ملخص
أقر متحدث وزارة الصحة محمد عبدالعالي عبر حسابه الرسمي في منصة "أكس" برصد عدد من حالات التسمم الغذائي في الرياض و"متابعة 35 حالة منومة منها 28 في العناية المركزة وجميعها تعود بالتقصي الوبائي لمحل واحد تم إغلاقه"، مؤكداً بأنه لا توجد مصادر أخرى ارتبطت بها الحالات.
بعد أن رصدت العاصمة السعودية عدداً من حالات التسمم الغذائي في أحد المطاعم بالرياض، بدأت الحكومة في البلاد باتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، من إغلاق الفروع المتعلقة بالمنشأة إلى وقف التوصيل منها، مع الحرص على تطبيق البروتوكولات الصحية الطارئة.
في غضون ذلك وجه أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بضرورة اتخاذ إجراءات فورية وسريعة، والرفع بنتائج الإجراءات حيال التسمم الغذائي التي رصدت في أحد المنشآت التجارية، إلا أن القلق بين أوساط بعض المستهلكين لا يزال متنامياً.
وفي هذا السياق نشرت أمانة الرياض بياناً أفادت فيه بأنها تلقت في الـ 25 من أبريل (نيسان) الماضي بلاغاً من اللجنة المعنية برصد حالات التسمم الغذائي، متضمناً رصد حالات تسمم غذائي في مدينة الرياض ومصدرها أحد المنشآت التجارية ولديها فروع، وبدورها باشرت فرقها الميدانية للرقابة الصحية المواقع وأغلقت فروع المنشأة ومعملها الرئيس لتموين سلسلة فروعها بمدينة الرياض، واتخذت التدابير اللازمة وفق البروتوكولات الصحية لمثل هذه الحالات الطارئة، كما أوقفت التوصيل من خلال المنشأة أو تطبيقات التوصيل.
التقصي الوبائي
وفي الجزء الصحي من القصة التي استغرقت نحو أسبوع ولم تطو بعد ذيولها، أقر متحدث وزارة الصحة محمد عبدالعالي عبر حسابه الرسمي في منصة "أكس" برصد عدد من حالات التسمم الغذائي في الرياض و"متابعة 35 حالة منومة منها 28 في العناية المركزة وجميعها تعود بالتقصي الوبائي لمحل واحد تم إغلاقه"، مؤكداً بأنه لا توجد مصادر أخرى ارتبطت بها الحالات.
وأوضح في بيان لاحق ظهور انحسار واضح للحالات، وأن "أكثر من نصف الحالات المصابة بالتسمم الغذائي خرجت من العناية المركزة، منها 25 حالة خرجت من المستشفى".
إثر ذلك بدأ رواد منصات التواصل الاجتماعي بالتكهنات عن ماهو اسم المطعم الذي تسبب بحالات التسمم الغذائي حتى ظهر المؤسس والرئيس التنفيذي لسلسة مطاعم "هامبرغيني" نواف الفوازن في فيديو نشر عبر منصة "إكس"، أوضح فيه أنه تلقى اتصالاً من أمانة مدينة الرياض عن وجود عدد من حالات التسمم، وجميع هذه الحالات تناولت وجبة من مشروعه في مدينة الرياض، وطلبت منه الأمانة إغلاق جميع فروعه وكذلك المعمل المركزي في المنطقة الوسطى، لعمل جميع الفحوص والاختبارات لمعرفة المسبب الأساس لهذه الحالات.
صاحب المطعم جزء من القصة
وقال الفوزان في الفيديو إنه "انطلاقاً من إيماننا الكبير بأن سلامة الغذاء وجودة المنتجات هي عنصر أساس في عملنا بادرنا بالإغلاق المباشر وإلغاء جميع الطلبات من كافة منافذ البيع وتطبيقات التوصيل، ولم يتم الإفصاح عن السبب، ونعمل جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية كافة لأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختتم حديثه، "نعمل في ’هامبرغيني‘ على أساس معايير الجودة ونطبق المعايير العالمية في صحة الغذاء وسلامة الأغذية، ونسعى جاهدين إلى تقديم تجربة مثالية لعملائنا بجودة عالية ومواصفات قياسية، ونتمنى الصحة والسلامة لكل من أصابه مكروه"، وهو الظهور الذي أثار انتقادات عدة، بوصف صاحب المطعم لم يعتذر بالقدر الذي يعتقد معلقون على الـ "سوشيال ميديا" أنه يكفي.
إجراءات صارمة
وعن تأثير حادثة التسمم الغذائي في بقية المطاعم، أوضح عضو جمعية ملاك المطاعم في السعودية عبدالعزيز سلامة لـ "اندبندنت عربية" أنه بسبب حالات التسمم الغذائي "لمسنا في الجمعية تراجعاً في مبيعات المطاعم، خصوصاً مطاعم البرغر في أول أيام الأزمة، لكن بدأت تدريجاً في العودة لوضعها السابق، ويعود ذلك للذعر الذي أصاب المجتمع، إضافة إلى الإشاعات والفيديوهات السلبية التي انتشرت من غير المتخصصين"، مضيفاً أن ذلك دفع بقية المطاعم إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة، مشيراً إلى جمعية ملاك المطاعم التي تضم أكثر من 2500 عضو في أنحاء السعودية تداولوا الإجراءات التي يمكن اتخاذها في مثل هذه الأزمة، وحرصوا على رفع مستوى النظافة أكثر من السابق لضمان سلامة الأغذية وعدم تكرار حالات التسمم الغذائي.
ثقة العملاء
وأوضح المستشار في التسويق ماجد رشدي أهمية بناء الثقة لدى العملاء في مثل هذه الظروف، وقال إن "الثقة والولاء تحتاجان إلى وقت وتجارب حتى تصل إلى درجة تضمن تكامل العلاقة بين المطعم والعميل، وتستمر حتى يرى العميل ما قد يؤثر في هذه الثقة، وفي مثل هذه الحالات على ملاك المطاعم أن يبادروا مع أول شكوى إلى أخذ التدابير كافة، وسرعة التصرف لحل الأزمة وإخمادها في حينها، وضمان عدم تكرارها مستقبلاً، وهنا يستمر ولاء العميل للمطعم".
هناك حالة ذعر في المجتمع السعودي تجاه المطاعم (واس)
وأضاف رشدي أنه "إذا قام المطعم بتجاهل تعليقات العملاء السلبية لأكثر من مرة مع استمرار التعليقات، سواء في التقييمات أو التعليقات عامة على وسائل التواصل وبين الناس في مجالسهم، يُعرف عن المطعم سوء السمعة فتبدأ خسارته التدريجية لثقة العميل، وهنا إما أن ينتهي الولاء والثقة عبر الوقت أو تحدث أزمة إعلامية إن لم يتم تداركها بطريقة سليمة، فستسرع من حال فقدان الولاء والثقة من العميل".
معالجة الخلل عملية مضنية
واعتبر أنه في مثل هذه الحال على مالك المطعم أن يقيم حجم الخسائر، وبعد التحليل يقرر البدء في حملات إعلامية مكثفة قد تكون مكلفة من حيث الموازنة والجهد والوقت "تكشف كيف عالج المشكلة من جذورها، وكل التدابير الوقائية التي قام بها، وكيف سيضمن استمرارها بحيث تصل الرسالة إلى المستهلك ويبدأ تدريجياً في العودة على مراحل".
ورأى أن احتمال أن تكون الخسارة كبيرة جداً ولا تقبل أي تعديل وارد، "وبالتالي سيقبل المطعم بالأمر الواقع ويخرج من السوق بما تبقى معه من أرباح قبل أن يضطر إلى الخروج خلال أشهر محملاً بخسائر لا يستطيع تداركها إلا بعد أعوام".
ووفق نشرة البنك المركزي السعودي الأسبوعية لنقاط البيع فقد بلغ عدد العمليات خلال المدة من الـ 21 وحتى الـ 27 من أبريل 2024 التي شهدتها المطاعم والمقاهي في السعودية أكثر من 52 مليون عملية، بقيمة 1.6 مليار ريال (426 مليون دولار).
