Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميشيل دوكري: سيسرني أن أؤدي دور جيمس بوند

مع عودتها في فيلم "داون تاون آبي" الذي حظي برواج كبير، تتحدث الممثلة المولودة في إسيكس القريبة من لندن إلى رويزن أوكونور فيما يلي عن العائلة المالكة والعميل السري 007 ومدى اختلافها التام عن شخصية الليدي ماري التي تلعبها في الفيلم

ميشيل دوكري: لم أمثل دور رجل من قبل (عن ريكس) 

تستطيع ميشيل دوكري أن تتخيل نفسها في دور العميلة السرية 007.  صدف أننا التقينا في اليوم نفسه الذي تناول فيه بيرس مورغان مقدم برنامج "صباح الخير بريطانيا" التلفزيوني أزمة جيمس بوند الأخيرة التي بدأت بعدما قال الممثل بيرس بروسنان الذي لعب سابقاً دور العميل السري ذائع الصيت إنه يدعم تأدية امرأة لهذا الدور.

دوكري، التي ترددت شائعات خلال السنوات الماضية عن احتمال أدائها دور " الفتاة المرافقة لبوند"، تُبدي اهتماما واضحاً بالأمر. فهي تقول "أنا أحب بوند، لذلك نعم، لن أرفض أبداً.. أعتقد أن تلك الأفلام تشهد الكثير من التغير، ما يجعلني أتطلع  للمشاركة في العمل المقبل. كنت متحمسة جداً لتلك الشائعات التي انطلقت قبل سنوات حول أداء الممثلة جيليان أندرسون دور بوند الجديد ... كنت أقول ’ متى سيحصل هذا الأمر؟ متى سيبدأ تصوير الفيلم؟".

لكن دوكري  ميالة أكثر إلى الشخصيات النسائية الشريرة في أفلام بوند، مثل زينيا أوناتوب في فيلم "العين الذهبية"، بحركتها الشهيرة التي تمكنها من إحكام القبضة بساقيها، أو شخصية القاتلة المأجورة فيونا فولب في فيلم "كرة الرعد".

وإذ تعبس لدى قولها " تلك الأدوار التي تحمل جوانب مظلمة تروق لي بالتأكيد"، فهي تضيف وقد لاحت عليها علائم الارتياح من جديد وبدت سعيدة باحتمال تمثيل دور من هذا النوع" لكن الأمر كله يتعلق بمدى مصداقية هذه الأدوار. فأنا لم ألعب أبداً شخصية وضيعة حقاً.. على الرغم من أن الليدي ماري قد تكون كذلك في بعض الأحيان!"

نحن نجلس متقابلتين في فندق يحفظ الأسرار وفاخر على مرمى حجر من قصر باكنغهام في لندن، نناقش فيلم "داون تاون آبي"(Downton Abbey) الجديد. ترتدي دوكري جمبسوت بلون خاكي مزودة بحزام يلتف بشكل فضفاض حول خصرها؛ وشعرها مربوط إلى الوراء كاشفاً عن عظام وجهها الحادة وعينين مليئتين بتلك الفكاهة التي تمنح الليدي ماري في "داون تاون آبي" عنصر الدفء المطلوب بشدة لتلطيف سلوكها البارد جداً. وكما لاحظ أشخاص كثيرون من قبلي، فإن الممثلة، 37 عاماً، تختلف تماماً عن الشخصية التي جلبت لها الشهرة، على الرغم من أن لكنة منطقة إسيكس باتت أقل وضوحاً الآن لديها، ربما لأن مزاج "دوان تاون" يهيمن عليها قبل العرض الافتتاحي للفيلم.

تقول دوكري "يبدو أن العمل استغرق وقتاً طويلاً.. ترددت شائعات حوله [بالفيلم] لفترة طويلة، ثم برز السؤال التالي: ’ هل حقاً سننجزه؟ حتى أن هيو بونفيل وصف الوضع كما لو كنا نمسك بأيدي بعضنا بعضاً ونقف جميعاً على حافة جرف ونفكر فيما إذا كنا سنقفز. بدا الأمر هكذا، وكأننا إن لم نقم بذلك، فلن ينجح الأمر. واعتقدت أن التوقيت كان مثالياً  كي يلتئم شملنا. لقد أعطى ذلك وقتاً كافياً للجمهور كي يشتاقوا إلى العمل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يبدو أن دوكري تميل إلى تمثيل الشخصيات التي يزيد الاستقلال من نجاحها. غالباً ما كانت  الليدي ماري تظهر كطفلة مدللة في السلسلة الأولى من "داون تاون آبي"، والأكثر تعجرفاً  من الجميع باستثناء اللورد غرانثام (يؤديه بونفيل). إنها تعامل الليدي إديث (الممثلة لورا كارمايكل) أختها الأصغر منها سناً بقسوة، كما كانت وقحة مع ابن عمها البعيد ماثيو كراولي (الممثل دان ستيفنز)، والذي تزوجته لاحقاً. ومع ذلك، فإن كلاً من الحكاية وأداء دوكري يظهران  الليدي ماري كصديقة مخلصة لتوم برانسون (الممثل ألين ليتش)، وهو السائق السابق للعائلة الذي يتزوج شقيقتها الصغرى الليدي سيبيل (الممثلة جيسيكا براون فيندلاي)، وأيضاً لخادمتها آنا (الممثلة جون فروغات).

إنها بارعة أيضاً في التهكم، ولاسيّما أنها قدمت حوارها بأسلوبها المميز بالتشدق اللامبالي. لقد رسمت صورة لنفسها كالبطلة الرئيسية في السلسلة التلفزيونية الأميركية "السلوك الحسن" (Good Behavior) المستقاة من قصص للكاتب الأميركي بليك كراوتش، والتي لعبت فيها دور الفنانة المخادعة ليتي رينز. ومثلت على نحو لافت شخصية أليس فليتشر في سلسلة رعاة البقر القصيرة "غودليس"( Godless) على شبكة نيتفليكس ، وهي أرملة منعزلة تدير مزرعة في سانتا في، بنيومكسيكو، مع حماتها وابنها الصغير الذي ينقذ روي غود، وهو مجرم جريح يلعب دوره الممثل جاك أوكونيل.

تقول دوكري "أشعر وكأنني بدأت بداية جيدة مع ماري، لأنها تلك المرأة الجبارة والمعقدة.. أحببت شخصية أليس، إذ شعرت أنني أقرب إليها من ماري. كان هناك شيء ما فيها.. ماري مختلفة كلياً عني. في تربيتي، وكل شيء. وكنت قلقة جداً من هذه الناحية عندما أوكل إلي الدور. لكنني بالطبع أنجذب دائماً إلى الشخصيات الحقيقية".

ليس من الصعب التفكير في سبب آخر ربما جعل دوكري تشعر بعلاقة بينها وبين كل من أليس والليدي ماري، وخاصة الأخيرة خلال الموسم الثالث على الأقل، والذي يُقتل فيه ماثيو في حادث مروري عندما كان يقود سيارته في طريق العودة إلى المنزل لرؤية زوجته وابنته المولودة حديثاً. كان قد مر عام على خطبة دوكري من مدير العلاقات العامة جون دنين عندما توفي متأثراً بالسرطان وهو في سن الـ 34 عاماً فقط، في عام 2015. وأوضحت لصحيفة " ذاغارديان" بعد ذلك بعامين أنها تعتبر نفسها "أرملة"، وذكرت كيف أنها أقحمت نفسها في العمل. وقالت إنها تريد أن تترك فترة فاصلة بين المشروع والذي يليه. قلت لها إنها لم تطبق هذا الكلام فعلاً حتى الآن كما يبدو.

فأجابت ببطء " عملت كثيراً بعد ‘داون تاون آبي‘، وبالطبع تأتي هذه الأدوار، وتقومين بانتهاز تلك الفرص". من المفهوم أنها تبدو مترددة في الحديث عن موضوع وفاة خطيبها، لكنها تقول "كانت العودة إلى دور ماري .. قد نسيت كم أحببتها، وأحببت أرتداء تلك الأزياء. عند تأدية عمل ما، فذلك ينطوي عادة  على قدر معين من البحث والتعرف على أشخاص جدد معنيين، والتوتر الذي نمر به. نحن كممثلين نشكك بأنفسنا باستمرار. الأمر الرائع في داون تاون هو أنني كنت أعود إلى مكان مألوف جداً".

تدور أحداث الفيلم، الذي كتبه وشارك في إنتاجه جوليان فيلوز معدّ السلسلة التلفزيونية، في عام 1927. وعاد فريق الممثلين الأصلي، الذي يضمّ بونفيل وماغي سميث وجيم كارتر وبينيلوبي ويلتون، باستثناء ليلي جيمس (التي تلعب دور الليدي روز ماكلير) وسامانثا بوند (بدور الليدي روزاموند بينزويك). بعيداً عن ذلك، تبدو الأمور مألوفة للغاية وغير مهمة، وإن كانت نتيجة الميزانية الأضخم واضحة: أزياء أفضل، ومواقع تصوير أكثر روعة.. تقول دوكري "لقد بات مستوى كل شيء أعلى من قبل".

 وتشير إلى أنها لم تقلق أبداً من أن تُحشر بسبب هذا الدور في قالب نمطي معين لهذا النوع من الأدوار، على الرغم من أنها تبدو مستغربة قليلاً أن الأمور سارت على هذا النحو. وأوضحت "أعتقد أن الأمر معكوس في بعض الأحيان، مع عمل مثل هذا ، فإذا كان أحد ما يبحث عن ممثلين لدراما تدور أحداثها في  فترة العشرينات من القرن الماضي، فلن يسعى للتعاون مع أشخاص مثلنا، فريق ممثلي  داون تاون، لأن عمله الجديد سيبدو وكأنك تشاهدين  الليدي ماري مرة أخرى".

هناك احتمال كبير، نظراً للاضطرابات التي  تتكشف فصولها في السياسة البريطانية، أن يُعتبر " داون تاون"  أداة "إلهاء" لشغل الناس عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تماماً مثلما اعتُبر حفل الزفاف الملكي أو تبني رئيس الوزراء بوريس جونسون وصديقته جرواً.  لكن دوكري تفضل أن يكون "الهروب" مصدر جاذبية العمل، معربة عن اعتقادها أن الفيلم الذي ينقل المشاهدين إلى " مكان آخر" يأتي في الوقت المثالي. وتقول "ربما هناك رسالة يوجهها جوليان عبر العمل، ولكن عندما تلعبين الشخصية، فإن الأمر مختلف تماماً".

وتضيف "لقد افتقد الناس تقليد أمسية الأحد الذي استعدناه نوعاً ما مع داون تاون آبي.. الجميع يفرطون في مشاهدة التلفزيون الآن، وأعتقد أن الناس يفتقدون الزمن الذي كانت فيه مشاهدة التلفزيون حدثاً بحد ذاته".

تعترف دوكري بأنها تحمست لحفلي الزفاف الملكيين، إذ استيقظت مبكراً لمشاهدة زواج هاري وميغان أثناء وجودها في أميركا. إنها تستمتع بشعور التنافسية الذي تضفيه العائلة المالكة على الفيلم "إنه يؤثر على كل شخصية، وقد تم البناء على ذلك ببراعة.. بالنسبة إلى الجميع في ذلك الوقت، كانت الزيارة الملكية مناسبة بالغة الأهمية..  لكنني أعتقد أننا بتنا نعتبر [العائلة المالكة] أمراً مفروغاً منه الآن".

( يعرض فيلم داون تاون آبي في دور السينما حالياً )

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون