ملخص
قال عدد من المدونين العسكريين الروس إن هجمات موسكو كانت "رداً انتقامياً" على التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك غرب روسيا، وهو أول عمل من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.
قتل ستة أشخاص اليوم الأربعاء بقصف روسي على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن الحاكم المحلي، في منطقة أعلنت القوات الروسية أنها سيطرت فيها على قرية جديدة. وقال فاديم فيلاتشكين على "تيليغرام" "في الصباح، قتل الروس أربعة أشخاص ودمروا منزلاً في قرية إزماييلفكا القريبة جداً من الجبهة".
وسقط جراء هذا القصف ضحايا من عائلة واحدة، وهم والدان وولداهما. وأكد فيلاتشكين أن هجوماً آخر أدى إلى مقتل شخصين بالقرب من تشاسيف يار، وتدمير عشرات المنازل.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استولت على بلدة كوميتشيفكا الصغيرة، على بعد حوالى 20 كيلومتراً جنوب شرقي بوكروفسك، وهي مدينة تشكل مركزاً لوجستياً مهماً وتحاول روسيا الاستيلاء عليها.
أراض روسية
في الأثناء، قال ديفيد كوهين نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشن هجوماً مضاداً لمحاولة استعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك لكن القوات الروسية ستواجه "قتالاً صعباً".
وذكر كوهين في مؤتمر حول صناعة الأمن القومي أن أهمية التوغل الأوكراني في نحو 777 كيلومتراً مربعاً تقريباً داخل كورسك الروسية ستتضح في ما بعد.
وأضاف كوهين في قمة الاستخبارات والأمن القومي أنه على رغم تصريحات أوكرانيا بأنها لا تعتزم ضم المنطقة التي استولت عليها، تبني القوات الأوكرانية خطوطاً دفاعية ويبدو أنها تنوي الاحتفاظ "ببعض من هذه الأراضي لفترة من الوقت"، واستطرد قائلاً "متأكدون من أن بوتين سيشن هجوماً مضاداً لمحاولة استعادة تلك الأراضي... نتوقع أن المعركة ستكون صعبة على الروس"، وذكر أن بوتين سيضطر إلى "التعامل مع تداعيات خسارة أراض روسية أمام شعبه".
روسيا تحظر دخول 92 مواطناً أميركياً
وفي خطوة لافتة، أعلنت روسيا منع 92 مواطناً أميركيا من دخول أراضيها، بينهم صحافيون في وسائل إعلام بارزة، متهمون بنشر "معلومات خاطئة" عن الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "دخول روسيا ممنوع نهائياً على 92 مواطناً أميركياً يمثلون عالم الأعمال، (إضافة إلى) شخصيات في مجالي الأبحاث والثقافة، وصحافيين ووسائل إعلام".
الطاقة الذرية
على صعيد آخر، قالت روسيا إنها تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتخذ موقفاً "أكثر موضوعية ووضوحاً" في شأن السلامة النووية، بعد يوم من زيارة رافائيل جروسي المدير العام للوكالة لمحطة نووية قرب منطقة توغلت فيها أوكرانيا.
وزار جروسي محطة "كورسك" النووية أمس الثلاثاء، وحذر من خطر وقوع حادثة نووية كبيرة هناك. وقال إنه تفقد الأضرار الناجمة عن ضربة بطائرة مسيرة، ألقت روسيا مسؤوليتها على أوكرانيا، لكن جروسي لم يذكر الجهة المسؤولة عن شن الضربة.
سيناريو الكارثة
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية، قولها في مقابلة إذاعية إن موسكو تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتحدث بصراحة أكبر عن مسائل الأمن النووي، ونفت أن يكون ذلك بمثابة طلب من الوكالة لاتخاذ موقف منحاز لروسيا.
وقالت زاخاروفا "نتابع تقييمات وأنشطة هذا الكيان (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لكن في كل مرة نريد منه أن يعبر بشكل أكثر موضوعية ووضوحاً عن موقفه".
وأضافت "ليس من أجل بلادنا ولا من أجل التصديق فحسب على موقف موسكو، بل من أجل الحقائق التي لها هدف محدد، ألا وهو ضمان السلامة ومنع وقوع سيناريو يفضي إلى كارثة، وهو مسار يدفع نظام كييف الجميع إليه".
ولم ترد أوكرانيا على الاتهامات التي وجهتها إليها روسيا بشن هجوم على المحطة النووية في كورسك قرب منطقة نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلاً مباغتاً في السادس من أغسطس (آب)، والذي لا تزال روسيا تحاول صده. ويدور قتال على بعد نحو 40 كيلومتراً من المحطة.
وقال جروسي خلال زيارته إن المحطة، التي بُنيت وفقاً لتصميم سوفياتي، معرضة للخطر على وجه الخصوص لأنها على خلاف معظم محطات الطاقة النووية الحديثة تفتقر إلى قبة احتواء كان من شأنها توفير الحماية إذا تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة أو صواريخ أو مدفعية.
ولدى سؤال أحد الصحافيين خلال مؤتمر صحافي عن التنديد بالأضرار التي تسببت فيها الطائرة المسيرة باعتبار ذلك "استفزازاً نووياً" من أوكرانيا، قال جروسي "مرة أخرى. توجيه الاتهامات هو أمر يتحتم عليّ كوني المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أتعامل معه بجدية بالغة. لكن من الواضح أننا لا يمكننا فصل ما رأيناه هنا عن أنشطة عسكرية شهدناها أخيراً".
وتحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجانبين طوال الحرب المستمرة منذ نحو 30 شهراً على الإحجام عن القتال حول محطات الطاقة النووية تجنباً لوقوع كارثة.
مسيرات وحرائق
واندلع حريق في منشأة لتخزين الوقود في منطقة روستوف بجنوب غربي روسيا إثر هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلن الحاكم المحلي الأربعاء.
وأكد الحاكم فاسيلي غولوبيف عبر "تيليغرام" أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد النيران، مشيراً إلى أن الحريق لا يشكل تهديداً للمنازل وساكنيها.
وأشار إلى أن الهجوم تسبب "باندلاع حريق في مخزن للوقود"، ولم يؤد الى أية إصابات في الأرواح.
ولا يزال حريق آخر مستعراً منذ 18 أغسطس (آب) في منشأة لتخزين الوقود في مدينة بروليتارسك بمنطقة روستوف بعد تعرضه لهجوم أوكراني.
ومنذ بدء الهجوم الروسي مطلع عام 2022، أعلنت كييف مراراً شن هجمات تستهدف منشآت الغاز والنفط الروسية في ما تقول إنه رد على استهداف موسكو منشآت للطاقة في أراضيها.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق هذا الشهر باستهداف قوات بلاده منشآت النفط الروسية، معتبراً أن هجمات مماثلة تسهم في بلوغ "نهاية منصفة" للنزاع.
هجمات روسية
وأمس الثلاثاء، قال مسؤولون إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على عشرات المناطق في أوكرانيا، وذلك غداة أكبر هجوم من نوعه لموسكو في الحرب على أوكرانيا.
وذكر مسؤولون محليون أن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما "دُمر" فندق في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا. وقال سيرهي ليساك حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك على تطبيق "تيليغرام"، إن خمسة أصيبوا ولا يزال شخص واحد في عداد المفقودين بعد الهجوم. وتقع كريفي ريه بمنطقة دنيبروبيتروفسك.
وقُتل ثلاثة آخرون في هجمات بطائرات مسيرة على مدينة زابوريجيا الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت السلطات المحلية، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في منطقة زابوريجيا، وأُصيب أربعة في هجوم صاروخي على منطقة خاركيف في شمال شرقي البلاد الليلة الماضية.
عمليات مشتركة
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الثلاثاء، إن كييف سترد على روسيا، مطالباً الحلفاء بدراسة تنفيذ عمليات دفاع جوي مشتركة وتوفير أسلحة ذات قدرات بعيدة المدى بعد أن ضربت روسيا بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا بأكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة أول من أمس الإثنين.
وقال سلاح الجو الأوكراني، إنه أسقط خمسة من أصل 10 صواريخ و60 طائرة مسيرة من بين 81 أطلقتها روسيا خلال هجوم أمس الثلاثاء.
وأضاف أن القوات فقدت أثر 10 طائرات مسيرة ربما سقطت في مكان ما على أراضيه. وأوضح أن طائرة أخرى عبرت إلى أراضي بيلاروس.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن قواتها نفذت هجوماً بأسلحة عالية الدقة على أوكرانيا الليلة الماضية. وتنفي موسكو استهداف المدنيين في الحرب التي تشنها على أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022، على الرغم من مقتل الآلاف.
وقال عدد من المدونين العسكريين الروس، إن هجمات موسكو كانت "رداً انتقامياً" على التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك غرب روسيا، وهو أول عمل من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي العاصمة الأوكرانية كييف، قالت الإدارة العسكرية، إن الدفاعات الجوية أسقطت جميع الأهداف القادمة والتي كانت تستهدف المدينة. وقالت السلطات المحلية، إنه لم تقع إصابات.