Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط تهيمن على "دافوس الرياض"

حرب غزة ومستقبل المنطقة يسيطران على النقاشات في ظل الصراع المستمر

ملخص

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه "يجب أن ندرك أن الاستقرار والسلام في المنطقة لن يتحققا من دون جهود مشتركة وتعاون بين الأطراف المعنية. يجب أن تكون هناك ثقة ومصداقية في الجهود المبذولة، ويجب أن يتم توفير الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية لتحقيق أهدافها وتحقيق تطلعات شعبها"

في أحداث منتدى الاقتصاد العالمي الذي أقيم في الرياض، بدلاً من دافوس السويسرية مقره المعتاد، برزت معاناة قطاع غزة واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً وتعقيداً على رغم أن المحاور الرئيسة للمناقشات تركزت على النمو الشامل والركود الجيوسياسي وتحولات الطاقة. واحتلت حرب غزة مساحة كبيرة في الوعي العالمي وأظهرت الحاجة الملحة لمواجهة هذه المشكلة الإنسانية، وفق ما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مستشهداً بتقرير للأمم المتحدة أفاد بأن بناء غزة سيستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى 30 عاماً، بما فيها نحو 15 عاماً لإزالة الركام.

وأتت تصريحات فيصل بن فرحان في إطار حلقة حوارية بعنوان "الضغوط في الشرق الأوسط"، ألقى فيها وزير الخارجية السعودي الضوء على دمار البنية التحتية في القطاع فضلاً عن الضرر النفسي الذي يعانيه المدنيون في غزة وصولاً إلى الضفة الغربية.

اتفاقات شائكة

وفي معرض إجابته عن سؤال في شأن المفاوضات بين البلدين حول اتفاق أمني، قال فيصل بن فرحان، إنه من المتوقع إبرام اتفاقات ثنائية بين المملكة والولايات المتحدة "في القريب العاجل"، مشيراً إلى أن عديداً من الجوانب الرئيسة لهذه الاتفاقات قد تم بالفعل الاتفاق عليها، والعمل جار حالياً على وضع اللمسات الأخيرة عليها لا سيما في الشق المتعلق بالتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وأكد أن الجانبين يعملان بتعاون وثيق لتحقيق تطلعاتهما المشتركة لإحلال الاستقرار والسلام في المنطقة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعرب من جهته عن تفاؤله بالتطورات المقبلة في العلاقات السعودية – الأميركية، مشيراً إلى أن البلدين يعملان بصورة وثيقة معاً لتحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في المنطقة، مضيفاً أن الاتفاق الأمني الثنائي بينهما قد يكون قريباً جداً من الاكتمال.

تحديات السلطة الفلسطينية

وفي ما يتعلق بالمستقبل السياسي للفلسطينيين وإنشاء دولتهم الخاصة، فإن التحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية كثيرة وتتطلب دعماً قوياً لها، وفق الوزير السعودي الذي قال، "يجب أن ندرك أن الاستقرار والسلام في المنطقة لن يتحققا من دون جهود مشتركة وتعاون بين الأطراف المعنية. يجب أن تكون هناك ثقة وصدقية في الجهود المبذولة، ويجب أن يتم توفير الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية لتحقيق أهدافها وتحقيق تطلعات شعبها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اقتراح على الطاولة

وزير الخارجية المصري سامح شكري قال من جهته، إن هناك مقترحات وضعت على الطاولة لكي يقبل بها طرفا النزاع في غزة، ولكن الأهم من ذلك هو وقف إطلاق النار بصورة دائمة، بحسب قوله. وأضاف، "هناك توافق في الآراء مع المجتمع الدولي، إذ إنه يرفض الحل العسكري في رفح بسبب الكوارث الإنسانية التي تنجم عنه ونحن نعمل على اتخاذ قرارين معتدلين ووضع مقترحات للوصول إلى قرار نهائي".

وأوضح شكري أنه "يجب أن ندرك أن الوضع الحالي (في غزة) كارثي وقد يزداد سوءاً أكثر مما شهدناه خلال الأشهر الستة الماضية ونحن لا نعلم عن قرارات إسرائيل المستقبلية". وأردف، "نرغب في أن نلعب دوراً فعالاً ونوسع دائرة تأثيرنا مع مراعاة جميع الجوانب والأخطار المرتبطة بالصراع سعياً لتحقيق الأهداف المتفق عليها".

وأكد شكري أن الدفاع عن حركة "حماس" لا يزال يستند إلى مبررها الرئيس بأنها تعتبر نفسها "قوة مقاومة تواجه الاحتلال". وقال إنه عندما يتم تحقيق حل الدولتين المطلوب، يوجد تعهد واضح من قادة "حماس" بالتخلي عن النضال المسلح، بشرط التماس التزام واضح يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأوضح، "مقاومة الشعوب ضد الاحتلال تعتبر تقليداً راسخاً في المجتمع الدولي وفقاً لميثاق الأمم المتحدة. إذا استمر الاحتلال في وجوده، يكون هناك تبرير قانوني لمواصلة المقاومة، بما يتوافق مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

"الطحن بلا طحين"

وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية، أعرب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن رؤيته وموقفه في مواجهة التحديات الراهنة، مستخدماً عبارة "الطحن بلا طحين". وقال، "منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لقي نحو 34 ألف فلسطيني حتفهم في مأساة إنسانية هائلة. هذه الكارثة تعتبر أولوية قصوى بالنسبة للمجتمع الدولي فيما تتفاقم الأوضاع يوماً بعد يوم، إذ يتعرض الأطفال لموت محقق نتيجة الجوع والتجويع". وتابع، "يتعين علينا اتخاذ خطوات فورية لتفادي تكرار مأساة السابع من أكتوبر".

وأشار الصفدي إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي وفرت ضمانات أمنية لإسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال، ومع ذلك تم تجاهل هذه المبادرة تماماً، ولم تلق التفاعل المطلوب من الأطراف المعنية، وفق ما قاله.

رمي العصي بالدواليب

وأوضح الوزير الأردني أنه "نظراً لعدم وجود شريك إسرائيلي في الحكومة الحالية يؤمن بحل الدولتين، فإن الوضع يبقى معقداً". وقال إنه بعد توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين اتفاقية الدولتين، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو باتهامه بخيانة الصهيونية وإسرائيل.

وأكد الصفدي ضرورة التوصل إلى مسار يؤدي إلى السلام لإنهاء هذا الصراع، معتبراً أن حل الدولتين هو الوحيد المقبول "لكن إسرائيل ترفض هذا الاقتراح برمي العصي في الدواليب".

وأسف وزير الخارجية الأردني لسماع "كثير من البيانات السياسية المؤيدة لحل الدولتين ولكن لا تتبعها خطوات فعلية لوقف الاستيطان الذي يعرقل حل الدولتين". وأشار إلى أنه "في الوقت الحالي، يوجد نحو سبعة آلاف مستوطنة، بينما كانت هناك 200 ألف مستوطن في الماضي". وأكد أنه "إذا أردنا ضمان وجود السلام في المنطقة، فذلك يتطلب خطوة جريئة منا".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات