ملخص
جلس رئيسا كوريا الجنوبية والهند بين بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال قمة آسيان. وأفاد وزير الخارجية الأميركي بأنه لم يتواصل مع نظيره الروسي، لكن أياً منهما لم يغادر أثناء إلقاء الآخر كلمته.
دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سجال اليوم الجمعة مع روسيا والصين خلال قمة في لاوس هيمنت عليها النزاعات البحرية وملف أوكرانيا.
وتحوّلت شوارع مدينة "فينتيان" الهادئة عادةً والمليئة بالمعابد إلى مركز للدبلوماسية الدولية مع استضافتها القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، في حدث نادر جمع وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف.
المحافظة على حرية الملاحة
وجاءت القمة في أعقاب اجتماعات عقدتها رابطة آسيان وانتقدت خلالها الفيليبين تحركات بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وشدد بلينكن لدى اجتماعه مع قادة الرابطة قبل القمة على ضرورة المحافظة على حرية الملاحة في الممر المائي الحيوي.
تصرفات الصين
وقال بلينكن "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء تصرفات الصين الخطيرة وغير القانونية بشكل متزايد في بحري الصين الجنوبي والشرقي والتي أدت إلى وقوع إصابات وتسببت بأضرار لسفن دول آسيان وتتعارض مع الالتزامات التي تم التعهد بها من أجل تسوية سلمية للنزاعات".
ونشرت الصين مراكب عسكرية ولخفر السواحل في الشهور الأخير في مسعى لإبعاد الفيليبين عن ثلاث جزر وشعاب مرجانية في بحر الصين الجنوبي. كما أنها تكثف الضغوط بشأن مجموعة من الجزر المتنازع عليها والتي تسيطر عليها اليابان في بحر الصين الشرقي، وهو ما يثير قلق طوكيو وحلفائها.
وحذّر بلينكن أيضاً الصين بشأن تايوان التي ألقى رئيسها الجديد لاي تشينغ-تي خطاباً سنوياً تعهد فيه بأن الجزيرة ذات الحكم الذاتي الديمقراطي ستقاوم أي مساعٍ صينية لضمها.
وقال بلينكن للصحافيين "على الصين ألا تستغله (الخطاب) بأي شكل من الأشكال كذريعة للقيام بتحرّكات استفزازية".
المقاربة الروسية
وعلى رغم الخلافات، تراجع التوتر على مدى العام الماضي بشكل كبير بين الصين والولايات المتحدة مع دعم الرئيس الأميركي جو بايدن الحوار لخفض احتمالات اندلاع نزاع.
وتبنى بايدن ووريثته السياسية نائبة الرئيس كامالا هاريس، اللذان تغيّبا عن القمة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، مقاربةً مختلفة تماماً حيال روسيا معتبرين أن أي مبادرات دبلوماسية روسية تفتقر إلى المصداقية.
وجلس رئيسا كوريا الجنوبية والهند بين بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال القمة. وأفاد بلينكن بأنه لم يتواصل مع نظيره الروسي، لكن أياً منهما لم يغادر أثناء إلقاء الآخر كلمته. وأضاف "أعتقد أنه يمكنني القول إننا استمعنا لبعضنا. للأسف، لم أسمع أي جديد بشأن العدوان الروسي المتواصل على أوكرانيا".
وتابع "إنه أمر لافت أن هذا العدد الكبير من الدول البعيدة جداً جغرافياً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مهتمة بشكل كبير بما يحدث في أوكرانيا والسبب هو أنها تدرك أنه إذا سُمح لأي بلد بامتلاك حصانة بينما يرتكب أعمالاً عدائية، فسيبعث ذلك برسالة إلى المعتدين المحتملين في كل مكان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لافروف: الدور الأميركي مدمر
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين أن دور الولايات المتحدة في آسيا "مدمّر".
وندد بـ"عسكرة" اليابان حيث دعا رئيس الوزراء الجديد ذو العقلية الأمنية شيغيرو إيشيبا في الماضي إلى اتفاق آسيوي على نمط حلف شمال الأطلسي، هدفه غير المعلن ردع الصين.
وقالت الخارجية اليابانية إن إيشيبا شدد على "المخاوف الجدية" حيال "تكثيف الأنشطة العسكرية الصينية في المناطق المحيطة باليابان" أثناء اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.
وفي انتقاد مبطّن لإيشيبا خلال اجتماع مرتبط بآسيان أمس الخميس، حذّر لي من خطورة "المحاولات الرامية إلى إدخال المواجهة بين التكتلات والنزاعات الجيوسياسية إلى آسيا".
أوروبا تدعو إلى اعتماد الدبلوماسية
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية أثناء القمة، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى حل النزاعات في بحر الصين الجنوبي "بالسبل الدبلوماسية".
وشهدت القمة مشاركة ميانمار التي يقودها الجيش للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، علماً أنها تخلت عن خطة وضعتها آسيان في عام 2021 بعد الانقلاب الذي نفذه مجلسها العسكري الحاكم، دعت حينذاك إلى الحوار ووضع حد فوري للعنف.
وأعرب قادة آسيان في بيان عن "قلقهم العميق" حيال الوضع في ميانمار وشددوا على دعمهم للخطة المعروفة بـ"توافق النقاط الخمس".
وبينما دعمت واشنطن جهود آسيان الدبلوماسية، إلا أنها دعت إلى عدم التراجع عن الضغط على المجلس العسكري إلى أن تظهر مؤشرات على تحقيقه تقدماً في هذا الصدد.
العلاقات الأميركية- الهندية
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تواصل مع المجلس العسكري الحاكم في ميانمار دعمه لإعادة الديمقراطية، لكنه قال "نعتقد أنه يتعين إشراك ميانمار بدلاً من عزلها في ظل هذه العملية".
وأثار مودي الذي شوهد وهو يتحادث مع بلينكن في أجواء ودية، استياء واشنطن برفضه دعم العقوبات الغربية على روسيا، شريكة الهند في فترة الحرب الباردة.
في المقابل، يسود نزاع حدودي بين الهند والصين وأكد مودي أثناء القمة دعمه الحازم لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.
وذكر دبلوماسي آسيوي بأن الخلافات العميقة بين كبرى الدول بشأن القضايا الدولية، وخصوصاً أزمة الشرق الأوسط، تعني أن القادة لن يتمكنوا من الاتفاق على بيان مشترك للقمة.
وأكد لافروف أيضاً بأن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا حاولت جميعها الدفع بالبيان الختامي للقمة ليكون "مسيّساً للغاية" وبالتالي "لا يمكن تبنيه".