Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منحوتات تختزل الإنسان ورسوم على وقع أغنية لفيروز

 النحات المصري محمد رضوان والرسامة السورية سعاد مردم بك يتحاوران في معرض واحد

منحوتة للفنان المصري محمد رضوان في المعرض (خدمة المعرض)

ملخص

يقدم غاليري آزاد للفنون في القاهرة معرضين، أحدهما للتصوير وآخر للنحت. المعرض الأول للفنانة السورية سعاد مردم بك تحت عنوان "قصقص ورق"، والآخر للفنان المصري محمد رضوان ويقام تحت عنوان "بنات أفكاري"

الأعمال التي تقدمها الرسامة سعاد مردم بك في معرضها "قصقص ورق" تزخر بعديد من أسباب البهجة كمجمل أعمالها، من اختيارها لدرجات اللون، وصوغها للأشكال والشخصيات التي ترسمها، إلى انتقائها اللافت لأبعاد مساحة الرسم. هو عالم يخصها وحدها، تشكل تفاصيله وفقاً لتصوراتها الحالمة. فكل تفصيلة في هذه الأعمال تشي بفكرة وكل مساحة لون تخفي سجالاً من الأفكار والأطروحات البصرية التي لا تنتهي. ترسم الفنانة لوحاتها هنا على ضوء كلمات لأغنية تنضح سحراً، وهي أغنية "قصقص ورق" التي غنتها المطربة الكبيرة فيروز للمرة الأولى عام 1972 في مسرحية "ناس من ورق"، وهي من أعمال الأخوين الرحباني. تنطلق الفنانة من وحي كلمات أغنية فيروز لتشكل هذه الأعمال المعروضة، وهي أعمال تمتلئ بالرموز والدلالات الصريحة والمستترة حول الأطروحة المحورية للرسومات التي تقدمها الفنانة.

نشأت الفنانة سعاد مردم بك في بيروت، ودرست الفلسفة في الجامعة اللبنانية، وطورت نفسها كرسامة بجهود ذاتية. انتقلت الفنانة لاحقاً للإقامة في القاهرة حيث تعيش وتعمل منذ سنوات. نظمت لأعمالها عديداً من المعارض الفردية، وعرضت أعمالها على نطاق واسع في عديد من العروض الدولية.

تتسم أعمال الفنانة سعاد مردم بك بنسق لوني خاص يمزج بين درجات الأبيض والأسود واللون، في تناغم وقدرة على التعامل مع مقومات الدرجات اللونية المحايدة. الوجوه في لوحات مردم بك تتميز بالعيون الواسعة وتناسق التفاصيل. ويميز معالجاتها للمساحات اللونية الاستخدام المتعمد والظاهر لتأثيرات القماش، وافتتانها بالأشكال والعناصر الهندسية، خصوصاً الدائرة. تسعى دائماً إلى التعمق في ما وراء الصورة أو المشهد اللذين ترسمهما. عناصرها لا تنتمي إلى زمان أو مكان بعينه، بل مزيج من مشاهداتها البصرية وثقافتها وأفكارها. يمكننا القول إن العامل المشترك بين أعمال مردم بك هو ذلك التناغم الذي تشعر به بين عناصر أعمالها من لون وخط ومساحة.

إلى جانب هذه التشكيلة من الرسوم التي تقدمها مردم بك يطالعنا النحات المصري محمد رضوان بمجموعة متنوعة من الأعمال النحتية في أسلوب يعتمد في المقام الأول على الاختزال. في هذه الأعمال حرص الفنان على إضفاء هوية خاصة على كل عمل. لا يقتصر الأمر هنا على الشكل فقط، بل يمعن الفنان في تأكيد هذه الهوية بكتابة أسماء الشخصيات الحقيقية التي ألهمته هذه المجموعة المتنوعة من الوجوه ذات الملامح الطفولية، والتي تشكل جانباً مهماً من العرض. تبرز هذه الوجوه الصغيرة وتؤكد النهج الذي يتبناه الفنان على نحو مكثف وواضح، فهو لا يهتم في معالجاته النحتية للأشكال بالتفاصيل قدر اهتمامه بانسياب الكتلة واتساقها مع الفراغ من حولها.

تتسع دائرة المعالجة النحتية لدى الفنان محمد رضوان لتشمل عديداً من الصيغ المستلهمة من الأشكال البشرية والحيوانية وغيرهما، ويراوح في عمله بين خامات مختلفة من الخشب إلى الأحجار والبرونز. على رغم تعدد المثيرات البصرية في هذه الأعمال فإنها تتشارك على اختلافها في بصمة أسلوبية مميزة قوامها الاختزال والانسيابية، كما تتميز بهيئتها وبنائها وتوازنها المحكم، وعلاقتها كذلك بالفراغ من حولها. يستلزم هذا السعي نحو الاختزال وتجريد الأشكال الاستغناء عن التفاصيل الدقيقة للعناصر، كملامح الأشخاص مثلاً أو تفاصيل الأطراف، مما منح الفنان براحاً في المعالجة وابتداع المزيد من العلاقات المتوازنة بين الكتلة والفراغ. يحتفظ الفنان محمد رضوان في أعماله النحتية بخط متصل يحدد الكتلة ويحيط بها في لمحة أسلوبية لافتة تميز أعماله، وتأتي المعالجة اللونية للأشكال من بين الإضافات التي يستخدمها الفنان في تشكيل عناصره، مما يضفي على الكتلة النحتية مزيداً من الثراء البصري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تخرج الفنان محمد رضوان خليل في قسم النحت - كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 1993 وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الكلية نفسها. ويعمل حالياً في تدريس النحت في كلية الفنون الجميلة. شارك الفنان بأعماله في عديد من الأنشطة المحلية والدولية، وحصل على جائزة الدولة للإبداع الفني عام 2004.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة