Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البابا فرنسيس في الإمارات... وقداس هو الأكبر في البلد بمشاركة 130 ألف شخص

يرى من يتابع مسيرة البابا فرنسيس منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية عام 2013 حتى اليوم أنه مختلف عن سلفه بنديكتوس السادس عشر، وهو يعمل من خلال تصريحاته وزياراته على التقارب الفعلي مع الدول الإسلامية

ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مستقبلاً البابا فرنسيس في مطار أبو ظبي الدولي (أ. ف. ب.)

وصل رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس مساء الأحد إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في مستهل زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام. وحطت طائرة البابا في أبو ظبي عند الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت غرينيتش).
واستبق البابا انطلاق الطائرة المتجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالدعوة الى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وقال عن الهدنة التي تم التوصل إليها في السويد في ديسمبر (كانون الأول) إنه يوجّه نداءً "إلى الجماعة الدولية والأطراف المعنية كي تلتزم الاتفاق الذي تم التوصل إليه ويضمن توزيع المواد الغذائية ويعمل من أجل خير الشعب". وأضاف في عبارةٍ مرتجلة لم ترد في نص خطابه الأصلي "إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكننا لا نستطيع الوصول إلى مستودعات الطعام".
ولفت البابا فرنسيس إلى أن "صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى حضرة الله".
ويترقب العالم الزيارة الاستثنائية لأهم شخصية مسيحية في العالم إلى شبه الجزيرة العربية... كيف لا، وهي المحطة الأولى لبابا الكنيسية الكاثوليكية عبر التاريخ في دولة خليجية وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد توجيه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعوة إلى البابا فرنسيس للمشاركة في حوار بين الأديان في شأن موضوع "الأخوّة الإنسانيّة".
وحط البابا فرنسيس رحاله في الإمارات، لكتابة "صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان، نؤكّد فيها أنّنا إخوة حتّى وإن كنّا مختلفين"، على حد قوله.
ورحّب ولي عهد أبو ظبي بزيارة البابا إلى الإمارات، وكتب على حسابه على "تويتر" "نجدّد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في دار زايد".
هذه الزيارة، التي ستستمر من الثالث حتى الخامس من فبراير (شباط) الحالي، تحظى بأهمية كبرى، على اعتبار أنها أول حضور لرأس الكنيسة الكاثوليكية في دولة خليجية، وتترجم على أنها التقارب المسيحي الإسلامي بأعمق صوره من خلال الانفتاح العربي والخليجي تحديداً نحو الغرب في إطار نسج العلاقات مع العالم المسيحي.
يؤكد من يتابع مسيرة البابا فرنسيس منذ توليه الكرسي الرسولي عام 2013 حتى اليوم، أنه مختلف عن سلفه بنديكتوس السادس عشر، وهو يعمل من خلال تصريحاته وزياراته على التقارب الفعلي مع الدول الإسلامية عبر تغليب لغة الحوار على الحساسيات الدينية، كما يقول الأب فالنتينو كوتيني الذي يدرس العلاقات الإسلامية المسيحية في المعهد البابوي في روما.
ويشارك البابا في أبو ظبي، الاثنين 4 فبراير، في لقاء ديني مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وممثلين عن ديانات أخرى، قبل أن يترأس قدّاساً في ملعب لكرة القدم في العاصمة الإماراتية، يوم الثلثاء 5 فبراير، أمام تجمع، توقّعت صحف محلية أن يكون الأكبر في تاريخ الدولة الخليجية.
وتشير السلطات الإماراتية إلى مشاركة نحو 130 ألف شخص في القداس، إضافة إلى 1200 سيساعدون في الترتيبات الخاصة بالقداس.
فيما ستنقل أكثر من ألفي حافلة المصلين إلى مكان القداس عشية الموعد المحدد من مناطق عدة.

الوجود المسيحي في شبه الجزيرة العربية

يوجد أكثر من 3.5 مليون مسيحي في الخليج، بينهم 75 في المئة من المذهب الكاثوليكي، وغالبيتهم عمال من الفيليبين والهند.
تشير النيابتان الرسوليتان في المنطقة، أي النيابية الرسولية الكاثوليكية في البحرين والنيابية الرسولية التابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية في الإمارات، إلى وجود أكثر من مليوني كاثوليكي في السعودية هم من العمال الأجانب، طبقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، ونحو 350 ألفاً في الكويت و80 ألفاً في البحرين، ونحو 200 إلى 300 ألف كاثوليكي في قطر، ومليون كاثوليكي في الإمارات.
إلا أن معظم التقارير المحدّثة تشير إلى أن عدد المسيحيين في السعودية هو قرابة 1.5 مليون مسيحي.
وهناك 22 كنيسة كاثوليكية في شبه الجزيرة العربية يسمح بزيارتها والصلاة فيها، 8 في الإمارات، 4 في كل من عمان والكويت واليمن، كنيسة واحدة في قطر، وأخرى في البحرين.
والكويت هي الدولة الأولى في المنطقة التي أقامت علاقات رسمية مع الكرسي الرسولي عام 1968، ثم اليمن في عام 1998، وبعدهما البحرين في عام 2000، لتليها قطر التي أقامت علاقات مع الفاتيكان عام 2002، ومن ثم الإمارات عام 2007.
أما السعودية فاستقبلت في أبريل (نيسان) 2018 الكاردينال الفرنسي جان لوي توران، بعد أن زارها بطريرك أنطاكيا الماروني بشارة الراعي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
زيارات البابا فرنسيس لدول إسلامية

منذ توليه الكرسي الرسولي عام 2013، زار البابا فرنسيس دولاً إسلامية عدة.
في مايو (أيار) 2014 استقبل الملك الأردني عبد الله الثاني بحفاوة في عمان البابا فرنسيس الذي التقى لاجئين سوريين، قبل أن يزور تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.
في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016 قام الحبر الأعظم بزيارة خاطفة لأذربيجان.
أما عام 2017 فقام بزيارة لافتة إلى مصر بعد 17 عاماً من تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني، قبل أن يزور بنغلادش في العام نفسه.
ومن المتوقع أن يزور البابا في مارس (أذار) المقبل المغرب.
إضافة إلى زياراته، كانت للبابا فرنسيس مواقف لافتة أبرزها عام 2016 عندما رفض "الربط بين الإسلام والعنف" في رد على سؤال عن قتل مسلحين متطرفين القس المسن جاك هاميل في فرنسا، متحدثاً عن الشبه بين "أعمال عنف إسلامية" و"أعمال عنف مسيحية".

المزيد من العالم العربي