ملخص
تزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
دخان مشتعل في بضع أشجار محترقة وسيارات متفحمة تحولت إلى هياكل معدنية وأسلاك كهرباء متقطعة، هكذا كان المشهد على الطريق المؤدي إلى مدينة مصياف السورية الهادئة عادةً، غداة قصف إسرائيلي أودى بـ 18 شخصاً وفق السلطات.
عند مدخل المدينة الجبلية التي تبعد نحو 220 كيلومتراً إلى شمال العاصمة دمشق، تظهر لافتة حديد محترقة جزئياً كُتب عليها اسم المدينة.
وبدت آثار القصف جلية على الطريق المؤدي إليها تحوطه الجبال وأشجار الصنوبر، خلال جولة نظمتها سلطات النظام السوري للصحافيين غداة القصف.
وقال وزير الصحة حسن محمد الغباش خلال الجولة لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إن عدد قتلى العدوان الإسرائيلي على محيط مصياف بلغ 18 قتيلاً إضافة إلى 37 جريحاً.
وحمّل النظام السوري إسرائيل مسؤولية الغارات، لكن الدولة العبرية لم تؤكد تنفيذها هذه الضربات.
دمار وأضرار
وتضرر الطريق المؤدي إلى مصياف بصورة كبيرة، وكذلك أسلاك شبكتي الكهرباء والاتصالات، ودأب عمال على إصلاحها وإعادة توصيلها. وكانت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تزال تتحرك في المكان.
وتوزعت على جانبي الطريق سيارات محترقة ومتفحمة بصورة كاملة تحولت إحداها إلى هيكل معدني، فيما انقلبت جرافة صفراء. وبرزت كذلك نحو خمس حفر كبيرة.
وكان الدخان لا يزال يتصاعد بصورة محدودة من بعض أشجار الصنوبر المحترقة والأعشاب.
على دراجة نارية مع زوجته وطفليه، روى محمد عكاري البالغ 47 سنة الذي يقطن قريباً من مكان القصف، كيف اهتز بهم منزلهم عند الساعة 11:30 ليلاً.
وقال "لم نسمع قط مثل هذا الصوت، انفجار مرعب، أولادي أصابتهم حال رعب".
في مستشفى مصياف الوطني، سادت حال من الهدوء. هنا يرقد محمد شميل (36 سنة) الذي يعمل عنصراً في فوج إطفاء محافظة حماة التي تتبع لها مدينة مصياف، مصاباً بساقه وقدمه.
قال الرجل وقد بدت آثار الألم على ملامحه "كل ما مر علينا سابقاً شيء، وما شهدناه في هذه الحادثة شيء آخر". وأضاف "لا يميزون بين مدني وعسكري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حصيلة أخرى
أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، وله شبكة مصادر ومندوبين واسعة في سوريا حصيلة أعلى من الحصيلة الرسمية، بلغت 26 قتيلاً. وذكر المرصد أن الغارات أسفرت عن "تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية"، مضيفاً أنها استهدفت كذلك "مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف".
ونقلت وكالة سانا الرسمية عن مصدر عسكري بعيد القصف، أن الهجوم حصل قرابة الساعة 20:23 من مساء أمس الأحد (17:23 بتوقيت غرينتش) "من اتجاه شمال غربي لبنان"، مؤكدة أنه استهدف "عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في أعقاب شن الحركة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.
وفي حين أعلن "حزب الله" فتح "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، فإن سوريا تحاول البقاء بمنأى من التصعيد الإقليمي، لكن الحزب وفصائل أخرى موالية لإيران تنفذ أحياناً هجمات على مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان انطلاقاً من سوريا.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، استهدف قصف نُسب إلى إسرائيل مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية لدى دمشق أسفر عن مقتل سبعة عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني. وردت إيران على هذا القصف بهجوم غير مسبوق على إسرائيل.