو 20 كيلومتراً عن العاصمة التونسية، وترتفع عن مستوى سطح البحر مسافة 126 متراً وتقدر مساحتها بـ164 هكتاراً مربعاً. وحازت سيدي بوسعيد ذات المباني الزرقاء والبيضاء على المرتبة الثالثة ضمن قائمة أجمل مدينة صغيرة حول العالم.

 

وعقدت اللجنة المكونة لإنقاذ الموقع، جلسة عمل تحت إشراف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ وبحضور ممثلي الوزارات والهياكل المعنية.

وخصصت الجلسة لمتابعة تقدم تنفيذ أهم التوصيات وأهم النتائج والإجراءات والتدابير التي توصل إليها لوضع حلول عملية لمعالجة الانزلاقات الأرضية بسيدي بوسعيد، وفق بلاغ نشرته وزارة الفلاحة.

وقدم المشاركون في اللقاء عرضاً مفصلاً حول تشخيص وضعية الهضبة حالياً والإجراءات التي اتخذت لحمايتها من الانزلاق خلال الفترة الأخيرة.

وأكد أعضاء اللجنة المشاركون في اللقاء أن وضع الهضبة أصبح دقيقاً جراء العوامل الطبيعية والجيولوجية للمنطقة، علماً أن هذه الانجرافات تعد قديمة وفق تقديرهم.

وأوصى وزير الفلاحة بضرورة التدخل السريع للحد من الأخطار المحتملة بتضافر جهود كل الأطراف المعنية إلى جانب الإسراع في الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمتابعة والمراقبة من طرف جميع الهياكل.

 

وفي تصريح خاص وضح المتخصص في الجيولوجيا شكري يعيش شكل المنطقة وطبيعتها قائلاً "اعتماداً على دراسة قمت بها سابقاً يمكنني أن أكشف عن أن الطبيعة الجيولوجية لهضبة سيدي بوسعيد تتكون من طبقات الرمل الصواني والطين، وهذه الخصائص لا سيما مادة الطين التي عندما يسكب عليها الماء تنتفخ، مما يجعل الهضبة معرضة للتحرك". وتابع "الهضبة أيضاً فيها تشققات كثيرة وربما تصدعات إضافة إلى قربها من البحر كونها منطقة ساحلية لذا تتسبب العواصف بوصول أمواج البحر إلى حدود الهضبة، إضافة إلى الأمطار الغزيرة الذي تسهم بدورها في تخزين الماء داخل طبقة الطين وما يفاقم عملية تحرك الطبقة الأرضية ويسبب في الانزلاق، وذلك لأن الطين يفقد توازنه عنما يتشبع بالماء".

وواصل شكري يعيش توضيحه قائلاً "ناهيك بالاهتزازات الأرضية التي تتعرض لها المنطقة بين الحين والآخر. فمنذ أشهر سجلت المنطقة هزتين أرضيتين من شأنهما أن تسهما بتحريك أرضية الهضبة وتحفيز الانزلاق". وأردف "كما يعلم الجميع، هضبة سيدي بوسعيد عبارة عن مدينة كاملة ومن ثم الانزلاق يشكل خطراً كبيراً بخاصة على المنازل والطريق المطل على الهضبة".

استغلال نفوذ

كذلك أكد المتخصص أنه إضافة إلى العوامل الطبيعية هناك عوامل أخرى إنسانية قام بعض التونسيين باستغلال نفوذهم ببناء منازل فاخرة من دون دراسات علمية وجيولوجية على سفح الهضبة المطلة على البحر، وغالب هذه المنازل القديمة مسابح ومسالك الماء فيها مهترئة".

وبخصوص أهم الخطوات السريعة التي يجب اتخاذها لإنقاذ هذا الموقع المهم، بحسب ما أفاد المتخصص في الجيولوجيا، هي "أولاً تحيين الدراسات السابقة التي لم تعد صالحة لتحديد واقع المنطقة الجديد، وأيضاً لا بد من المراقبة الدقيقة من خلال التقنيات الجيوفيزيائية التي تقيس بالميليمتر أي تحرك في الأرض من أجل تفادي أي كارثة وإخلاء المنطقة في الوقت المناسب في حال وقوع أي طارئ". من ناحية أخرى شدد يعيش على ضرورة القضاء على أهم الأسباب التي تجعل هضبة سيدي بوسعيد تنزلق، أهمها تسرب المياه وضرورة إخلاء المنازل التي تتسبب في هذا التسرب والمعرضة لخطر الانزلاق.

إيقاف الانزلاق ممكن

وأفاد المتخصص في الجيولوجيا بأن اتخاذ إجراءات صارمة وسريعة قد يسهم بتفادي الانزلاق من خلال تكنولوجيا متطورة تسهم في استقرار الوضع في الهضبة وإنقاذها من أي كارثة.

من جانب آخر، وفي إطار دعم العمل الوزاري المشترك وتنسيق الجهود بين مختلف المصالح المعنية لإنقاذ هذا الموقع السياحي والأثري، أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي قبل أيام، على جلسة عمل خصصت لمتابعة وضعية الانزلاقات الأرضية بهضبة سيدي بوسعيد.

وشددت الوزيرة على ضرورة التقدم في مشروع تفادي الأخطار المحدقة بهضبة سيدي بوسعيد ومحيطها المباشر، وذلك بتضافر الجهود بين مختلف الأطراف المتدخلة لإنهاء الجانب النظري والدراسي من مشروع الإنقاذ، والاتفاق حول خطة عمل مشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت وزيرة الشؤون الثقافية ضرورة الاتفاق حول الخطوات العملية المقبلة لتنفيذ خطة الإنقاذ التي ستدعم سير ملف إدراج القرية التاريخية سيدي بوسعيد في قائمة التراث العالمي لـ"اليونيسكو"، الذي تشتغل عليه وزارة الشؤون الثقافية في الفترة الراهنة، ووضع تصور شامل يحدد الحلول التقنية للتدخل العملي والعاجل على مستوى كل من الهضبة المعنية وحماية الشاطئ الرملي لضمان حماية فعالة وناجعة للموقع.

وتم أثناء اللقاء الاتفاق على تكوين لجنة قيادية تتولى وزارة التجهيز والإسكان مهمة التنسيق المباشر فيها مع رئاسة الحكومة ومختلف الأطراف المعنية، فضلاً عن إعداد مراسلة عاجلة إلى رئاسة الحكومة تتضمن أبرز نقاط التدخل الملحة لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة وتذليل الصعوبات الإجرائية واللوجيستية الراهنة لتنفيذ خطة إنقاذ وطنية ناجعة.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة