Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ديما الجندي: أية امرأة مستقلة ماديا تختار الطلاق قطعا

المخرجون لا يبذلون جهداً مع الممثل بل يستخدمون أبسط أدواته التمثيلية

الممثلة السورية ديما الجندي (حساب ديما الجندي الخاص)

مسيرة فنية حافلة في رصيد الممثلة السورية ديما الجندي التي شاركت حتى اليوم، بأكثر من 60 مسلسلاً وقدمت أكثر من 60 شخصية. وإلى جانب التمثيل خاضت تجربة تقديم البرامج، التي لا تمانع تكرارها، كونها تملك خبرة في هذا المجال، ولأنها يمكن أن تؤمن لها مردوداً مادياً إضافياً، إلى جانب عملها الأساسي.

بداية تحدثت ديما الجندي عن الدور الذي تنتظره، وقالت "أنتظر الدور الذي لم ألعبه حتى الآن، دوراً جديداً وغريباً عن كل الشخصيات التي قدمتها سابقاً، كدوري في مسلسل (غرابيب سود)، لأنه كان مختلفاً وقدمته للمرة الأولى".

تهديد داعش

وقيّمت الجندي تجربتها في مسلسل "غرابيب سود"، الذي تناول موضوع انضمام النساء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وأوضحت "غرابيب سود من أهم الأعمال التي شاركت فيها، لأنه ضمّ ممثلين من معظم الدول العربية، وتعرفت بفضله على مخرجين لم أكن أعرفهم سابقاً. أنا أحب الأعمال التي فيها خليط، لأنها تتيح الفرصة للتعرف إلى ثقافات مختلفة. (غرابيب سود) كان عملاً مرهقاً، لكن نتيجته كانت جيدة جداً، ليس على مستوى الوطن العربي فحسب، وإنما على مستوى العالم كله، لأننا أجرينا عند عرضه لقاءات مع مجلات وصحف عالمية أوروبية وأميركية. كل الذين شاركوا في هذا العمل تبنّوا فكرته ولذلك حظي بكل هذا الإعجاب. ومع أن الناس مقتنعون بأنه جرى اقتطاع جزء كبير منه لكن هذا غير صحيح، لأننا صوّرنا 21 حلقة وبعد المونتاج أصبحت 20 حلقة، والشركة المنتجة كانت مصرة على عرضه في رمضان 2017 حتى لو لم يكن 30 حلقة، لأننا تأخرنا في تصويره، الأمر الذي حال دون عرضه في الموسم الرمضاني الذي سبقه".

وعما إذا كانت قد تعرضت للتهديد بسبب هذا العمل من تنظيم "داعش"، كما حصل مع بعض زميلاتها اللواتي شاركن فيه، أوضحت "كلا لم أتعرض إلى أي تهديد ولا أعرف ما إذا كانت غيري من الممثلات قد تعرضن له".

ومع تكرار الوجوه في الأعمال الدرامية، هل تعتبر الجندي أن الدراما تظلم بعض الفنانات، بسبب تركيز المنتجين على ممثلات معدودات في أدوار البطولة، توضح "الدراما تظلم الممثلين كما الممثلات، كونها تكرّس الممثل الناجح. عندما ينجح فنان أو فنانة في دور معين، يجري تكريسه لأدوار أخرى مقبلة، وهذا الأمر يحرم غيره من الممثلين من الحصول على فرص جديدة، كما أن إبقاء الممثل في مكانه ويحول دون تطوره، ولقد بدأت ألاحظ بأن المخرجين لا يبذلون جهداً مع الممثل بل يستخدمون أبسط أدواته التمثيلية، مع أنه يمكن أن تكون لديه قدرات كبيرة، لكنه بحاجة إلى من يمسك بيده لكي يخرج مكنوناته الداخلية التي لم يستعملها بعد".

باب الحارة

الجندي التي نوّعت في تجربتها التمثيلية بين الأعمال التاريخية والمودرن، تحدثت عن سرّ تمسك الممثل السوري بالأعمال التاريخية، "شخصياً لا أفضل الأعمال التاريخية، بل الجهود التي تُبذل فيها، خصوصاً في الإنتاجات الضخمة، كما حصل في مسلسل (هارون الرشيد) الذي أحبه الناس كثيراً. بالنسبة إلى إقبال الممثلين السوريين على الأعمال التاريخية، فيعود سببه إلى أن الممثل السوري يتقن اللغة العربية الفصحى أكثر من سائر الممثلين العرب، لذا يفضل المنتجون أن يكون معظم الممثلين المشاركين في عمل تاريخي من الجنسية السورية، وإليهم يستعينون بممثلين من دول عربية أخرى يجيدونها أيضاً. والكل يعرف أن المدارس في سوريا تهتم كثيراً بتعليم اللغة العربية".

من ناحية أخرى، تحدثت الجندي عن تجربتها في مسلسل "باب الحارة" الذي يتعرض لانتقادات من معظم الممثلين السوريين، التي تصل أحياناً إلى حد السخرية منه، وقالت "تجربتي في (باب الحارة) كانت ممتازة، خصوصاً أنني شاركت فيها تحت قيادة بسام الملا والمخرج المؤمن الملا. دوري فيه كان صعباً وجديداً ومفصلياً في حياتي الفنية، وأنا راضية عنه تماماً. وبالنسبة للانتقادات، فإن أذواق الناس مختلفة، ولا يمكن التحكم بها، وأنا أعرف أشخاصاً يحبون هذا المسلسل كثيراً ويتابعونه ويطالبون بأجزاء إضافية، وآخرون يقولون إنهم ملّوا منه. يفترض بنا تقديم كل أنواع الدراما، والخيار للجمهور لكي يحدّد ما يحبه وما لا يحبه".

الجندي التي خاضت تجربة تقديم البرامج، هل ترى أن الفنان يحقق نجاحاً أكبر من الإعلامي في التجربة نفسها؟ تجيب "الجمهور هو الذي يحدّد، ولست في موقع يخولني الإجابة على هذا السؤال، لأنني سبق أن خضت تجربة التقديم، لكن يبدو أن هناك توجّهاً عند الشركات المنتجة لبعض البرامج التلفزيونية، للاستعانة ببعض الممثلين المحبوبين والمشهورين لتقديمها، وأنا أجدها خطوة ناجحة، تؤكدها تجارب الفنانين والفنانات الذين خاضوها، لأن الناس أحبوها وإن كان البعض لم يحبها".

وجهات نظر

وعما إذا كانت ترى أن هناك موضة وموجات تسيطر على الساحة الفنية، تجبر الفنان على مجاراتها، من بينها العمل في مجالات أخرى إلى جانب مهنته الأساسية، توضح "هذا صحيح، لكن هناك اختلاف بين فنان وآخر في التعامل معها. أحياناً يخوض الفنان تجارب جديدة انطلاقاً من خبرته، فأنا مثلاً كنت على مدار عامين عضو لجنة تحكيم في المهرجان العالمي (إيمي أوورد) وهي تجربة أضافت إلى خبرتي واسمي. وأحياناً هو يزاول مهنة إضافية، إذا توافرت لديه الإمكانية والخبرة، كي لا يجد نفسه مضطراً للعمل في مهنة لا تمت إلى الفن بصلة، كتقديم البرامج أو الغناء، كما حصل مع بعض الزملاء الذين افتتحوا مطاعم وعملوا في قطاع العقارات، بسبب تراجع الدراما السورية حصراً والعربية عامة، وبسبب تكريس بعض الوجوه في المسلسلات وإقصاء أخرى عن المسلسلات، هذا عدا عن أن تراجع الإنتاج إلى حد كبير. شخصياً، لا أجيد سوى التمثيل ولا أحقق نفسي إلا في مهنة لديّ إلمام فيها، ولأني سبق أن خضت تجربة تقديم البرامج، فلن أرفض تكرار التجربة، لأنها تدرّ علي مالاً إضافياً وتضيف إلى شهرتي كممثلة معروفة على مستوى الوطن العربي. لكن بعض الفنانين، بهدف تحقيق شهرة أوسع وأكبر، ولأنهم يشعرون أنهم لم يحققوا ما كانوا يطمحون إليه، يتجهون إلى مزاولة مهنة لها علاقة بشكل أو بآخر بالفن". 

الطلاق حلال

الجندي التي انفصلت عام 2013 عن المخرج فراس الدهني، ترفض مقولة إن الطلاق تحوّل إلى ظاهرة في الوسط الفني السوري، وتقول "لا أعرف لماذا ينظر الناس إلى الطلاق على أنه ظاهرة في الوسط الفني مع أنه ظاهرة في العالم العربي كله، لكن لأننا مشاهير وتحت الضوء يتعاطى الناس مع طلاقنا بشكل مبالغ فيه. من يقصد المحاكم في أي بلد عربي سيجد أن هناك ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات الطلاق. أولاً، الله حلّل الطلاق، وثانياً، هو خيار لا بدّ منه عندما يصل الثنائي إلى طريق مسدود في زواجه. الطلاق ليس ظاهرة، بل حالة طبيعية إنسانية في المجتمع العربي، كان يجب أن تحصل منذ فترة بعيدة، لكن كان هناك رفض قاطع لها وأصبحت عادية جداً اليوم، خصوصاً عندما يكون الزواج مؤذياً للطرفين أو للأطفال. وأية سيدة مستقلة، قادرة على الإنتاج من دون الاعتماد على الرجل، تختار الطلاق قطعاً، والأمر نفسه بالنسبة إلى الرجل، عندما يصل إلى طريق مسدود ويجد أن حياته مع الشريكة غير صحية".

وعما إذا كانت تشجع ابنتها على التمثيل، أشارت الجندي إلى أنها تساند "تيا" في أي قرار تختاره، وتابعت "أنا أدعمها لكي تحقق حلمها في الحياة مهما كان، وأفتح أمامها الأبواب على مصراعيها، ولا يمكن أن أفرض عليها رأيي وكذلك والدها. قريباً تصبح "تيا" في الـ 15 من عمرها، وهي لا تزال صغيرة ولا تجيد الاختيار بشكل صحيح، ومن المعروف أن المراهقين يبدلون آراءهم بين فترة وأخرى".

الجندي أشارت إلى أنها لم توقع رسمياً على أي عمل للفترة المقبلة، وأنها باشرت بقراءة أحد السيناريوهات، وستعلن عن مشروعها المقبل في حال وافقت عليه.

المزيد من فنون