Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هو الرئيس القادم لإيران؟

مستقبل الحكم بعد خامنئي ستتحدد ملامحه بعد 50 يوماً لدى عقد الانتخابات الرئاسية

رحيل إبراهيم رئيسي في حادثة المروحية أربك المشهد الإيراني (أ ف ب)

ملخص

هناك عدد من المتحمسين لتولي منصب رئاسة الجمهورية لكن طريق الصعود ليس سهلاً أمامهم، والتفكير بتولي المنصب أمر يختلف تماماً عن واقع الجلوس على كرسي الرئاسة.

قبل تداول الصور التي نشرت عن مقتل رئيس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي تأملت صورتين قديمتين لساعات طويلة، الأولى صورة الراحل رئيس الوزراء الإيراني الأسبق أمير عباس هويدا الذي استهدف بالرصاص في الرأس والصدر، وكانت جميع جوارحه تشهد بأنه كان بريئاً، والصورة الثانية تعود لجثمان رئيس السلطة القضائية محمد بهشتي الذي قتل في انفجار مقر حزب "جمهوري إسلامي" في طهران، الأولى وصلتني أثناء وجودي في الوطن والثانية خلال انتقالي إلى الخارج.

وكان هويدا قتل على يد هادي غفاري وعصابة خلخالي إذ استهدفوه بوابل من الرصاص، أما بهشتي فقتل في انفجار لم تكشف تفاصيله بعد، وكان هويدا رجل دولة معروفاً في عهد الشاه وينحدر من عائلة لها إرث دبلوماسي ثقيل، أما الثاني فكان رجل دين تولى رئاسة المركز الإسلامي في هامبورغ بتزكية من رئيس الوزراء الإيراني أسد الله علم والمهندس شريف إمامي، وهما من الرجال المهمين في عهد الشاه.

تعلم بهشتي اللغة في هامبورغ وارتبط بأصحاب السلطة ومنهم الإمام موسى الصدر، وعلى رغم أنه لم ينل مكانة مثل الصدر لكنه كان على علاقة بالخميني.

وكان بهشتي بعد العودة من ألمانيا يعمل مستشاراً للراحلة وزيرة التعليم في عهد الشاه فرخ رو بارسا، وعمل مع محمد جواد باهنر ومفتح ومطهري في تأليف الكتب الدينية للمرحلة الابتدائية والثانوية والمعاهد الفنية، لكنه لم يعمل أي شيء لتلك السيدة الحرة التي تربى مئات آلاف الطلبة على يدها معلمة ووزيرة، ولم يخط أية خطوة وتركها في مخالب خلخالي وحبل الإعدام.

كان هويدا مثالاً للبناء وتولى الإشراف على مشاريع كثيرة شملت جامعات وطرقاً وسدوداً، وكان ثمن القلم الجاف في عهده خمس ريالات إيرانية، (0.00012 دولار) وبقي ثابتاً على الثمن نفسه أثناء تركه منصبه.

لكن بهشتي كان مثالاً للخداع والرياء، ومنذ وصوله إلى منصب المدعي العام في البلاد كان يتعامل مثل الفرعون، وعندما أبدى اهتماماً في السلطة قتل ولم يبق له رأس على الجسم.

أما الآن رأينا جثمانا محترقاً لرئيسي وساحة شاغرة بعد أحلامه الكبيرة بأن يصبح مقرباً من مجتبى خامنئي، وأردد مع نفسي: هل كان رئيسي يعلم أنه بعد لقائه الهام علييف لن يكمل يومه وسيصبح شهيداً؟

كان حسين أمير عبداللهيان جندياً تحالف مع قاسم سليماني وأصبح ساعي بريد لديه ينقل الدولارات لتوزيعها في أنحاء العالم، وكان وصوله إلى منصب مساعد وزير الخارجية وثم وزير الخارجية ثمن خدماته لقاسم سليماني الذي تحول هو الآخر إلى رماد في مطار بغداد خلال وقت سابق.

في تلك الحادثة قتل أيضاً محافظ أذربيجان الغربية وممثل ولي الفقيه محمد علي آل هاشم وثلاثة من رجال الأمن وطاقم الطائرة وأحد رجال حماية إبراهيم رئيسي، وبدأ العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه لا يصدق الروايات المتناقضة التي حاول نظام الجهل والظلم والفساد بثها من خلال أبواقه الإعلامية، وخلال الأيام الماضية نشرت عشرات الروايات والإشاعات والتقارير السياسية، أحدها اتهم خامنئي بتعبيد الطريق أمام نجله مجتبى خامنئي ليتولى قيادة البلاد بعده، والآخر أعرب عن ثقته بأن رئيسي قتل على يد إسرائيل، والثالث طرح التدخل الأميركي، والآخر اتهم رئيس المجلس محمد باقر قاليباف بالتورط في مقتله.

بغض النظر عن سبب الحادثة فإننا شهدنا مقتل رجل كان له سجل أسود، وقد قضى في حادثة سقوط طائرة الهليكوبتر هو ووزير خارجيته وعدد من رجال النظام.

الموت مصير الجميع، ولم يعد في الوجود هويدا والشاه الراحل وخسرو داد ورحيمي وعاملي طهراني ونيكخواه وبختيار وقاسملو وشرفكندي، وكذلك الخميني ونجله أحمد الخميني وبازركان وإبراهيم يزدي وحسن علي منتظري وأكبر هاشمي رفسنجاني.

لكن لماذا ينسى بعضنا هذا المصير؟ أجزم أن إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان لم يخطر ببالهما فكرة الموت لدى زيارتهما تبريز، وكذلك خامنئي لم يفكر بالموت، إنه يعمل للتمهيد لخلافة نجله وينسى أنه سيلاقي الموت يوماً ما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الانتخابات المقبلة ستشكل خطوة من أجل بناء شكل المستقبل، والمتحمسون لكرسي الرئاسة لم ينتظروا دفن إبراهيم رئيسي، ولننظر إلى اصطفافهم وحظوظهم في تولي المنصب.

المرشح الطبيعي الأول هو محمد مخبر، كان المساعد الأول لرئيسي والمشرف الحالي على السلطة التنفيذية لمدة 50 يوماً حتى يوم عقد الانتخابات، وإلى جانبه رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ورئيس مجلس الشورى السابق علي لاريجاني ومسؤول الملف النووي الأسبق سعيد جليلي ووزير الطاقة السابق برويز فتاح ومحافظ البنك المركزي السابق عبدالناصر همتي ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر صالحي وأمين مجلس الأمن القومي السابق علي شمخاني وعمدة طهران علي رضا زاكاني، لكن لننظر إلى من تميل رغبة سادة النظام؟

كان محمد مخبر المحاسب الخاص لمقام ولاية الفقيه، وهو من مواليد 1955 في خوزستان، وهو رجل يهتم بصبغ شعر رأسه مثل صدام حسين ومسعود رجوي، وكان عضواً في مجموعة "المنصورون" مع محسن رضائي وعلي شمخاني ومحمد جهان آرا ومحمد فروزنده ومحمد باقر ذو القدر، وكان مخبر يعمل في مستشفى مدينة دزفول ووالده الحاج عباس كان يرغب في أن يتلقى نجله التعليم في الحوزة الدينية ليصبح رجل دين، لكنه فضل الذهاب إلى الجامعة.

بعد الثورة أصبح مخبر المدير العام لدائرة الاتصالات في مدينة دزفول والمساعد التنفيذي لشركة الاتصالات في محافظة خوزستان، ومن ثم المدير العام لهذه الشركة، وكان مخبر لفترة مساعداً لمحافظ خوزستان ثم انتقل إلى طهران وتولى مناصب مهمة في مؤسسة "المستضعفين" خلال تولي محمد فروزنده رئاسة المؤسسة، ووصل فيها إلى منصب مساعد النقل والمساعد التجاري، وفي تلك الفترة لعب دوراً أساساً في إبعاد شركة "ترك سل" من صفقة الاتصالات في إيران لتحل محلها شركة "إم تي أن" من جنوب أفريقيا، وأصبح بعدها نائباً لرئيس مجلس إدارة شركة "إيرانسل" للاتصالات.

وتعرف مخبر إلى نجل المرشد مجتبى خامنئي خلال العمل في الجامعة الحرة وجامعة جندي شابور والإمام الصادق، وساعده مجتبى في التقرب إلى بيت المرشد والعمل في البنوك ولجنة "أمر الإمام" التي تشرف على مصادرة منازل وممتلكات المعارضين.

ومن المناصب الأخرى التي تولاها محمد مخبر رئيس مجلس إدارة بنك "سينا" العائد لمؤسسة "المستضعفين".

مشكلة محمد مخبر هي عدم نزاهته وعدم امتلاكه كاريزما ومكانة لدى الشعب، إنه مثل طائر يقع على أي طور يطلبه ولي الفقيه، وإذا ما أراد خامنئي استمرار سياساته التي انتهجها قبل ثلاثة أعوام فسيكون مخبر أو علي رضا زاكاني أفضل خيار بالنسبة إليه، في حين أن علي شمخاني ومحمد باقر قاليباف بصفتهما لصان تنفيذيان يثيران قليلاً من القلق لدى خامنئي، كما أن علي لاريجاني الذي تبقى له قليل من الكرامة لدى بعض رجال الدين والتكنوقراط بإمكانه التعاون مع المرشد في مرحلة الانتقال، لأنه لا طموح له في منصب ولي الفقيه، أما سعيد جليلي وباقري فيحاولان تذوق طعم السلطة، لكن الأمر باكر بالنسبة إليهما.

أما محافظ البنك المركزي السابق عبدالناصر همتي فلديه برامج اقتصادية، وعلي رضا زاكاني سليل مجموعة أحمدي نجاد، إنه يصلح لخامنئي لكن اهتمامه بإثارة الفضائح وسمعته السيئة تجلب الضرر لخامنئي، وهناك عدد آخر من المتحمسين لتولي منصب رئاسة الجمهورية لكن طريق الصعود ليس سهلاً أمامهم.

التفكير بتولي المنصب أمر يختلف تماماً عن واقع الجلوس على كرسي الرئاسة،

وأصحاب الآمال الكبيرة يصطفون في طابور لتولي المنصب، لكن إلى من يميل خامنئي؟ وما هي رغبته؟ أمامنا 50 يوماً ويجب أن تنتهي هذه الفترة حتى يمكن رسم ملامح المستقبل بعد وفاة ولي الفقيه.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير