Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن لشبكة كهرباء أن تنهار في 5 ثوان؟

الانقطاعات في إسبانيا والبرتغال سلطت  الضوء على "ضعف" كامن في نظام الطاقة الإقليمي

شارع تجاري من دون إضاءة كهربائية في إسبانيا وسط انتشار للشرطة للحد من السرقة (رويترز)

ملخص

تنتج إسبانيا نحو 40 في المئة من الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وبحلول ظهر الإثنين الماضي، تجاوزت النسبة ذلك لتصل إلى نحو 70 في المئة. لكن على عكس محطات الطاقة العاملة بالغاز والتي "تستغرق بضع دقائق لبدء التشغيل"، فإن "طاقة الشمس والرياح لا يمكن التحكم فيها بحسب الطلب وغالباً ما يتعين خفضها".

يمكن أن تكون انقطاعات التيار الكهربائي مثل تلك التي شهدتها إسبانيا والبرتغال، الإثنين الماضي، ناجمة عن أسباب عديدة، لكن الحدث سلط الضوء على "ضعف" كامن في نظام الطاقة الإقليمي في شبه الجزيرة الإيبيرية.

الشبكة الكهربائية هي نظام معقد من آلاف المكونات المترابطة.

تقول المحللة في شركة "ريستاد إنرجي" براتيكشا رامداس لوكالة "الصحافة الفرنسية" "يحتاج مشغلو الشبكة إلى تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي بعناية"، مثل تغييرات التردد، وأعطال الخطوط، وحال محطات توليد الطاقة "من أجل تتبع تسلسل الأحداث".

الكوارث الطبيعية

غالباً ما تحدث حالات انقطاع التيار الكهربائي بسبب التوقف المفاجئ لمصدر الإنتاج (محطة الطاقة) بسبب مشكلة فنية أو نقص في الوقود لتزويد محطات الطاقة الحرارية.

في الأعوام الأخيرة، أدت الكوارث الطبيعية مثل العواصف والزلازل وحرائق الغابات والحرارة أو البرودة الشديدة التي تفاقمت في بعض الأحيان بسبب تغير المناخ، إلى إتلاف البنية التحتية أو رفع الطلب على التدفئة والتبريد.

وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى الحمولات الزائدة على خطوط التوتر العالي، مما يدفع إلى نقل الكهرباء الزائدة إلى خطوط أخرى، والهجمات السيبرانية، وهو احتمال تم استبعاده في إسبانيا والبرتغال في هذه المرحلة، ولكنه يشكل تهديداً متنامياً بسبب الشبكات المحوسبة بشكل متزايد.

معيار 50 هرتز

في إسبانيا، أبلغت شركة الكهرباء، مساء الإثنين، عن "تذبذب قوي في تدفقات الطاقة، مصحوب بخسارة كبيرة جداً في الإنتاج".

ويتم قياس التردد الكهربائي على الشبكة في أوروبا وفقاً لمعيار 50 هرتز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أي تردد أدنى من هذا المستوى يعني أنه لا يتم إنتاج ما يكفي من الكهرباء مقارنة بالطلب، أما إذا تجاوز هذا المستوى، فيعني ذلك أن هناك حاجة إلى إنتاج تيار أقل. ومهمة المشغلين إصدار أوامر لمحطات الطاقة في الوقت الفعلي لزيادة الإنتاج أو تقليله، اعتماداً على الطلب، من أجل الحفاظ على تردد 50 هرتز.

ويؤكد مستشار "مشروع المساعدة التنظيمية" مايكل هوغان أن "الحفاظ على هذا التردد هو مسألة توازن".

في حال انحراف التردد عن 50 هرتز، يتم تشغيل أنظمة الحماية التلقائية لإيقاف تشغيل أجزاء من الشبكة وتجنب تلف المعدات.

كيف بدأ كل شيء؟

يوضح هوغان أنه "بمجرد أن تبدأ محطات الطاقة بالتوقف عن العمل لحماية نفسها، يمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة بسرعة. ولكن من النادر جداً أن يصل إلى المرحلة التي شهدناها" الإثنين الماضي.

لكن كيف بدأ كل شيء؟ من الصعب تقديم إجابة دقيقة. 

بحسب المتخصص فإن "من بين العوامل التي أسهمت على الأرجح في عدم الاستقرار كان ضعف الربط بين شبه الجزيرة وبقية شبكة أوروبا الغربية".

لكن ربما يكون هذا عاملاً وليس السبب الرئيس، بحسب هوغان الذي يضيف، "من المرجح أن يكون السبب هو فشل واحدة أو اثنتين من منشآت النقل الرئيسة، الأمر الذي امتد بعد ذلك إلى أجزاء أخرى متصلة بالشبكة، ولكن سبب هذا الفشل الأولي لا يزال يتعين تحديده".

الطاقة الشمسية

تنتج إسبانيا نحو 40 في المئة من الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وبحلول ظهر الإثنين، تجاوزت النسبة ذلك لتصل إلى نحو 70 في المئة.

لكن على عكس محطات الطاقة العاملة بالغاز، التي "تستغرق بضع دقائق لبدء التشغيل"، فإن "طاقة الشمس والرياح لا يمكن التحكم فيها بحسب الطلب وغالباً ما يتعين خفضها"، كما تفيد شركة "ريستاد إنيرجي".

وحذرت الهيئة التي تجمع مشغلي أنظمة نقل الكهرباء في أوروبا (إنتوس) في 18 أبريل (نيسان) الجاري من أخطار الإفراط في إنتاج الطاقة الشمسية مع اقتراب الصيف.

وبحسب شركة "ريستاد"، يعد انقطاع التيار الكهربائي، الإثنين، بمثابة "تحذير"، إذ "من دون مرونة أقوى على المستوى الوطني وتنسيق إقليمي أفضل، فإن انقطاعات الشبكة في المستقبل قد يكون لها عواقب أكثر خطورة".

وتوضح براتيكشا رامداس أنه "من دون تدابير مرونة كافية، مثل التخزين، ومحطات التشغيل السريع، والربط القوي، فإن التقلبات الكبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الشبكة".

ويعتقد المستشار وأستاذ سياسة الطاقة في كلية هيرتي في برلين ليون هيرث أنه "من المرجح" أن "النظام الذي لا يعتمد بشكل كبير على توليد الطاقة التقليدي (الطاقة النووية، والغاز، والفحم، والطاقة الكهرومائية)... أكثر عرضة لأن تصبح مثل هذه التذبذبات خارجة عن السيطرة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير