ملخص
عادل شريف عالم عراقي هاجر إلى المملكة المتحدة قبل نحو 4 عقود وأسهم في اختراعات وإنجازات كثيرة في مجالات المياه والطاقة النظيفة، مما جعله يفوز بجوائز عدة ويكرم من قبل جهات بريطانية وغربية مختلفة، يحزنه بعد وطنه الأم عن الاستثمار في الاستدامة على رغم أنه كان سباقاً إليها في الشرق الأوسط خلال ثمانينيات القرن الماضي، ويتمنى أن يوظف كل إنتاجه العلمي في خدمة العراق يوماً ما.
وصل إلى المملكة المتحدة مهندساً كيميائياً يحمل شهادة جامعة بغداد عام 1987، ثم درس الماجستير والدكتوراه في جامعة سونزي ليتخصص في الطاقة المتجددة.
خلال أكثر من ثلاثين عاماً أسهم في 25 اختراعاً وقدم أكثر من 200 بحث علمي كما أشرف على ما يزيد على 80 مشروعاً لطلبة الدراسات العليا.
نظير إنجازاته حصل العالم العراقي عادل شريف على جوائز عالمية ومحلية عدة في المملكة المتحدة، من بينها جائزة الجمعية الملكية البريطانية لأفضل الابتكارات العلمية عام 2005، وجائزة العلوم العملية في أوروبا عام 2008، وبعدها جائزة ملكة بريطانيا للمساهمات العلمية في مجال المياه 2011، وجائزة الريادة في الطاقة المتجددة في 2018.
شريف يعمل اليوم على اختراق علمي يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في جهود الاستدامة والبيئة عالمياً، حيث يبحث في كيفية تحويل طاقة الجاذبية المتوافرة في كل مكان من دون قيود أو شروط إلى مصدر مستدام للطاقة ليس في الإنتاج فقط وإنما في التخزين أيضاً.
يعتقد شريف أن الغرب تبنى شعارات البيئة لأغراض سياسية، حيث أراد الحد من تقدم دول كبيرة مثل الهند والصين تسعى للتقدم صناعياً، ولكن الصينيين والهنود برأيه أفسدوا مساعي الأوروبيين والأميركيين عندما طرحوا مبدأ "حصة الفرد من الطاقة يومياً" بعدما تبين أن حصة الفرد في الغرب أكبر 15 إلى 20 مرة ممن يعيش في تلك الدول الآسيوية.
بعد فشل نظرية "القلق على البيئة" لجأ الغرب وفق شريف، إلى الترويج للاستدامة والطاقة المتجددة كصناعة تدر أرباحاً وتوظف أيدٍ عاملة، فانتشرت تقنياتها حول العالم وبدأت الدول بما فيها المعتمدة على النفط والغاز، باستخدامها تارة على خجل وتارة للدعاية فقط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
برأي العالم العراقي ثمة معادلة سائدة منذ الثورة الصناعية جعلت الغرب قبلة العلماء حول العالم، فيقول إن المبدأ السائد منذ عقود طويلة هو أن "الغرب يفكر ودول الشرق مثل الصين واليابان تصنع وبقية العالم يستهلك"، مشدداً على أن فهم الأوروبيين والأميركيين الجيد لهذه المعادلة جعلهم يحولون دولهم إلى بيئات مناسبة لاستقطاب أفضل العقول عالمياً".
على ضفة وطنه الأم يستذكر شريف كيف اهتم العراق بالطاقة المتجددة قبل عقود ثم تلاشت الجهود، فيقول إنه خلال ثمانينيات القرن الماضي كان العراق أول بلد في الشرق الأوسط يطور أبحاث الطاقة المتجددة، وكان لديه مركز متخصص كل ما فيه يعمل بالطاقة الشمسية، وعندما مضى الفريق العلمي للمركز لمقابلة الرئيس السابق صدام حسين وراحوا يشرحون إنجازاتهم له، رد عليهم بأنه يريد لآخر برميل نفط في العالم أن يخرج من العراق، وبالتعبير المحلي أضاف "أكسر خشمه الذي يفكر بالطاقة الشمسية".
المفارقة أن حال العراقيين اليوم ليست أفضل في توجه بلادهم نحو الاستدامة والطاقة المتجددة، حيث يقول شريف إن "العراق بعد عام 2003 التحق بالنادي النفطي وأصبح ينفق على كل شيء بأموال النفط والغاز، مما تسبب بانتكاسة كبيرة وبات أكثر من 95 في المئة من الاقتصاد الوطني يعتمد على أموال الطاقة الأحفورية وأي حديث عن بديل لها يعني الحكم على العراق بالموت جوعاً".
على رغم الصورة الاقتصادية القاتمة، لم تبدد الهجرة ثقة شريف بالعراقيين "أحفاد السومريين الذين اعتادوا تذليل العقبات" كما يقول، وهو يأمل بأن توظف كل اختراعاته وأبحاثه التي أنجزت في بلاد الاغتراب في خدمة وطنه العراق ذات يوم.