ملخص
محادثات بايدن - زيلينسكي هي الأولى بينهما مباشرة منذ زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن في ديسمبر 2023، عندما واجه الرئيسان معارضة من الحزب الجمهوري لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة السيطرة على قرية باراسكوفييفكا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث تحقق القوات الروسية تقدماً في مواجهة الجيش الأوكراني.
وقالت الوزارة في بيان، "خلال الأسبوع الماضي حسنت وحدات من المجموعة الجنوبية مواقعها على طول خط المواجهة وحررت بلدة باراسكوفييفكا".
من جهته قال الجيش الأوكراني اليوم إن القوات الجوية أسقطت خمسة صواريخ و48 من أصل 53 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، خلال هجوم شنته الليلة الماضية على تسع مناطق.
وذكر حاكم منطقة كييف أن القوات الروسية هاجمت المنطقة بطائرات مسيرة وصواريخ من طراز "كيه إتش-101" و"كيه إتش-555"، مما أدى إلى نشوب حريق في إحدى المنشآت الصناعية، وعملت خدمات الطوارئ صباح اليوم على إخماد الحريق من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وقال حاكم خاركيف أوليه سينيهوبوف إن الهجوم بالطائرات المسيرة تسبب في تدمير نوافذ في ثلاثة مبان سكنية في الأقل، وإلحاق أضرار بمتجر ومكتب بريد وغيرها من البنى التحتية المحلية.
وأفاد حاكم دنيبروبتروفسك بأنه جرى تدمير ثلاث طائرات مسيرة فوق المنطقة، وقال حاكم كيروفوهراد إنه لم تقع أي أضرار في المنطقة جراء الهجوم بعد أن أبلغ الجيش عن إسقاط مسيرة. وذكر أيضاً حاكم خميلنيتسكي بعدم وقوع أضرار، قائلاً إن القوات الجوية أسقطت 11 هدفاً فوق المنطقة.
وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط سبع طائرات مسيرة فوق منطقة أوديسا الجنوبية، وثلاث أخرى في منطقة خيرسون، وطائرتين أخريين في منطقة ميكولايف.
وقال نائب وزير الطاقة الأوكراني ميكولا كوليسنيك، في تصريحات عبر التلفزيون الوطني، إن الهجوم لم يلحق أضراراً بأية بنية تحتية للطاقة.
القتلى المدنيون
في غضون ذلك قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم إن عدد القتلى من المدنيين في أوكرانيا ارتفع بشكل حاد الشهر الماضي إلى 174، ليصل إلى أعلى مستوى في عام تقريباً، مع زيادة الهجمات بالصواريخ والقنابل على المناطق المأهولة بالسكان حول خاركيف.
وأعداد مايو (أيار) أعلى بنسبة 31 في المئة مقارنة بأبريل (نيسان)، والأعلى منذ يونيو (حزيران) 2023، وفقاً لبيانات بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا.
اتهام الولايات المتحدة
اتهمت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أوكرانيا باستخدام منظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) التي زودتها الولايات المتحدة لقصف أهداف مدنية في منطقة بيلغورود وحملتها المسؤولية عن مقتل نساء وأطفال.
ووجهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتهامات في مؤتمر صحافي عقد على هامش منتدى اقتصادي في سانت بطرسبورغ.
وقالت زاخاروفا إن الضربات نفذت الأسبوع الماضي في منطقة بيلغورود بعد وقت قصير من إعلان الولايات المتحدة موافقتها للمرة الأولى على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب روسيا.
وهذه هي المرة الأولى التي تحمل فيها روسيا الولايات المتحدة مسؤولية مقتل مدنيين على أراضيها، وهو اتهام جاء في أعقاب تحذيرات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الغرب يلعب بالنار، ويخاطر بإشعال صراع عالمي من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية داخل روسيا.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من الاتهامات بصورة مستقل كما لم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا أو الولايات المتحدة.
"لأوكرانيا الحق"
على هذا الصعيد قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال زيارة إلى السويد اليوم، إن أوكرانيا لها الحق في مهاجمة أهداف عسكرية مشروعة في روسيا من أجل الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي.
وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون في قاعدة عسكرية قرب ستوكهولم، "لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها، إن الحق في الدفاع عن النفس يشمل أيضاً الحق في ضرب أهداف عسكرية مشروعة على أراضي الطرف المهاجم المعتدي، في هذه الحالة روسيا".
وقال ستولتنبرغ "هذه حرب هجومية بدأتها روسيا ضد أوكرانيا، الدولة المجاورة المسالمة والديمقراطية التي لم تشكل في أي وقت من الأوقات تهديداً لروسيا".
وأضاف "ليس هناك شك في أن أوكرانيا لها الحق في ضرب أهداف على الأراضي الروسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقاء بايدن – زيلينسكي
من ناحية أخرى التقى الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس اليوم الجمعة، واعتذر عن تأخير الكونغرس في الموافقة على أحدث حزمة من المساعدات الأميركية، وأعلن عن دفعة جديدة من المساعدات بقيمة 225 مليون دولار.
وأكد بايدن أنه دفعة المساعدات الجديدة ستساعد أوكرانيا في إعادة بناء شبكتها الكهربائية. وقال، "أعتذر عن تلك الأسابيع التي لم أعرف فيها" ما سيحدث في ما يتعلق بالتمويل، وأضاف "كان بعض أعضائنا المحافظين للغاية (في الكونغرس) يعرقلون الأمر... لكننا أنجزناه أخيراً".
وشكر زيلينسكي بايدن على الدعم الأميركي العسكري والمالي والإنساني لأوكرانيا. وقال وهو يتحدث باللغة الإنجليزية، "من الضروري للغاية أن تقفوا بجانبنا وأن يتحد الحزبان (الديمقراطي والجمهوري) في الكونغرس في دعم (أوكرانيا)... وأن يقف الشعب الأميركي بأكمله معها، كما كان يحدث خلال الحرب العالمية الثانية عندما ساهمت الولايات المتحدة في إنقاذ حياة الناس وتحرير أوروبا".
وهذه أول محادثات مباشرة بينهما منذ زيارة زيلينسكي لواشنطن في ديسمبر (كانون الأول) 2023، عندما واجه الرئيسان معارضة من الحزب الجمهوري لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.
وسيجتمع الرئيسان مجدداً الأسبوع المقبل في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع المقرر عقدها في إيطاليا، إذ ستناقش الدول الغنية استخدام الأصول الروسية التي جمدتها بعد الحرب الأوكرانية في مسعى لتوفير 50 مليار دولار لكييف.
وقال زيلينسكي لـ"رويترز" الشهر الماضي إن الدول الغربية تستغرق وقتاً طويلاً لاتخاذ قرارات في شأن المساعدات.
وأدلى بايدن بتصريحات في نورماندي بفرنسا أمس الخميس ربط فيها بين الحرب العالمية الثانية والحرب الروسية على أوكرانيا من حيث الطغيان والاستبداد، واصفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالديكتاتور".
وتسعى كييف جاهدة للدفاع عن خاركيف بعد هجوم بدأته موسكو في الـ10 من مايو (أيار) الماضي وسيطرت خلاله على بعض القرى في المنطقة.
وغير بايدن موقفة الأسبوع الماضي وسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية التي زودها بها لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم الهجوم على خاركيف.
وقال نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر في واشنطن أمس الخميس إن الولايات المتحدة تحاول تلبية حاجات أوكرانيا من الأسلحة.
مصنع أسلحة في أوكرانيا
في سياق متصل أضفت شركة الأسلحة الفرنسية الألمانية "كي أن دي أس" التي تصنع مدافع قيصر بشكل خاص، الطابع الرسمي على إنشاء فرع تابع لها في أوكرانيا أثناء وجود زيلينسكي في باريس اليوم.
وقالت الشركة لوكالة الصحافة الفرنسية إن شركتها الفرعية ستقوم بإنتاج معدات عسكرية وذخائر على الأراضي الأوكرانية، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس في نهاية مارس (آذار).
ووقع ممثلون عن "كي أن دي أس - فرنسا" وعن شركة "إي أن أم إي كي" الأوكرانية على خطابي نوايا، أحدهما يتعلق بإنشاء مركز صيانة لمدافع قيصر، والثاني يتعلق بالطباعة ثلاثية الأبعاد لقطع الغيار.
كذلك تم إضفاء الطابع الرسمي على عقد لنقل الإنتاج المرخص لقذائف عيار 155 ميليمتراً إلى الأراضي الأوكرانية.
وقال وزير الدفاع الفرنسي إن "الحاجة الأكثر إلحاحاً تتعلق بتوفير قطع غيار على الأراضي الأوكرانية".
طائرات فرنسية
وحث زيلينسكي اليوم الغرب على بذل مزيد من الجهد لتحقيق سلام عادل في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته في أن كييف ستخرج منتصرة من هذه الحرب.
وخلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا سترسل طائرات مقاتلة من طراز "ميراج - 2000" إلى أوكرانيا في إطار تعاون عسكري جديد مع كييف، وأشار إلى أنه سيعرض على نظيره الأوكراني اليوم أن يبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين اعتباراً من هذا الصيف.
وغداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي الذي قاد إلى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، تحدث زيلينسكي إلى البرلمان الفرنسي في باريس.
وأعرب أمام المشرعين الفرنسيين اليوم عن أمله في أن تؤدي القمة التي تستضيفها سويسرا في وقت لاحق من هذا الشهر في شأن السلام في أوكرانيا، إلى تسريع التوصل إلى نهاية عادلة للصراع.
وقال إن "قمة السلام يمكن أن تصير صيغة تجعلنا أقرب من نهاية عادلة لهذه الحرب"، وأضاف "أنا ممتن لكل ما تفعلونه، وهو كثير، ولكن من أجل سلام عادل لا بد من بذل مزيد من الجهود".
وحذر من أنه بعد مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية، لم تعد أوروبا "للأسف قارة تنعم بالسلام" منذ الهجوم على أوكرانيا، واصفاً بوتين بأنه "عدو مشترك" لبلاده ولأوروبا.
وتضغط كييف على أوروبا لزيادة دعمها العسكري، مع تحقيق روسيا مكاسب في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة، فيما تزايدت المخاوف إزاء ما يمكن أن تمثله رئاسة ترمب للنزاع.
استياء موسكو من باريس
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم إن تصريحات ماكرون الأخيرة "تؤجج" التوترات في أوروبا، وتظهر أنه يحضر فرنسا للاضطلاع بدور مباشر في أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف قوله إن "ماكرون يظهر دعماً مطلقاً لنظام كييف ويعلن الجهوزية لمشاركة فرنسا المباشرة في النزاع العسكري".
وأضاف على هامش في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، "نعتبر تلك التصريحات استفزازية جداً، وتؤجج التوترات في القارة ولا تؤدي إلى أي مما هو إيجابي".
ورفض ماكرون استبعاد نشر قوات في أوكرانيا، على رغم امتناع أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي عن ذلك، وتنديد غاضب من موسكو.
رسمياً لا تنشر فرنسا حالياً عسكريين يساعدون أو يدربون القوات الأوكرانية في أوكرانيا، لكن كييف قالت الأسبوع الماضي إنها تجري "محادثات" مع باريس بهذا الشأن.
وقالت روسيا الثلاثاء إنها ستعتبر أي مدربين أجانب يرسلون إلى أوكرانيا "أهدافاً مشروعة" لضرباتها.