ملخص
يبدو أن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الوسطاء المصريون والقطريون بدعم من الولايات المتحدة لوقف الأعمال القتالية معلقة على رغم إعلان كل الأطراف، ومن بينها إسرائيل و"حماس"، أنها منفتحة على إجراء مزيد من المحادثات.
فيما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة مفاجئة للقوات الإسرائيلية في مدينة رفح، قال مسؤولون بقطاع الصحة وسكان في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت مخيمات لاجئين في وسط القطاع وقصفت مدينة غزة في الشمال أمس الخميس، مما أودى بحياة 21 شخصاً في الأقل كما توغلت الدبابات في رفح جنوباً.
وأضاف المسؤولون أن 16 شخصاً لقوا حتفهم في ضربات جوية إسرائيلية في بلدة الزوايدة ومخيمي البريج والنصيرات ومدينة دير البلح المكتظة بالسكان، وهي آخر مركز حضري كبير في غزة لم يتعرض لغزو القوات الإسرائيلية.
وقال نتنياهو الذي قام بزيارة للقوات الإسرائيلية في رفح إن الضغوط العسكرية مع المطالبة بإعادة 120 من الرهائن لا يزالون محتجزين في قطاع غزة تؤتي ثمارها، ومن المقرر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس الأميركي الأسبوع المقبل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، "هذا الضغط المزدوج لا يؤخر الاتفاق وإنما يعجل به".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته قتلت قياديين بارزين من حركة "الجهاد الإسلامي" في ضربتين جويتين في مدينة غزة، وأضاف أن أحدهما شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في جنوب إسرائيل الذي أدى إلى حرب غزة.
وشمالاً في مدينة غزة قال مسعفون إن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربتين أخريين، وقال سكان في رفح إن دبابات إسرائيلية توغلت في الجانب الغربي من المدينة وتمركزت على قمة تل هناك، وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على عدد من الأنفاق وقتلت عدداً من المسلحين.
وفي مستشفى "الأمل" الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس بجنوب غزة، استخرج مسؤولون صحيون فلسطينيون ما لا يقل عن 12 جثة مدفونة داخل المنشأة الطبية لإعادة دفنها في مكان آخر.
حافة الانهيار
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس الخميس إن القتال جعل مستشفى الصليب الأحمر الميداني الذي يضم 60 سريراً في رفح يصل إلى درجة انهيار طاقته الاستيعابية، وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في غزة وليام شومبرغ "أدت الأحداث المتكررة التي تسببت في وقوع إصابات جماعية والناتجة عن أعمال القتال التي لا تكل إلى الضغط على قدرة مستشفانا، وقدرة جميع المرافق الصحية في جنوب غزة على الاستجابة إلى حد العجز عن رعاية المصابين بإصابات تهدد حياتهم".
ولجأ أكثر من مليون شخص إلى رفح هرباً من القتال في الشمال، لكن معظمهم تفرق مرة أخرى منذ شنت إسرائيل هجوماً على المدينة ومحيطها في مايو (أيار) للقضاء على كتائب "حماس" التي تعمل هناك.
وبعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب، لا يزال المسلحون الفلسطينيون بقيادة "حماس" قادرين على مهاجمة القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر، ويطلقون أحياناً وابلاً من الصواريخ على إسرائيل.
وقالت حركة "الجهاد الإسلامي" إنها أطلقت صواريخ على بلدتين في جنوب إسرائيل أمس الخميس، وقال جناح "حماس" العسكري إنه أطلق قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية في جنوب غربي رفح، ولم يرد تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت إسرائيل الثلاثاء الماضي إنها قضت على نصف قيادة الجناح العسكري لحركة "حماس"، وقتلت أو أسرت نحو 14 ألف مسلح منذ بداية الحرب، وذكرت أن 326 من جنودها قتلوا في غزة.
ولم تعلن "حماس" أعداد القتلى والجرحى في صفوفها، وتقول إن إسرائيل تبالغ لتصوير "نصر مزيف".
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الوسطاء المصريون والقطريون بدعم من الولايات المتحدة لوقف الأعمال القتالية معلقة على رغم إعلان كل الأطراف، ومن بينها إسرائيل و"حماس"، أنها منفتحة على إجراء مزيد من المحادثات.
"كارثة صحية"
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حركة "حماس" في غزة أمس الخميس أن الفحوص بينت وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال في عينات عدة من مياه الصرف الصحي في القطاع، منددة بـ"كارثة صحية".
وقالت الوزارة في بيان إن "نتائج الفحوص التي أجريت على عينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع ’يونيسف‘، بينت وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال".
وشلل الأطفال مرض فيروسي متوطن حالياً في بلدين فقط، هما باكستان وأفغانستان.
وأضافت الوزارة أن هذا الاكتشاف "في مياه الصرف الصحي التي تجري بين خيام النازحين" في القطاع الفلسطيني "ينذر بكارثة صحية حقيقية، ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة" بهذا المرض.
بعد تسعة أشهر من الحرب في قطاع غزة، توقفت مضخات مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط القطاع عن العمل الثلاثاء الماضي بسبب نقص الوقود، وفق البلدية.
وتشكل مياه الصرف الصحي الراكدة وأكوام القمامة والأنقاض "بيئة مواتية لانتشار أوبئة مختلفة"، بحسب ما قالت الوزارة، داعية إلى "وقف فوري للعدوان الإسرائيلي".
من جهتها قالت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان إنه اكتشف وجود فيروس شلل الأطفال "من النوع 2 في عينات مياه الصرف الصحي من منطقة غزة"، ووفقاً لموقع منظمة الصحة العالمية هذه السلالة قضي عليها في عام 1999.
وأضافت الوزارة أن هذه العينات "اختبرت في مختبر إسرائيلي معتمد من منظمة الصحة العالمية"، مما "يثير مخاوف من وجود الفيروس في المنطقة"، وأشارت إلى أنها "تراقب" الوضع لمنع انتشار "خطر الإصابة بالمرض في إسرائيل".
حل الدولتين
بدت الولايات المتحدة أمس الخميس محرجة إثر تصويت البرلمان الإسرائيلي على قرار يرفض قيام دولة فلسطينية، وكررت تأييدها لحل الدولتين.
وبعدما طرحت عليهما أسئلة عديدة، رفض المتحدثان باسم البيت الأبيض والخارجية الأميركية الإدلاء بأجوبة محددة حول التصويت في ذاته إذ أثار انتقادات دول أخرى.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "أعتقد أن السبيل الأفضل للرد على هذا السؤال هو تكرار اقتناعنا الراسخ بوعد حل الدولتين"، وأضاف أن "الرئيس جو بايدن لن يتخلى عن هذا الحل، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا في محاولة للوصول إليه".
وتابع كيربي "نعلم أن هذا الأمر لن يتم من دون صعوبات، ونعلم أيضاً أنه ينبغي إظهار شجاعة وقيادة في المنطقة لبلوغ ذلك".
وتبنى البرلمان الإسرائيلي ليل الأربعاء - الخميس قراراً يرفض "قيام دولة فلسطينية"، وجاء في القرار أن "الكنيست يرفض بشدة قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، أي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 أو في قطاع غزة الذي دمرته حرب مستمرة بين الدولة العبرية وحركة "حماس" منذ السابع من أكتوبر.
ويأتي ذلك قبل زيارة نتنياهو لواشنطن، وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "أعتقد أنه يمكننا القول إن نصاً تشريعياً يرفض حل الدولتين ليس أمراً يرضينا".