Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التضارب يخيم على "تحقيق" سبائك الذهب المهرب في ليبيا

السلطات تحبس مسؤولين متورطين بالجمارك والأخيرة تعلن أنه تصدير موقت بغرض التصنيع

ينفي المسؤلون الليبيون تهمة تهريب سبائك الذهب (أ ف ب)

ملخص

مطالب ليبية بتوسعة نطاق التحقيق الأخير ليشمل عمليات التهريب كافة التي تمت منذ إطاحة القذافي، وإلزام الدول التي قبلت بشراء الذهب "المسروق" والمهرب بإعادته.

يتصاعد الجدل في ليبيا منذ إعلان قضية تهريب أطنان من الذهب الأسبوع الماضي، وشغلت المسألة الرأي العام وتحولت إلى قضية شائكة تبادل فيها أصحاب السلطة في الغرب الليبي الاتهامات بالتورط، خصوصاً بعد قرار النائب العام حبس مسؤولين في مصلحة الجمارك بمطار مصراتة الدولي (200 كم شرق طرابلس) بتهمة التهريب.

وأعلن النائب العام في بيان أن مسؤولي الشؤون الجمركية بالمطار متورطون مع أطراف أخرى يجري البحث عنها في التحضير لإخراج 26 طناً من سبائك الذهب بقيمة ناهزت 1.8 مليار دولار على غير الصيغ القانونية المعتمدة، وأودع المتهمون السجن "لتعمدهم ارتكاب واقعة تحقيق منافع مادية غير مشروعة لغيرهم، وتسببهم في إلحاق ضرر بالاقتصاد الوطني".

رد مصلحة الجمارك في مصراتة لم يتأخر كثيراً، إذ نفى المتحدث الرسمي باسم مصلحة الجمارك العقيد حسام السايح عملية التهريب، وأعلن أن ما ضبط "هو تصدير موقت لكمية من الذهب لغرض التصنيع، بناء على إقرارات جمركية مقدمة من الشركات المرخص لها بمزاولة التصدير والاستيراد".

وأضاف في بيان مصور بثته مصلحة الجمارك على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، أن "الإقرارات الجمركية بلغت 108 إقرارات تتعلق بالمعادن الثمينة، مقدمة من الشركات المرخص لها بمزاولة التصدير والاستيراد من وزارة الاقتصاد".

بدوره دخل المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية على خط الأزمة ليعلن أبعاد الموقف ويصدر جملة من المطالب، جاء فيها أنه بحسب المؤشر العالمي لـ"اقتصاديات التداول العالمية"، فإن الكمية التي أحبط تهريبها عبر مطار مصراتة والمقدرة بنحو 26 طناً من السبائك الذهبية تفوق احتياطات الذهب في 54 دولة على مستوى العالم منها ست دول عربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطالب المركز بتوسعة نطاق التحقيق ليشمل عمليات التهريب كافة التي تمت منذ إطاحة القذافي، وإلزام الدول التي قبلت بشراء الذهب "المسروق" والمهرب بإعادته، على أن يتكفل المتورطون في ذلك برد المبالغ التي حصلوا عليها، إضافة إلى تشكيل لجنة فنية بمشاركة المصرف المركزي تضم متخصصين لتتبع أموال ليبيا المجمدة في الخارج على هيئة سبائك ذهبية في بنوك أجنبية بخاصة سويسرا وبريطانيا، وعقد مفاوضات مع هذه الدول لفك الحظر والتجميد عنها وإعادتها لخزانة الدولة.

وشدد المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية على محافظ مصرف ليبيا المركزي وإداراته المختلفة بضرورة الكشف عن آخر تقارير لنسبة احتياط البلاد من معدن الذهب، والآلية التي يسمح بها تصديره، وتقديم تقارير واضحة وشفافة عن احتياط الذهب في المصرف المركزي والكشف عما طرأ على هذا الاحتياط من تغييرات سواء بالنقص أو الزيادة منذ إطاحة القذافي.

وخاطب المركز مجلسي النواب والأعلى للدولة بصفتهما الجهة المسؤولة عن التشريع في البلاد بسن تشريعات وقوانين مشددة تعاقب كل من يتورط في تهريب الذهب أو ينقب عنه، وتشكيل لجنة لبحث ما تردد أخيراً عن قيام بعض الجهات الرسمية بمنح اتفاقات حقوق التنقيب عن الذهب في ليبيا لمدة 50 سنة لبعض الشركات، وتقديم نتائج أبحاثها لتأكيد أو نفي هذه المعلومات.

تهريب متكرر

منذ انطلاق أحداث الثورة الليبية تفيد تقارير بأن العقيد الليبي معمر القذافي حاول استغلال المعدن النفيس ببيع جزء من احتياطات الذهب تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار.

وفي نهاية 2023 أحبط جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للمجلس الرئاسي تهريب 3 ملايين يورو و25 كيلو ذهب في مطار معيتيقة الدولي.

وفي السياق نشرت دراسة أعدتها منظمة "ذا سنتري" الأميركية غير الحكومية أن ليبيا استخدمت كمحطة لتهريب الذهب وكمنطقة عبور منذ عام 2014، إذ استغلت الكيانات النشطة في أفريقيا جنوب الصحراء موانئ ومطارات بنغازي ومصراتة وزليتن والخمس لتهريب ثروات البلاد.

وأشارت إلى أن بعض الذهب يأتي بشكل رئيس من تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي، غير أنها أضافت أن تعدين الذهب في ليبيا نفسها يتطور ببطء في كل من الجنوب الغربي والجنوب الشرقي، مشيرة إلى تورط جهات غير ليبية في بدء استخراج الذهب سراً بالبلاد.

ويعد الجنوب الليبي امتداداً لحزام الذهب الذي يربط موريتانيا غرباً والسودان ومصر شرقاً مروراً بمالي والنيجر وتشاد، وأفاد تقرير صادر أخيراً عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن ليبيا تعد إحدى مناطق استخراج الذهب الرئيسة، واجتذبت آلاف التشاديين والمهاجرين غير النظاميين المتورطين في التجارة غير المشروعة للذهب مع وجود مسلحين في مواقع التعدين.

ووفقاً لمنظمات غير حكومية تعد مدينة القطرون جنوب البلاد من أكبر مراكز تجارة الذهب، إذ يوجد بها تجار وعصابات من مناطق مختلفة من ليبيا ومن خارجها، ويهربونه بقوة السلاح في المناطق الحدودية مع بلدان الطوق الليبي جنوباً كتشاد ومالي والسودان، وعادة ما يشتبكون مع القوات الليبية.

 وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر أفريكا" فإن ليبيا احتلت المرتبة الرابعة أفريقيا والسادسة عربياً باحتياطات ذهب، إذ تمتلك 116.6 طن من احتياطات المعدن النفيس الذي يمثل نحو 10.43 في المئة من إجمالي الاحتياطات في مصرف ليبيا المركزي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي