Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا عاد معدنو "بيتكوين" لاستهلاك كميات أكبر من الطاقة؟

كلفة تكوين العملة المشفرة تتراجع مع انخفاض أسعار الكهرباء وخروج المستثمرين غير الأكفاء

توقعات بوصول سعر "بيتكوين" إلى مليون دولار أو تنهار للصفر في غضون أعوام (رويترز)

ملخص

انخفاض كلفة تعدين "بيتكوين" نتيجة انخفاض أسعار الكهرباء المستخدمة على رغم زيادة استهلاك المعدنين

ارتفع مؤشر استهلاك الطاقة لـ"بيتكوين" أخيراً بصورة واضحة بعد تراجعه عقب تصنيف العملة المشفرة، الشهر الماضي، إذ تصدر مؤشر شركة "غلوبال كوموديتيز إنسايتس"، إحدى شركات مؤسسة "ستاندرد أند بورز" للتصنيف الائتماني ويقيس استهلاك الكهرباء من قبل من يعدنون عملة "بيتكوين".

هناك أيضاً مؤشر آخر إلى نشاط تعدين العملات المشفرة يسمى "هاش ريت" يقيس إجمال نشاط أجهزة الكمبيوتر في تعدين العملات وإجراء التعاملات على شبكة "بلوكتشين".

تعكس تلك المؤشرات نشاط المستثمرين الذين يسعون إلى تكوين عملات مشفرة، وأيضاً كلفة تلك العمليات من حيث استهلاك الطاقة والعائد من تصديق التعاملات على شبكة "بلوكتشين"، لذا فهي تدل على مدى النشاط في مجال المشفرات، وتسهم في تقديرات المستثمرين لحركة السوق، لأن العملات المشفرة هي أصول رقمية عالية التذبذب وتخضع لمضاربات كثيفة تحدد أسعارها.

مع عودة معدني "بيتكوين" للنشاط الكثيف عقب فترة تراجع إثر تخفيض العائد على التعدين إلى النصف الشهر الماضي، وهو ما يحدث كل أربعة أعوام بسبب محدودية سقف عملة "بيتكوين" النهائي في السوق، ارتفع استهلاك الطاقة إلى 938.37 ميغاواط في الساعة لـ"بيتكوين" في الـ16 من مايو (أيار) الجاري مقابل استهلاك عند 907.19 ميغاواط في الساعة قبل أسبوع.

انخفاض سعر الطاقة المتجددة

مع نهاية الأسبوع، أظهر مؤشر الطاقة المتجددة المستخدمة في تعدين "بيتكوين" زيادة في ربحية عمليات التنجيم في فنلندا، إذ انخفضت أسعار الكهرباء من مصادر متجددة إلى 11.65 يورو (12.69 دولار) للميغاواط في الساعة، وكانت الأسعار في فنلندا وصلت إلى مستوى قياسي بنهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري عند 13.24 يورو (14.43 دولار)، أما في النرويج فتجاوز معدل ربحية تعدين "بيتكوين" 50 دولاراً للميغاواط في الساعة مع زيادة كميات الطاقة المولدة بنسبة 17 في المئة، وأدت الزيادة في توليد الطاقة من محطات الكهرباء الهيدروليكية (بواسطة دفع المياه) في النرويج إلى ارتفاع ربحية تعدين "بيتكوين" حتى عن إسبانيا التي شهدت زيادة في الطاقة المتولدة من المحطات الشمسية.

وفي الإجمال، ارتفع مؤشر ربحية تعدين "بيتكوين" لشركة "غلوبال" بنهاية الأسبوع مع زيادة كميات الطاقة من مصادر متجددة، ومن ثم انخفاض أسعارها، إضافة إلى عودة النشاط الكثيف للمستثمرين الذين يعملون في تنجيم المشفرات مما أدى إلى تحسن مؤشر "هاش ريت".

في مذكرة للعملاء، أشار بنك "جيه بي مورغان" نهاية الأسبوع إلى انخفاض كلفة تعدين "بيتكوين" وتصديق التعاملات على شبكة "بلوكتشين" بصورة واضحة في الأسبوع الأخير، وتوقع البنك ألا يشهد سعر العملة المشفرة ارتفاعاً كبيراً في المدى القصير.

عوامل إيجابية

وقدر البنك الاستثماري الأميركي استناداً إلى مؤشر "هاش ريت" واستهلاك الطاقة في التعدين على شبكة "بلوكتشين" أن كلفة تعدين "بيتكوين" انخفضت إلى 45 ألف دولار، مقابل أكثر من 50 ألف دولار من قبل، وأرجع ذلك إلى أن توقعاته السابقة بانخفاض مؤشر "هاش ريت" – أي إجمال عمل أجهزة الكمبيوتر القوية المستخدمة في تعدين العملات المشفرة وتصديق تعاملاتها على الشبكة – لم تتحقق بالسرعة المتوقعة بعد تنصيف العملة الشهر الماضي، وأرجع ذلك إلى ارتفاع العائد للعاملين في التعدين من رسوم تصديق التعاملات نتيجة طرح برنامج جديد على الشبكة هو "رونز بروتوكول".

وأضاف البنك في مذكرته أن "ذلك أدى إلى زيادة موقتة في عائدات العاملين في التعدين بعد قرار تنصيف العملة مباشرة... وهكذا تمكن معدنو "بيتكوين" من تعويض الخسارة من خفض قيمة العملات نتيجة التعدين إلى النصف بزيادة رسوم تصديق المعاملات، وكأنما الربحية من العمل على الشبكة لم تتغير كثيراً".

الباحثون في البنك أشاروا في مذكرتهم إلى أن "زيادة العائد نتيجة (رونز بروتوكول) قصيرة الأجل مع ما يبدو من تراجع أعداد المستخدمين وانخفاض الرسوم، وهذا ما يوضح التحديات التي يواجهها العاملون في تعدين (بيتكوين) للحفاظ على مصدر عائد مستدام، بخاصة بعد تنصيف العملة".

ومن العوامل الإيجابية التي أشار إليها البنك في مذكرته، زيادة إنتاج الطاقة مما أدى إلى انخفاض أسعار الكهرباء التي يستخدمها المشتغلون على شبكة "بلوكتشين"، لكن ذلك ليس بالأمر المستدام، إذ إن احتمال تذبذب أسعار الطاقة وارد، مما سيدفع مزيداً من العاملين في تعدين المشفرات التي لا تتسم عملياتهم بالكفاءة اللازمة لتوفير العائد إلى الخروج من سوق التعدين.

إما مليون وإما صفر

في الوقت نفسه، تشهد سوق المشفرات مزيداً من الاتساق مع النظام المالي التقليدي، إذ تسعى صناديق جديدة لطرح تبادل العملات المشفرة ضمن نشاطها في السوق. وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي عن أن مجموعة "سي أم إي"، وهي أكبر بورصة تداول للعقود المستقبلية، تخطط لطرح التعامل في "بيتكوين" مستفيدة من زيادة الطلب على العملة المشفرة لدى مديري الثروات في "وول ستريت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي هذا التطور بعد موافقة هيئة البورصة والأوراق المالية الأميركية في يناير (كانون الثاني) للمرة الأولى على تسجيل صناديق تداول العملات المشفرة في السوق، ويعد ذلك مؤشراً إلى تكامل الأصول الرقمية بما فيها "بيتكوين" والمشفرات مع الأصول التقليدية كالأسهم وغيرها، ويدلل أيضاً على أن "بيتكوين" والعملات المشفرة باقية، حتى على رغم التذبذب الكبير في قيمتها والمضاربات الشديدة عليها التي تجعلها استثماراً عالي الأخطار.

يقدر بعض المستثمرين والمحللين أن هناك كمية كبيرة من السيولة في السوق تسمح لـ"بيتكوين" والأصول المشفرة الأخرى بجذبها. وبحسب تقرير لمجلة "فوربس" الأسبوع الماضي، فإن السوق لديها سيولة تقدر بنحو ستة تريليونات دولار يمكن أن تغذي استمرار نمو قطاع المشفرات، مما جعل الجدل المحتدم في السوق بين الباحثين الاقتصاديين والمستثمرين في شأن حركة سعر "بيتكوين" والعملات المشفرة يعود بقوة. وتركزت النقاشات حول تصريح الشريك المؤسس السابق لموقع "تويتر" جاك دورسي، بأن سعر "بيتكوين" قد يصل إلى مليون دولار بنهاية العقد الحالي، أي بحلول عام 2030.

ويتفق غالب المحللين على أن سعر "بيتكوين" وإن كان لا يتوقع صعوده بقوة في المدى القصير فإنه مرشح للارتفاع بأضعاف مضاعفة في الأعوام المقبلة، مع استمرار زيادة قبول المستثمرين للعملات المشفرة.

وفي تصريح له قال مؤسس "ألتكوين ديلي" أوستن أرنولد إنه لا يستبعد وصول سعر "بيتكوين" إلى مليون دولار، مشيراً إلى أن الاعتقاد السائد هو إما ارتفاع سعر العملة بشدة أو انهياره تماماً. وأكد أرنولد أنه بالنسبة للسعر "إما مليون أو صفر"، مشيراً إلى أن "هناك مخاطرة كبيرة، فهذا أصل يخضع للمضاربة تماماً".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية