Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رجل واحد يبرز في لعبة بوتين لصراع العروش مع دائرة المقربين

يقول مسؤولون أوروبيون إن سيرغي بوريسوفيتش كوروليف، النائب الأول لمدير "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" FSB، قد برز كأحد الفائزين في كواليس التغييرات الوزارية الأخيرة التي أجراها الرئيس الروسي في الكرملين

فلاديمير بوتين يجري تغييرات ضمن دائرة المقربين منه (غيتي)

ملخص

فلاديمير بوتين يجري تغيرات في دائرته المصغرة وسيرغي كوروليف في دائرة الضوء.

مع تبلور صراع العروش ضمن منظومة الأمن الروسي في الكرملين، إذ يقرع فلاديمير بوتين ناقوس التغييرات، تتابع وكالات الاستخبارات الغربية باهتمام شديد بروز رجل واحد.

فبحسب ما يقال، أوكل دور ريادي لسيرغي بوريسوفيتش كوروليف النائب الأول لمدير "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي"، مع دخول موسكو مرحلة الإعداد لمعركة في إطار صراعها السري الراهن ضد الغرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضمن سلسلة من التحركات المفاجئة هذا الأسبوع، جرى استبدال سيرغي شويغو بنائب رئيس الوزراء أندريه بيلووسوف في منصب وزير الدفاع. وقد تولى شويغو منصب سكرتير مجلس الأمن خلفاً لنيكولاي باتروشيف، الذي جرى تخفيض رتبته، ليشرف من الآن فصاعداً على قدرات البلاد في مجال بناء السفن. أما أليكسي ديومين، الحارس الشخصي السابق لبوتين وحاكم منطقة تولا، فقد فشل في الحصول على حقيبة الدفاع التي كان مرشحا لها، لكنه أصبح بدلاً من ذلك واحداً من كبار مساعدي رئيس البلاد.

وفي سياق مواز، لم تصدر أي تصريحات رسمية في شأن [التعيينات الجديدة في] أجهزة الأمن والاستخبارات، لكن عدداً من المسؤولين الأوروبيين يقولون إن كوروليف، الذي وقع بوتين شخصياً على قرار تعيينه في منصبه الجديد داخل "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي"، هو ضمن مجموعة من كبار ضباط الاستخبارات المكلفين بالمضي قدماً في قيادة العمليات.

وفي سياق متصل، أصبحت آن كايست - بتلر، مديرة "مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية" GCHQ، هذا الأسبوع، أحدث مسؤولة أمنية تطلق تحذيرات في شأن الخطر الذي تشكله روسيا. وقد استغلت خطابها الرئيس الأول للتشديد على أن الكرملين يشجع قراصنة الإنترنت ويوجههم لاستهداف مواقع بريطانية وغربية.

والحال أن كوروليف، الذي يغطي عمله في "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" مكافحة الإرهاب والانفصالية، قد أدى دوراً بارزاً في مجال التركيز على الحرب الإلكترونية. ومن ثم، فهو يمتلك خبرة في العمليات المباشرة والعنيفة. وفي هذا الإطار، ادعى "جهاز الأمن الأوكراني" SBU أنه [أي كوروليف] ربما كان متورطاً في مؤامرة اغتيال استهدفت فولوديمير زيلينسكي. وفي هذا السياق، اعتقل ضابطين برتبة عقيد في قسم الحماية المباشرة للأشخاص داخل الحكومة الأوكرانية، بعد الاشتباه في أنهما عميلان في "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" كانا يحاولان تجنيد أعضاء من فريق الحراسة الشخصية للرئيس الأوكراني بهدف اختطافه وقتله.

ووفق المزاعم، شملت عمليات القتل الأخرى التي خططت لها فرقة الاغتيالات كلاً من رئيس "استخبارات الدفاع الأوكرانية" GUR كيريلو بودانوف، ورئيس "جهاز الأمن الأوكراني" SBU فاسيل ماليوك. وكذلك، ذكر "جهاز الأمن الأوكراني" أسماء ثلاثة من ضباط "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" هم: دميترو بيرلين، المسؤول عن تجنيد الجواسيس في أوكرانيا، وأوليكسي كورنيف، الذي عقد اجتماعات سرية في إحدى دول البلطيق مع أحد العقداء المحتجزين لتورطه المباشر في المؤامرة، ومكسيم ميشوستين.

وأفاد "جهاز الأمن الأوكراني" بأن مخطط الاغتيال كان من تنظيم الإدارة التاسعة التابعة لمديرية العمليات في الدائرة الخامسة. وقد زعم أن اثنين من هؤلاء الرجال كانا قد خدما مع كوروليف عندما كان رئيساً للمديرية التاسعة، قبل أن يترقى على جناح السرعة ويحظى بمنصب عسكري برتبة جنرال بأربعة نجوم، مما جعله في موقع الصدارة ليخلف ألكسندر بوتنيكوف، البالغ من العمر 75 سنة، في منصب مدير "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي".

وتجدر الإشارة إلى أن يفغيني زينيتشيف، الذي كان منافساً على هذا المنصب الرفيع، وقد شغل أيضاً منصب نائب مدير "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" قبل أن يصبح وزيراً للطوارئ، قد توفي قبل ثلاث سنوات عن عمر يناهز 55 عاماً في ظروف غامضة - حيث سقط من على منحدر في نورليسك في أقصى شمال روسيا. وكانت هذه أول حالة مسجلة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي لمقتل وزير فيدرالي راهن في حادث.

ولا شك في أن مقتل زينيتشيف كان بمثابة ضربة موجعة. وقد توالت التعازي في جنازته من بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وشويغو. وبموجب مرسوم رئاسي، منح هذا الأخير لقب بطل من روسيا الفيدرالية. وكذلك، وردت تعاز في حقه من الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، مما يعكس العلاقات المتشعبة والواسعة التي كان يملكها زينيتشيف في الخارج.

وفي غضون ذلك، كان كوروليف يتحول إلى طرف فاعل أساس ضمن التسلسل الهرمي للسلطة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدداً من دول الغرب تتهمه بأنه طرف فاعل في غزو أوكرانيا، وهو كان خاضعاً لعقوبات فرضها عليه كل من المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وبلجيكا، وكندا، وسويسرا، وأستراليا، ونيوزيلندا. وقد نسب إليه الفضل في إجراء إصلاحات استخباراتية ساعدت في بلورة العمليات الروسية التي تتكلل اليوم بالنجاح في الحرب.

ومن المعروف أن كوروليف كان تحت وصاية أناتولي سيرديوكوف، الذي تولى منصب وزير الدفاع قبل شويغو. وبصفته مستشار خاص في الوزارة، كان يشرف على "جهاز الاستخبارات العسكرية" GRU، ويسود الاعتقاد أنه هو من أسس قوات العمليات الخاصة ومديرية العمليات الخاصة في الجهاز.

والحال أن "جهاز الاستخبارات العسكرية" قد أصبح لاحقاً من أكثر وكالات الاستخبارات الروسية عدوانية، إذ نفذ عدداً من العمليات على غرار تسميم عائلة سكريبال بمادة "نوفيتشوك" في سالزبوري، ومحاولة اغتيال تاجر أسلحة بلغاري، وتدبير انقلاب في مونتينيغرو.

بيد أن كوروليف لم يكن دوماً من أصحاب المواقف المتشددة، إذ يسود الظن بأنه اعترض على ملاحقة الدولة لأليكسي نافالني، الناقد الشرس لسلطة الكرملين الذي توفي في فبراير (شباط) الماضي، بعد أن وجهت إليها اتهامات جنائية إبان عودته من ألمانيا إلى روسيا. وقد جادل كوروليف بالقول إن القيام بذلك سيحول هذا الأخير إلى شهيد. وكان كوروليف يفضل لو أنه تم تجاهل نافالني أو الاستهزاء به، بيد أن الغلبة كانت لأصوات أخرى كانت تطالب بالاقتصاص من هذا الأخير.

غير أن مسيرة كوروليف المهنية شابتها مزاعم بأن علاقات تجمعه منذ سنوات بجماعات ضالعة في الجريمة منظمة. ففي عام 2004، ادعت شرطة سان بطرسبورغ أن الرجل كان على علاقة مشبوهة مع أوليغ ماكوفوز، رئيس "عصابة الإخوة" الناشطة في عمليات سرقة وابتزاز وقتل مأجور.

وفي سياق تحقيق داخلي، ادعى كوروليف أن ماكوزوف كان مخبراً بالغ الأهمية وأن مزاعم الشرطة ضده جاءت على خلفية حرب عصابات. ومع ذلك، فقد تم نقله من الدائرة الاقتصادية التابعة لـ"جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" إلى "دائرة الضرائب الفيدرالية" التي كان آنذاك في عام 2004، برئاسة سيرديوكوف.

وبعد مرور ثلاث سنوات، سجل محققون إسبان سراً مقاطع صوتية لكوروليف، أثناء تحدثه إلى غينادي بيتروف، رئيس عصابة "تامبوف". وبحسب ما جاء في الأشرطة المسجلة، فقد كان لكوروليف دور في ضمان ترقية بعض الأشخاص، بإيعاز من العصابة، إلى مناصب عليا في وكالات إنفاذ القانون في روسيا.

وقد ظلت الاتهامات بارتباط كوروليف بعالم الجريمة مستمرة حتى بعد مرور 12 عاماً، عندما نشر صحافيون استقصائيون روس أدلة وشهادات قدمها أصلان غاجييف، وهو أحد زعماء الجريمة في موسكو والقوقاز، إلى محكمة نمسوية. وقد قام غاجييف، الذي كان مطلوباً من الشرطة الروسية، بإخبار القضاة بما يلي: "لقد قام رئيس الدائرة التاسعة في ‘جهاز الأمن الفيدرالي’ بإخراجي من روسيا. وقال لي أنه لم يعد هناك ما يمكنه فعله من أجلي. ومن ثم، أعطاني مبلغاً بقيمة 10,000 دولار أميركي، وقرر أنه لم يكن أمامه سوى هذه الطريقة لمساعدتي".

وفي ذلك الوقت، كان كوروليف رئيساً للدائرة التاسعة. وكانت المجموعة المسلحة بقيادة غاجيف متورطة في أعمال إجرامية واسعة النطاق، ومن بينها جرائم قتل، بيد أن هذه المجموعة كانت تعد نفسها أيضاً بمثابة ذراع فعلية للأمن الروسي، وكانت ضالعة في تنفيذ مهام سرية "كان يمكن إنكارها"، وغالباً ما كانت مهام قتل. ويقول زملاء كوروليف إن الرجلين التقيا على خلفية هذه الأنشطة.

وهكذا، واصل كوروليف مسيرته المهنية الصاعدة. وعند إعداد تقرير عنه، سأل مراسل يعمل في "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" OCCRP أحد المسؤولين الأمنيين الروس: "كيف يمكن تعيين هذا الرجل كنائب لمدير ‘جهاز الأمن الفيدرالي الروسي’، ولديه هذا الكم من العلاقات مع زعماء في عالم الجريمة"؟

فرد المسؤول قائلاً: "ومن منا بلا خطيئة؟ في الأقل، لم يسبق لسيرغي بوريسوفيتش أن خان أياً كان. ومن ثم، فإن الرئيس يقدر الأشخاص أمثاله، ممن يتسمون بالولاء".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار